كتب سعيد خلف: هل لكم أن تتصوّروا الحال التي وصلت إليها وزارة الإعلام بمديرياتها ودوائرها وأقسامها من التحلّل والاهتراء والفوضى؟
فقد نُمي إلينا من أكثر من طرف ما يعانيه موظفو الوزارة في الإذاعة والوكالة الوطنية من انقطاع الماء في دورات المياه منذ مدّة طويلة ولكم أن تتخيّلوها – أعزكم الله – تتراكم فيها الأوساخ حتى صارت موطناً موبوءاً للقوارض والقوارص والحشرات؛ هذا فضلاً عن الروائح الكريهة التي تنبعث من الحمّامات لتصل إلى الأروقة فالمكاتب والاستديوات!
يُقال إنّ بعض الموظفين يتبرّعون من جيوبهم الخاصة لاستقدام عاملة تنظيف لتقوم بتنظيف بعض المكاتب “من قريبو” بعدما فسخت الإدارة عقد التنظيفات مع إحدى الشركات من دون أن يُعرف السبب!
وآخر تجلّيات التحلّل والاهتراء الفادح والفاضح ما يعانيه المذيعون والمخرجون في الاستديوات حيث تعطّل المكيّف المركزي منذ أكثر من ثلاثة أيام وحتى كتابة هذه السطور لم يتحرّك المسؤولون أقلّه لإيجاد بديل مؤقت ريثما يتم تصليح الكومبريسور! ولكم أيضاً أن تتخيّلوا وضع المذيع والمخرج في ستديو الهواء المعزول عن الأصوات الخارجية فكم بالحري وهو معزول عن أي نسمة هواء؛ ويمكن أن تتخيّلوا المذيع الذي إذا أذاع موجز أخبار أو نشرة مطوّلة فهو كمن دخل غرفة سونا، فكيف سيكون الوضع مع مقدّمة برامج تقدّم ساعتين من البث المباشر وهي تعارك “رياح خماسينية” جافة غير متحركة مع ضيوف داخل ستديو الهواء المباشر!
مع كل هذا الاهتراء الحاصل تغيب أي معالجة مؤقتة أو حتى جذرية ويبدو أن المعنيين غير آبهين بسلامة الموظفين وصحّتهم، فهم مكاتبهم مكيّفة وحمّاماتهم نظيفة والماء متوافرة والكهرباء كذلك.
قال أحدهم من داخل وزارة الإعلام: “ما قبضنا معاشاتنا قبل عيد الأضحى وسكتنا بس تقتلونا عالبطيء بالميكروبات والجراثيم وتقطعوا عنّا التكييف وما تقوموا بواجبكن بالإيعاز لمن يلزم بالتصليح فهيدا شي مش مقبول… استقيلو أشرف”.
ويقول آخر: “إنها وزارة غير قابلة للعمل فيها، بل إنها تقتل موظفيها جماعياً”!