أخباركم – أخبارنا
حزب الله هو تنظيم سياسي وعسكري شيعي لبناني، تأسس في أوائل الثمانينيات خلال الحرب الأهلية اللبنانية، بدعم من إيران. لعب دورًا محوريًا في الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، وأصبح قوة سياسية وعسكرية مهمة في لبنان والمنطقة. قاد الحزب ثلاثة أمناء عامين بارزين منذ تأسيسه، وهم: صبحي الطفيلي، عباس الموسوي، وحسن نصر الله. لكل منهم دوره في تاريخ الحزب، ومر الحزب خلال فترات قيادتهم بتحولات مهمة.
تأسيس حزب الله:
- التأسيس: تأسس حزب الله في عام 1982 كرد فعل على الغزو الإسرائيلي للبنان. نشأ الحزب تحت إشراف وتوجيه من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بهدف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على إقامة “دولة إسلامية” في لبنان.
- الدعم الإيراني: منذ نشأته، تلقى حزب الله دعماً مالياً وعسكرياً كبيراً من إيران، وكان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالحرس الثوري الإيراني، خصوصاً فيلق القدس. كما تلقى دعماً لوجستياً وتدريباً عسكرياً من سوريا.
- البيان التأسيسي: أصدر حزب الله بياناً رسمياً في 1985 أعلن فيه أهدافه، والتي شملت مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان والعمل على إزالة النفوذ الغربي من البلاد.
الأمين العام الأول: صبحي الطفيلي (1989 – 1991)
من هو صبحي الطفيلي؟
- النشأة والخلفية: صبحي الطفيلي هو أحد مؤسسي حزب الله، وُلد في منطقة البقاع اللبنانية. كان في الأصل شيخاً دينياً بارزاً وله خلفية قوية في التعليم الديني.
- الدور التأسيسي: كان الطفيلي جزءاً من المجموعة التي أسست الحزب في أوائل الثمانينيات بدعم إيراني، ولعب دوراً في صياغة أيديولوجية الحزب في مراحله الأولى.
فترة قيادته وأبرز الأحداث:
- فترة القيادة: شغل الطفيلي منصب الأمين العام بين 1989 و1991، في مرحلة حرجة من تاريخ لبنان، حيث كانت الحرب الأهلية اللبنانية تقترب من نهايتها، والاحتلال الإسرائيلي لا يزال مسيطراً على أجزاء من جنوب لبنان.
- العمليات الأمنية في عهده: كانت العمليات العسكرية لحزب الله خلال قيادة الطفيلي مركزة على المقاومة ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان. نفذ الحزب عمليات عدة ضد الجيش الإسرائيلي وقوات جيش لبنان الجنوبي (جيش لحد) المتحالفة مع إسرائيل.
- الصدام مع قيادة الحزب: في نهاية فترة قيادته، دخل الطفيلي في خلافات مع باقي قادة الحزب حول توجهاته، حيث كان يعارض انخراط حزب الله في النظام السياسي اللبناني بعد اتفاق الطائف. انتهت تلك الخلافات بعزله من منصب الأمين العام، وتعيين عباس الموسوي خلفاً له.
انشقاق الطفيلي:
بعد عزله، أصبح الطفيلي من أشد منتقدي حزب الله وقيادته الحالية، خاصةً فيما يتعلق بعلاقة الحزب بإيران. واعتبر أن الحزب انحرف عن أهدافه الأصلية.
الأمين العام الثاني: عباس الموسوي (1991 – 1992)
من هو عباس الموسوي؟
- النشأة والخلفية: وُلد عباس الموسوي في قرية النبي شيت في البقاع اللبناني. درس الموسوي في الحوزات الدينية في النجف، العراق، حيث تتلمذ على يد المرجع الشيعي محمد باقر الصدر.
- الدور القيادي: كان الموسوي شخصية دينية بارزة ومؤسساً رئيسياً لحزب الله، وكان له دور محوري في بناء التنظيم في الثمانينيات. قبل توليه منصب الأمين العام، شغل الموسوي منصب نائب الأمين العام وكان مسؤولاً عن الشؤون التنظيمية والسياسية.
فترة قيادته وأبرز الأحداث:
- فترة القيادة: تولى الموسوي منصب الأمين العام في عام 1991 بعد عزل صبحي الطفيلي. كانت فترة قيادته قصيرة حيث اغتيل في عام 1992.
- المقاومة ضد إسرائيل: خلال فترة قيادته القصيرة، ركز الموسوي على تصعيد العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان. كانت هذه المرحلة مرحلة مقاومة مستمرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وشهدت تنفيذ العديد من العمليات ضد الجيش الإسرائيلي.
- اغتياله: في 16 فبراير 1992، اغتيل عباس الموسوي في غارة جوية إسرائيلية استهدفت موكبه في جنوب لبنان. أدى اغتياله إلى تصعيد كبير في العداء بين حزب الله وإسرائيل.
