الإثنين, نوفمبر 4, 2024
22.8 C
Lebanon

 قصر بعبدا بين خروج ميشال عون ودخول جوزيف عون!

نشرت في

spot_img


خاص: أخباركم- أخبارنا 
اليوم يكمل عمر الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا السنتين ، سنتان عرف فيهما لبنان الكثير من المشاكل على كل المستويات، لكن الاصعب والأخطر كانت “حرب الإسناد” التي بدأها حزب الله في الثامن من تشرين الأول الماضي ضد إسرائيل والتي تبعتها الحرب المباشرة بين الحزب وإسرائيل بعد أقل من سنة مما تسببت بخسائر هائلة على لبنان بشكل عام وعلى حزب الله الذي خسر امينه عام السيد حسن نصرالله وعدد كبير من كوادره .
واذا كان الوقت لا يتسع للمساءلة وتحميل المسؤوليات المباشرة وغير المباشرة لمن قاد هذه الحرب وظروفه وحساباته في الداخل والخارج فإنه يتسع بالطبع لأسئلة أساسية بات يطرحها كل لبناني في هذه اللحظات العصيبة إلا وهو إلى اين؟
إلى أين تتجه الحرب وماذا لو طالت؟
إلى أين يتجه البلد بعد الحرب وهل من قدرة على استعادته بكل مؤسساته بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية؟
ما هو لبنان الذي سيولد بعد هذه الحرب وما هي الاتفاقيات التي ستطبق على الحدود مع تصاعد الحديث عن أن إسرائيل لن تقبل بتطبيق القرار الدولي 1701 ؟
لكن يبقى السؤال الأبرز من هي الشخصية القادرة على قيادة هذه المرحلة بعد ما تبين أن كل القيادات الحالية عاجزة أو مرتهنة لمصالحها الشخصية أو لمصالح خارجية؟

 أمام هذه المشهدية المعقدة تتجه الأنظار نحو اليرزة وتحديدا نحو قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي أثبت انه قادر على قيادة السفينة، وهو الذي حافظ على المؤسسة العسكرية ووحدتها في أصعب الظروف رغم كل ما تعرضت له من انتقادات من أكثر من طرف سياسي، خصوصا وأن لديه شبكة علاقات عربية ودولية متينة، إضافة إلى الثقة التاريخية التي يعطيها اللبنانيون للمؤسسة العسكري على مدى اجيال، فما هو تاريخ هذه المؤسسة ولماذا كل هذه الثقة فيها ؟ وبالتالي لماذا الثقة جوزيف عون؟
  
 أول قائد للجيش اللبناني

كانت نواة الجيش اللبناني قد تطورت بين الحربين العالميتين، حيث تسلحت قوات لبنانية لأول مرة ضمن “فيلق الشرق” الفرنسي في عام 1916، وذلك بحسب موقع الجيش اللبناني.

وفي ظل الانتداب الفرنسي عام 1920، شكلت فرنسا “جيش بلاد الشام”، الذي أعيد تنظيمه بعد ذلك في “القوات الخاصة لبلاد الشام”، والتي تألفت من لبنانيين وسوريين.

وفي عام 1926، أُنشِئت “سرايا القناصة اللبنانية”، التي تعتبر مقدمة للجيش اللبناني الحديث.

وفي عام 1943، دُمجت الوحدات العسكرية المختلفة في اللواء الخامس ووُضعت تحت قيادة العقيد فؤاد شهاب.

وبعد إعلان الاستقلال، سُلمت “سرية القناصة اللبنانية الثالثة”، التي كانت تحت السيطرة البريطانية، إلى الحكومة اللبنانية.

وفي الأول من أغسطس/آب من عام 1945، وُضعت غالبية الجيش اللبناني، الذي ظل تحت السيطرة الفرنسية، تحت السلطة اللبنانية الكاملة تحت قيادة اللواء فؤاد شهاب.

