أخباركم – أخبارنا
على الرغم من الدعاوى المتكررة بأن الأوضاع في سوريا أصبحت أكثر استقراراً، توثق المنظمات الحقوقية استمرار الانتهاكات الجسيمة ضد العائدين من اللاجئين السوريين. فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومنظمة هيومن رايتس ووتش حالات اعتقال وتعذيب طالت عدة أفراد عادوا من لبنان إلى سوريا مؤخرًا، مشيرة إلى تعرضهم لممارسات قاسية ومصير مجهول. في هذا التقرير، نتناول تفاصيل هذه الحالات، ونتساءل عن مدى أمان عودة السوريين في ظل هذه الممارسات، وندعو المجتمع الدولي إلى وقف أي ترحيل قسري للسوريين.
توثيق الاعتقالات وحالات التعذيب:
وفقاً لتقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تم اعتقال ما لا يقل عن 26 شخصاً، بينهم امرأة، بعد عودتهم من لبنان إلى سوريا خلال الفترة من 23 الشهر الماضي حتى 25 من الشهر الحالي، وبلغت الانتهاكات ذروتها بمقتل أحد هؤلاء المعتقلين تحت التعذيب في سجون النظام. تضاف هذه الحوادث إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات التي لم تتوقف منذ اندلاع النزاع السوري. وأكدت هيومن رايتس ووتش بدورها اعتقال أربعة أشخاص عادوا مؤخراً، مشيرة إلى أن جميع الاعتقالات نُفذت بواسطة جهاز المخابرات العسكرية دون تقديم أي معلومات للعائلات عن أسباب الاعتقال أو مكان الاحتجاز.
موقف هيومن رايتس ووتش:
أصدرت هيومن رايتس ووتش بياناً يُدين هذه الاعتقالات، مؤكدة على أن عودة السوريين إلى بلادهم ليست دليلاً على تحسن الظروف، بل هي انعكاس لافتقارهم إلى بدائل آمنة. وأوضحت المنظمة أن جهاز المخابرات العسكرية السوري يتحمل المسؤولية عن هذه الانتهاكات، حيث يواصل استهداف العائدين دون تبرير أو إجراء قانوني واضح، مما يزيد من حدة القلق حول مصير هؤلاء المعتقلين.
مخاطر عودة اللاجئين:
تسعى بعض الدول المضيفة للسوريين، وخاصة لبنان، إلى إعادة اللاجئين، على الرغم من التحذيرات الدولية المتكررة بشأن عدم أمان العودة. تتعرض هذه السياسات لانتقادات شديدة من قبل منظمات حقوق الإنسان، التي تحذر من خطر الاعتقالات التعسفية والتعذيب، والتي تتسبب في حالات وفاة داخل مراكز الاحتجاز. يعكس هذا الواقع المأساوي غياب أي تطور حقيقي في حالة حقوق الإنسان في سوريا، حيث لا تزال الأجهزة الأمنية تمارس سلطتها دون رادع أو محاسبة.
الدعوة الدولية لوقف الترحيل القسري:
أكدت هيومن رايتس ووتش في بيانها على ضرورة وقف أي عمليات عودة قسرية للاجئين السوريين، مطالبةً الدول المضيفة باحترام الإجراءات القانونية والضمانات الإنسانية. ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من هذه القضية، من خلال توفير بدائل آمنة للاجئين، ودعم برامج إعادة التوطين لأولئك الذين لا يستطيعون العودة.
إن تقارير الاعتقال والتعذيب للعائدين السوريين من لبنان تؤكد على أن سوريا لا تزال تشكل بيئة غير آمنة. إن استمرار هذه الانتهاكات الجسيمة يستدعي استجابة فورية من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لضمان حماية العائدين واللاجئين على حد سواء. كما يدعو ذلك إلى تكاتف السوريين في وجه هذا الظلم، مع تعزيز التضامن والعمل الجماعي لتحقيق العدالة والحرية.