الأمين العام الثالث: حسن نصر الله (1992 – حتى الآن)
من هو حسن نصر الله؟
- النشأة والخلفية: وُلد حسن نصر الله في حي الكرنتينا ببيروت عام 1960. ينحدر من عائلة شيعية من بلدة البازورية في جنوب لبنان. تلقى نصر الله تعليمه الديني في النجف بالعراق، حيث تتلمذ على يد محمد باقر الصدر.
- الصعود إلى القيادة: بعد اغتيال عباس الموسوي، تم تعيين حسن نصر الله أميناً عاماً للحزب في عام 1992. رغم صغر سنه نسبياً في تلك الفترة، قاد نصر الله الحزب خلال فترة حرجة واستطاع توسيع نفوذه.
فترة قيادته وأبرز الأحداث:
- تحرير الجنوب اللبناني (2000): تحت قيادة نصر الله، حقق حزب الله انتصاراً كبيراً عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مايو 2000. اعتُبر هذا الانسحاب أحد أبرز إنجازات الحزب وأحد أسباب شعبيته الكبيرة في العالم العربي.
- حرب 2006 مع إسرائيل: خلال حرب يوليو 2006، أظهر حزب الله بقيادة نصر الله قدرة كبيرة على مقاومة الجيش الإسرائيلي، رغم الدمار الكبير الذي لحق بلبنان. استطاع الحزب الصمود أمام الهجمات الإسرائيلية، ما زاد من مكانة نصر الله في العالم العربي كقائد للمقاومة.
- الدور الإقليمي: تحت قيادة نصر الله، توسع دور حزب الله من المقاومة اللبنانية إلى قوة إقليمية. تدخل الحزب في الحرب السورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، ولعب دوراً مهماً في الصراع الإقليمي بين إيران والسعودية.
- العلاقات مع إيران: نصر الله يعتبر حليفاً استراتيجياً لإيران، ويحافظ على علاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني. تحت قيادته، تلقى الحزب دعماً كبيراً من إيران، سواء من الناحية المالية أو العسكرية.
العمليات الأمنية البارزة:
- خطف الجنود الإسرائيليين (2006): كانت عملية خطف الجنود الإسرائيليين في عام 2006 من أبرز الأحداث التي أشعلت حرب يوليو 2006.
- التدخل في سوريا: قاد نصر الله حزب الله إلى التدخل في سوريا لدعم نظام الأسد منذ 2012، ما أكسب الحزب خبرة قتالية واسعة لكنه جلب له أيضاً انتقادات دولية ومحلية.
حزب الله بعد 40 عاماً:
منذ تأسيسه في الثمانينيات، تحول حزب الله من مجرد جماعة مقاومة محلية إلى لاعب إقليمي كبير له تأثير على الساحة اللبنانية والعربية والدولية. وقد شهد الحزب تحولات كبيرة في استراتيجيته وأدواره على مر الزمن تحت قيادة ثلاثة أمناء عامين مختلفين، لكل منهم بصمته الخاصة.
أبرز العمليات الأمنية لحزب الله تحت كل أمين عام:
- صبحي الطفيلي (1989 – 1991):
- العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.
- عباس الموسوي (1991 – 1992):
- تكثيف العمليات العسكرية ضد إسرائيل في جنوب لبنان.
- حسن نصر الله (1992 – حتى الآن):
- تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي (2000).
- حرب يوليو 2006 مع إسرائيل.
- التدخل العسكري في سوريا لدعم نظام الأسد.
حزب الله، الذي بدأ كحركة مقاومة مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، تطور ليصبح لاعباً سياسياً وعسكرياً مهماً في لبنان والمنطقة. قاد الحزب ثلاثة أمناء عامين، كل منهم ترك بصمته على مسار الحزب وتاريخه.
تواجه حزب الله والأمناء العامين الثلاثة الذين تولوا قيادة الحزب تهمًا بالإرهاب من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية، لا سيما الولايات المتحدة والدول الغربية وإسرائيل. هذه التهم تختلف في السياق والمرحلة الزمنية لكل أمين عام. فيما يلي أبرز التهم المرتبطة بكل أمين عام لحزب الله:
1. صبحي الطفيلي (1989 – 1991):
تهم الإرهاب:
- الدور في تأسيس حزب الله: ارتبطت تهم الإرهاب ضد صبحي الطفيلي بدوره في تأسيس حزب الله. منذ نشأته، وُضع الحزب على قوائم الإرهاب في عدد من الدول الغربية بسبب عملياته المسلحة ضد إسرائيل.
- الهجمات ضد القوات الإسرائيلية: خلال فترة قيادة الطفيلي، كانت معظم العمليات التي ينفذها حزب الله موجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان. اتهم الحزب بشن هجمات تستهدف المدنيين الإسرائيليين، بالإضافة إلى جنود الجيش الإسرائيلي، وهي العمليات التي اعتبرتها إسرائيل والولايات المتحدة إرهابية.