وهكذا، تم تأسيس الجيش اللبناني رسمياً في عام 1945، بعد عامين من استقلال لبنان عن الحكم الفرنسي. وكان اللواء فؤاد شهاب أول قائد رسمي للجيش اللبناني، وتولى منصبه في نفس العام.

وقاد شهاب الجيش في وقت كان لبنان يسعى لتعزيز استقلاله في ظل التوترات الإقليمية والصراعات الطائفية الداخلية.

ولعب شهاب دوراً محورياً ليس فقط في تشكيل الجيش، بل أيضاً في وضع الأسس للعلاقات المستقبلية بين الجيش والسياسة في لبنان، حيث كان له دور كبير في جعل الجيش قوة توحيد تتجاوز الانقسامات الطائفية في البلاد.

وخلفه في المنصب اللواء توفيق سالم (1958-1959)، واللواء عادل شهاب (1959-1965)، والعماد إميل بستاني (1965-1970)، والعماد جان نجيم (1970-1971)، والعماد إسكندر غانم (1971-1975)، والعماد حنا سعيد (1975-1977)، والعماد فيكتور خوري (1977-1982)، والعماد إبراهيم طنوس (1982-1984)، والعماد ميشال عون (1984-1989)، والعماد إميل لحود (1989-1998)، والعماد ميشال سليمان (1998-2008)، والعماد جان قهوجي (2008-2017)، والعماد جوزيف عون (2017 وحتى الآن).

قادة الجيش اللبناني والرئاسة تبقى أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في منصب قائد الجيش اللبناني هو ارتباطه بالرئاسة. ففي تاريخ لبنان، انتقل العديد من قادة الجيش من قيادة الجيش إلى تولي منصب رئيس الجمهورية، مما يعكس التداخل بين السلطة العسكرية والسياسية في البلاد.

وأبرز الأمثلة على ذلك هو اللواء فؤاد شهاب نفسه، الذي تم انتخابه رئيساً للبنان في عام 1958. وقد شهدت رئاسته فترة استقرار نسبي، كما عُرفت فترة رئاسته باسم “الشهابية”، والتي تميزت بجهود بناء الدولة والتركيز على الإصلاحات الإدارية.

وكذلك هناك قائد آخر للجيش هو العماد إميل لحود الذي تم تعيينه قائداً للجيش في عام 1989 وأصبح رئيساً للجمهورية في عام 1998. وكانت فترة رئاسته مرتبطة بتحالف وثيق مع سوريا التي كانت تتمتع بنفوذ كبير في السياسة اللبنانية خلال تلك الفترة.

وكذلك تولى الرئاسة كل من العماد ميشال سليمان (2008-2014) الذي عرف عهده “اعلان بعبدا” والعماد ميشال عون (2016-2022) الذي ربطته علاقة مميزة مع حزب الله.

قائد الجيش والبيئة السياسية

عملية تعيين قائد الجيش في لبنان عملية متشابكة بعمق مع البيئة السياسية للبلاد، إذ يقوم النظام السياسي في لبنان على ترتيب لتقاسم السلطة على أساس طائفي، حيث يتم توزيع المناصب الرئيسية بين الطوائف الدينية المختلفة في البلاد. وتؤثر هذه البيئة السياسية بشدة على تعيينات المناصب العسكرية العليا، بما في ذلك منصب قائد الجيش.

وغالباً ما ترى الفصائل السياسية في لبنان أن منصب قائد الجيش يمكنه التأثير على الأمن الداخلي والمشهد السياسي، ومن ثم تتسم عملية التعيين في كثير من الأحيان بالمناورات السياسية، حيث تسعى الأطراف والطوائف المختلفة إلى دفع مرشحيهم الذين يتماشون مع مصالحهم. وفي كثير من الحالات، كان تعيين قائد الجيش تمهيداً لطموحات سياسية أكبر، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يطمحون لتولي رئاسة الجمهورية.

