تقرير لبنان من أخباركم – أخبارنا
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال خلال حديثه مع رؤساء بلديات المجتمعات الحدودية في شمال إسرائيل، “ستبدأ المرحلة التالية من الحرب ضد حزب الله قريباً”، ملمحاً إلى أن إسرائيل تستعد لإطلاق هجوم بري في لبنان.
وأضاف غالانت: “المرحلة المقبلة في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريباً، وستكون عاملاً مهماً في تغيير الوضع الأمني وستسمح لنا بإكمال المهمة المهمة المتمثلة في إعادة السكان إلى منازلهم”.
وتابع قائلاً: “سنقوم بذلك. وكما قلت هنا قبل شهر بأننا سنحوّل مركز الثقل إلى الشمال، هذا ما أقوله الآن: سنغير الوضع ونعيد السكان إلى منازلهم”.
ميقاتي
على وقع التطورات الامنية الخطيرة المتسارعة التي تمر على لبنان خفت نبرة جبهة الممانعة وبدأت بمحاولة لم “الشمل الوطني” فالشيخ الخطيب اعتبر ان الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد تستدعي من جميع القيادات الرسمية والسياسية والروحية التضامن والتكافل وتأكيد الوحدة الوطنية” اما المفتي قبلان الذي ذكر اسم لبنان في بيانه اكثر من 10 مرات اعتبر ان “الحل هو بحماية لبنان والتضحية من أجله”.
في المقابل وصل وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان نويل بارو مساء امس إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في زيارة الى لبنان يجري خلالها محادثات مع المسؤولين اللبنانين في ما يتعلق بالوضع الراهن.
وسيلتقي بارو اليوم الاثنين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ثم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وبعدها قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي.
من جهته كشف الرئيس ميقاتي بعد اجتماع “لجنة الطوارئ الحكومية” وصول عدد النازحين إلى المليون واضاف في ختام الاجتماع “بحثنا في الاجتماع الاتصالات الديبلوماسية التي نقوم بها لان خيارنا هو الحل الديبلوماسي وهو الأفضل ونتمنى ان نصل الى حل يؤدي الى وقف اطلاق النار. لدينا اليوم الهم الاساسي الذي يطال جميع اللبنانيين وهو ملف النازحين من مناطق العدوان ، واطلعنا مع معالي الوزراء على تقوم به الإدارات المختصة والاهم انها لا تزال تعمل.
اضاف “نحن لن نتقاعس لحظة عن متابعة الدور الديبلوماسي، ولا خيار لنا سوى الخيار الديبلوماسي. منذ بدء الازمة قلنا بتطبيق القرار الرقم 1701 وانا ذكرت الامر أيضا في مجلس الأمن في كلمتي، وكل مواقفنا تؤكد هذا الموضوع. مهما طالت الحرب فسنعود بالنهاية إلى القرار 1701 فلنوفر الدماء وكل ما يحصل، و لنذهب إلى تطبيق الاتفاق. الجيش حاضر لهذا الموضوع ويجب ان نهيىء له المستلزمات اللازمة ليكون موجودا، اليوم الجيش موجود على الحدود ولا نستطيع في بعض الأحيان تأمين الغذاء له، لأن الشاحنات التي تؤمن الغذاء له تتعرض للعدوان،وبالتالي فكل اتصالاتنا تركز على تطبيق هذا القرار”.
إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو قبل ظهر اليوم في السرايا ،في حضور سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو والمستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر.
وفي خلال الاجتماع جدد رئيس الحكومة التأكيد” أن مدخل الحل هو في وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والعودة الى النداء الذي اطلقته الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية واجنبية لوقف اطلاق النار “.
ورأى “ان الاولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701”.
بدوره شدد وزير خارجية فرنسا على”اولوية انتخاب رئيس الجمهورية والعمل على وقف المواجهات المسلحة”.
وأكد ان فرنسا تدعم لبنان وشعبه على الصعد كافة، وهي مهتمة جدا بدعم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة”.
وتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا من رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الذي “عبّر عن تضامنه مع لبنان” مبديا” قلقه الشديد من المواجهات الدائرة والتي تستهدف المدنيين”، مشددا على “ضرورة وقف التصعيد والعودة الى الحلول السلمية”.
كذلك تلقى رئيس الحكومة اتصالا من نائب الرئيس الايراني محمد رضا عارف الذي عبّر “عن ادانته الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق السكنية في لبنان “.
بارو
وإعتبر وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو انه:” من غير المعقول أن يبقى البلد من دون رئيس للجمهورية”.