ما بعد القيادة:
- بعد خروجه من قيادة حزب الله، بدأ الطفيلي ينتقد الحزب بشكل علني، خاصة فيما يتعلق بدعمه للتدخلات الإيرانية والسورية في الشؤون اللبنانية. لم تتهمه الدول الغربية بالإرهاب بشكل مباشر بعد مغادرته القيادة، لكنه ظل شخصية مثيرة للجدل.
2. عباس الموسوي (1991 – 1992):
تهم الإرهاب:
- الهجمات ضد إسرائيل: خلال فترة قيادة عباس الموسوي القصيرة، استمرت العمليات العسكرية لحزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي. اتهم الحزب تحت قيادته بتنفيذ عمليات إرهابية ضد القوات الإسرائيلية والمستوطنات الإسرائيلية في جنوب لبنان.
- علاقاته مع إيران: كان الموسوي يُعتبر حليفًا وثيقًا لإيران، مما عزز التهم الموجهة إليه بأنه يدير منظمة إرهابية تخدم المصالح الإيرانية في المنطقة. وقد اتهمته إسرائيل بمحاولة تقويض الاستقرار في المنطقة من خلال ارتباطه بإيران.
اغتياله:
- في فبراير 1992، اغتالت إسرائيل عباس الموسوي في غارة جوية على موكبه، مبررة العملية بأنه كان يقود منظمة إرهابية مسؤولة عن شن هجمات ضد المدنيين والعسكريين الإسرائيليين.
3. حسن نصر الله (1992 – حتى الآن):
تهم الإرهاب:
- الإرهاب ضد إسرائيل: منذ توليه قيادة حزب الله، اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة حسن نصر الله بالوقوف وراء العديد من الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والعسكريين الإسرائيليين. وتشمل هذه التهم العمليات التي أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الإسرائيليين.
- خطف الجنود الإسرائيليين: في عام 2006، قاد حزب الله عملية خطف جنود إسرائيليين على الحدود اللبنانية، مما أدى إلى اندلاع حرب يوليو 2006. اعتبرت إسرائيل والولايات المتحدة هذه العملية إرهابية، وشملت الاتهامات نصر الله شخصيًا.
- علاقاته مع إيران وسوريا: نصر الله متهم بأنه يمثل ذراعًا لإيران في المنطقة، ويستخدم حزب الله كأداة لتوسيع النفوذ الإيراني. تتهمه الولايات المتحدة بالتورط في أعمال إرهابية نيابة عن إيران، بما في ذلك تقديم الدعم لحركات مسلحة في العراق وسوريا واليمن.
- التورط في الحرب السورية: قاد نصر الله حزب الله في التدخل العسكري في سوريا منذ عام 2012 لدعم نظام الرئيس بشار الأسد. اتهمت الولايات المتحدة ودول أوروبية حزب الله بالمشاركة في “جرائم حرب” في سوريا، واعتبرت هذا التدخل جزءًا من العمليات الإرهابية العابرة للحدود.
- الاتجار بالمخدرات: اتهمت الولايات المتحدة حزب الله تحت قيادة نصر الله بالمشاركة في عمليات دولية لتمويل الإرهاب من خلال تجارة المخدرات وغسيل الأموال. تعتبر واشنطن هذه الأنشطة جزءًا من شبكة تمويل الإرهاب التي يقودها نصر الله.
- العقوبات الدولية: فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على حسن نصر الله، ووضعته على قوائم الإرهاب الدولية. تشمل هذه العقوبات تجميد أصوله المالية ومنع التعامل معه دولياً.
الفرق بين التهم الموجهة لكل أمين عام:
- صبحي الطفيلي: التهم الموجهة إليه تركزت حول تأسيس حزب الله والعمليات ضد إسرائيل في الجنوب اللبناني. لاحقاً، بعد خروجه من الحزب، لم يعد يُنظر إليه بنفس الدرجة كقيادي إرهابي.
- عباس الموسوي: ركزت التهم الموجهة إليه على العمليات العسكرية ضد إسرائيل وتنسيقه مع إيران، وكان يُعتبر شخصية تهديدية من قبل إسرائيل، مما أدى إلى اغتياله.
- حسن نصر الله: التهم الموجهة إلى نصر الله أكثر تعقيداً وتشمل عدة جوانب، بما في ذلك الإرهاب ضد إسرائيل، التدخلات الإقليمية في سوريا والعراق واليمن، والعلاقات مع إيران، والتمويل غير المشروع من خلال تجارة المخدرات. نصر الله لا يزال قائداً مؤثراً رغم العقوبات، وتعتبره العديد من الدول شخصية إرهابية خطيرة.
الأمناء العامون الثلاثة لحزب الله يواجهون تهمًا بالإرهاب، ولكن طبيعة هذه التهم تطورت على مر الزمن مع تغير دور حزب الله من حركة مقاومة محلية إلى قوة إقليمية مرتبطة بالصراعات الإقليمية والدولية.
المرشح لمنصب الامين العام الرابع
انتشرت صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي اشارة الى تعيين السيد هاشم صفي الدين المرشيح ليكون الامين العام الرابع للحزب.