في السنوات الأخيرة وتحديدا بعد اتفاق الطائف تأثر تعيين قادة الجيش بالعلاقات بين لبنان والقوى الخارجية، مثل سوريا والولايات المتحدة، وكذلك اللاعبون الإقليميون مثل إيران والسعودية، وغالباً ما تكون لهذه القوى مصالح خاصة في تحديد من يقود الجيش اللبناني، نظراً لدور الجيش في الحفاظ على الأمن الداخلي وإدارة حدود لبنان مع إسرائيل وسوريا ،خصوصا بعدما صار ينظر إلى من يتولى القيادة بأنه من أولى المرشحين للرئاسة.

حظوظ جوزيف عون

أمام هذه الوقائع هل يكون جوزيف عون قائد الجيش الخامس الذي يدخل قصر بعبدا خصوصا وأن الظروف التي كانت توصل قادة الجيش في الماضي إلى الرئاسة  كانت ظروفا استثنائية كما هو الحال في هذه المرحلة؟

تقول المعلومات أن الموضوعين الأكثر إلحاحا في لبنان في هذه المرحلة هما التوصل إلى صيغة نهائية لتطبيق القرار 1701 بين لبنان وإسرائيل برعاية دولية وانتخاب رئيس للجمهورية يشرف على تطبيق هذا القرار على الحدود ويعيد المؤسسات الدستورية  إلى الدولة واذا كان هاذان الامران مرتبطان إلى حد كبير فإنهما مرتبطين أيضا بالشخصية القادرة على الجمع بينهما وعلاقة هذه الشخصية والأطراف العربية الدولية القادرة على مساعدة لبنان للنهوض على كل المستويات من هنا فإن حظوظ قائد الجيش مرتفعة.

وإذ تؤكد المصادر المعلومات أن زيارات كل الموفدين الدوليين لعون ليست صدفة تتوقف كثيرا عند زيارته إلى المملكة الأردنية الهاشمية منذ أيام ولقائه مع الملك الأردني  في ظل معلومات تتحدث عون دور لعمان في لبنان في المرحلة المقبلة وهي التي تملك علاقات مع كل الاطراف وتحديدا مع الولايات المتحدة الأميركية التي لها الكلمة الفصل في كل ما يحدث في المنطقة ولبنان.

فهل يكون القرار1701 البوابة الدولية التي يدخل منها عون إلى بوابة قصر بعبدا؟  

يشارك:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

اليونيسف تسجل استشهاد 50 طفلًا خلال يومين في جباليا.. هيئة مقاومة الجدار: 1490 اعتداءً للاحتلال ومستوطنيه هذا الشهر

تقرير فلسطين الميداني من أخباركم - أخبارنا واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياتها العسكرية...

اسرائيل تستهدف مواقع جنوب دمشق

أخباركم - اخبارنااعلنت وزارة الدفاع السورية في بيان، بانه "حوالي الساعة 05: 18 مساء...

رغم التحذيرات الأميركية والأوروبية الأونروا خارج الخدمة منذ اليوم !

أخباركم - أخبارناعلى الرغم من كل التحذيرات الأممية والأميركية فضلا عن الأوروبية، عمدت إسرائيل...

الإنتخابات الرئاسية الأميركية قبل أقل من يوم : تقارب لصيق

أخباركم - أخبارناواصلت كامالا هاريس ومنافسها دونالد ترامب، حملة أخيرة محمومة لكسب الأصوات في...
spot_img

More like this

خاص: وزير يطرد زائرا من مكتبه!

خاص: أخباركم - أخبارنا شن احد الوزراء في مجلس خاص حملة عنيفة على سلوك...

العودة إلى المدارس في لبنان وسط الحرب والنزوح: تحديات لوجستية وجغرافية تهدد مستوى التعليم الرسمي !

أخباركم - أخبارنا مع بدء العام الدراسي في لبنان اليوم، تزداد التحديات التي تواجه...

خاص: هكذا استثمر العدو حرب سوريا ضد حزب الله!

خاص: أخباركم - أخبارنا اعتبرت شخصية قريبة من حزب الله، ضمن مجلس خاص، أن...