وإذ كشف في مؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر أن بلاده ستعزز دعمها للجيش الذي يضمن الأمن الداخلي ووحدة لبنان” اكد “أن فرنسا ستقدم مساعدات طبيّة للمدنيين الجرحى تمّ تنظيمها بالتعاون مع المستشفيات والمنظّمات غير الحكوميّة.”
وكشف بارو :”أن مقترح وقف إطلاق النار السابق بشأن لبنان لا يزال مطروحًا وان المسؤولين اللبنانيين يدعمون المبادرة الفرنسية الأميركية.”
وختم بارو :”نتواصل يوميًا مع السلطات الإسرائيلية وندعوها إلى اعتماد هذه المبادرة والامتناع عن اجتياح بري.”
بري
رئس البرلمان نبيه أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ”الشرق الأوسط”، أن “لبنان مازال ملتزما بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأميركي اموس هوكستين من مسار ينتهي بوقف إطلاق النار مع إسرائيل وتنفيذ القرار الدولي 1701”.
ورفض “بشدة في المقابل، ربط وقف النار بمسار الانتخابات الرئاسية”، قائلا: “لا علاقة لأحد بموضوع انتخاب رئيس الجمهورية ومن غير المسموح التدخل فيه، لأنه موضوع سيادي. ومع أننا نرحب بأي مساعدة إلا أننا نرفض أي تدخلات ومحاولات إملاء”.
أضاف: “لقد أبلغنا الوزير الفرنسي بالموقف اللبناني الملتزم مضامين نداء الدول العشر الداعي إلى وقف النار وتطبيق القرار 1701 فورا على الأسس التي تم التوافق عليها مع الموفد الأميركي”.
وإذ أكد “تطابق الموقف مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتأييده ما صدر عنه”، أوضح ردا على سؤال أن “التواصل مع حزب الله قائم، وأن الحزب ليس بعيدا عن هذا التوجه”.
وقال الرئيس بري: “هذه المبادرة التي طرحتها سابقا، كنت توافقت عليها مع السيد حسن نصر الله بالتفصيل، وهذا التوافق ما زال ساري المفعول”.
البطريرك الماروني
وترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في الديمان وقال في عظة الاحد، ان “إغتيال السيّد حسن نصرالله جاء ليفتح جرحًا في قلب اللبنانيّين. إنّ الشهادة المتوالية لقادة مسيحيّين ومسلمين آمنوا بقضايا الحقّ والعدالة ونصرة الضعفاء هي حصن الوحدة بين اللبنانيّين، ووحدة الدم والإنتماء والمصير. إنّها الشهادة التي اختارها مؤمنون من كلّ المكوّنات اللبنانيّة فتساووا معها، وتركوا لنا دعوة الأمانة والوفاء لشهادتهم في سبيل وطن أحبّوه، وإن اختلفت رؤيتهم إلى إدارته والممارسة السياسيّة فيه. لذلك كانت دعوتهم الراسخة في شهادة الدم التي أدّوها لكي نتساوى جميعًا في مشروع دولة لبنان المنشودة، التي نستبدل فيها أسباب الفشل والسقوط بأسباب النجاح معًا. إنّ دم الشهداء يصرخ إلينا للدفاع عن لبنان بوجه كلّ إعتداء، وإلى انتخاب رئيس للجمهوريّة يعيد للبنان مكانه وسط الدول. إنّ المجتمع الدوليّ مطالب بالعمل الجدّي لإيقاف دورة الحرب والقتل والدمار عندنا، تمهيدًا لإحلال السلام العادل الذي يضمن حقوق كلّ شعوب المنطقة ومكوّناتها. لقد آن الأوان ليدرك جميع اللبنانيّين أن ليس لهم من معين ومساند سوى أنفسهم متضامنين متّحدين في ما بينهم، ملتزمين إدارة شؤون البيت اللبنانيّ بروح الميثاق الوطنيّ في دولة القانون والمؤسّسات. لقد دفع اللبنانيّون أثمانًا باهظة نتيجة الخروج على هذا الإلتزام، فتزعزت الثقة الداخليّة والخارجيّة، واهتزّ بناء الدولة. فلتكن هذه الحلقة من الشهادة المتوالية بابًا نستفيد منه لتعميق وحدتنا، وتعزيز دور لبنان الوطن الرسالة. ولكنّه لن يستطيع أن يؤدّي رسالته إلّا بحياده الإيجابي الناشط. إنّنا فيما نبدي مشاعر التعزية الشخصيّة لعائلة ولبيئة السيّد حسن نصرالله، نسأل الله لها الصبر والعزاء”.
متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس
من جهته، اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في عظة الاحد وقال “إن لم يظهر المسيحي مسيحيته المتجلية في المحبة والعطاء والمغفرة في مثل هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها بلدنا الحبيب، فمتى يظهرها؟ لقد تأكد اللبناني ألا أحد إلى جانبه سوى أخيه اللبناني. أطفال بعمر الورود وأبرياء ذبلت أجسادهم وتقطعت أوصالهم ولم يحرك المشهد الضمائر لإنهاء المجزرة. اللامبالاة أمام وحشية ولا إنسانية ما يجري يدل على أن العالم اختار الإبتعاد عن الله، لكننا نحن متشبثون بخالقنا الذي نؤمن بأنه لن يتركنا يتامى، مهما تخلى عنا القريب والبعيد لأن مصلحتهم تقتضي ذلك”.
أضاف: “هنا لا بد من التأكيد أن الوقت الآن هو وقت التفاف اللبنانيين حول دولتهم، وتسليمها أمر الدفاع عن لبنان، ووقت تحمل الجميع مسؤوليتهم، ووقت اجتماع النواب، دون قيد أو شرط، لانتخاب رئيس للبلاد يتسلم زمام الأمور ويرفع الصوت عاليا دفاعا عن لبنان، متوسلا الطرق الدبلوماسية لإيجاد الحل، ويطالب بوقف النار فورا. وهذا ما على الجميع السعي من أجل تحقيقه، دون تباطؤ”.
وسأل: “هل يجوز أن يبقى البلد بلا رأس في هذا الوقت؟ هل يجوز عدم انتخاب رئيس لأسباب كيدية أو مصلحية والبلد يمر في أحرج الظروف، وهو بحاجة إلى من يصونه ويمثله ويدافع عن مصالحه ويحمي حقوقه وأبناءه وأرضه ومستقبله؟ مرة جديدة نخاطب ضمائر من في يدهم القرار كي يقوموا بواجبهم الوطني، متخلين عن كل أنانية ومصلحة وضغينة، عاملين فقط من أجل مصلحة لبنان وإنقاذه. إرحموا الأبرياء الذين يقتلون ويخسرون أحباءهم وأرزاقهم ويهجرون بالآلاف. بلدنا لا يحتمل الحرب في الظروف الصعبة التي يمر فيها فلا تتلكأوا ولا تربطوا مصيره بمصير أية جماعة أو دولة. إنه وقت تحمل المسؤولية بجدية واتخاذ القرارات الشجاعة التي تنقذ لبنان وشعبه”.
وأجرى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب اتصالات بعدد من كبار المسؤولين تناولت الظروف الراهنة والتحركات الجارية لمواجهتها.
وشملت هذه الاتصالات رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزير السابق وليد جنبلاط وعددا من الوزراء المهتمين بالشأن الاجتماعي.
وقال: “ان الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد تستدعي من جميع القيادات الرسمية والسياسية والروحية التضامن والتكافل وتأكيد الوحدة الوطنية، خاصة وان العدوان الاسرائيلي الغاشم يستهدف كل الوطن بكل ما فيه”، لافتا الى “ضرورة العمل على اغاثة النازحين وتأمين كل وسائل الرعاية لهم، لأن فروسية اللبنانيين وشهامتهم تظهر في وقت الشدائد. وتوجه بالشكر الى كل الهيئات الانسانية والاجتماعية والمواطنين الذين يقومون بدورهم الوطني في هذا المجال”
من جهته، أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بيانا جاء فيه: “القضية لبنان الكيان، ولا قيمة للبنان بلا أمنه وأمانه، وما يقوم به الإسرائيلي اغتيال للبنان ومقومات وجوده، وكلنا مؤمنون بلبنان، وكيف يكون الحياد ولبنان يتعرض للإبادة منذ عقود ولم يحرك احد ساكناً، والمؤسسات الدولية والأممية عاجزة أصلاً كما نرى وترون اليوم، ومن اغتال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يريد اغتيال لبنان، والحل بحماية لبنان والتضحية من أجله، توازياً مع تضامن وطني وإنقاذ سياسي يليق بهذه المرحلة الأخطر من تاريخ لبنان”.
وأصدرت قيادة الجيش، الأحد، بياناً حثّت فيه المواطنين على «الحفاظ على الوحدة الوطنية، وعدم الانجرار وراء أفعال قد تمسّ بالسلم الأهلي في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة من تاريخ وطننا»، منبّهة إلى أن «العدو الإسرائيلي يعمل على تنفيذ مخططاته التخريبية، وبث الانقسام بين اللبنانيين».
وأكّدت قيادة الجيش استمرارها في اتخاذ «التدابير الأمنية اللازمة، والقيام بواجبها الوطني؛ للحفاظ على السلم الأهلي»، داعيةً المواطنين لـ«التجاوب مع هذه التدابير، والعمل بمقتضى الوحدة الوطنية التي تبقى الضمانة الوحيدة للبنان».