أخباركم – أخبارنا
كتب حنا صالح في صبيحة اليوم الـ 1845 على بدء ثورة الكرامة
الإنفلات الصهيوني لتدمير لبنان متواصل لا حدود ولاسقوف له. دخل الإقتلاع والتهجير القسري الجماعي للبنانيين مرحلة تهجير المدن الكبرى لتدميرها: بعلبك، صور وقبلهما النبطية! ما هو هذا اللبنان بدون بعلبك، بدون صور، بدون النبطية، بدون بنت جبيل، بدون ميس، بدون عيترون، بدون عيتا، بدون حولا.. بدون أبعد بيت في آخر شبر من الأراضي اللبنانية؟ وكيف قادت منظومة القتل كل لبنان إلى هذا الذل؟
كان واضحاً أن الحرب التي بدأها حزب الله يوم 8 تشرين الأول عام 2023 ستفضي إلى الفواجع، والمشهد كان يتبلور كل يوم بأن ما ينتظر لبنان هو مصير غزة! وكان هناك أوسع رفض شعبي لهذه الحرب: تخيلوا البلد موجوع من النهب والإفقار يُدفع إلى حرب مدمرة بقرار من دولة الولي الفقيه وخدمة لمصالحها، لكن بقايا السلطة آثرت أن تتفرج ومعها كل الطبقة السياسية لا يعنيهم الأمر! والمقصود بمن يتفرج موالاة نظام المحاصصة كما معارضته! لقد كان معروفاً أن مجرم الحرب نتنياهو بعد تدميره لغزة وتهجيرها سيرتد على لبنان بإجرام أكبر! لذلك ما سقط هو الآمال الكاذبة بوقف النار رغم ثقل وفجاجة مشروع بنود للتسوية! ما تبدد هو دجل أصحاب القرار وتبعيتهم وسياسة الإنكار التي إتبعوها! إنهم شركاء في منح الأولوية لبندقية لا شرعية على المصلحة الوطنية ويا خوف اللبنانيين أن تكون الحرب عليهم “لسه في أول السكة”!
أووف، لم يحترم نتنياهو تفاؤل نجيب ميقاتي الذي أوحى له به هوكشتاين؛ إنه في إتفاق إذا مش خلال أيام ممكن خلال أسابيع. هذا الجلف المتوحش نتنياهو سخر من رهانات النجيب والنبيه معاً عندما أبلغ بريت ماكغورك وعاموس هوكشتاين أنه سيمضي بعيداً بتصميم على “إحباط أي تهديد لأمن إسرائيل من لبنان”، و”القضية الأساسية ليست أوراق هذا الإتفاق أو ذاك بل قدرة إسرائيل على إنفاذ الإتفاق”. والخطير تمثل بقوله: ” لا أحدد موعداً لنهاية الحرب لكني أضع أهدافاً واضحة للإنتصار فيها وسنعمل على معالجة أذرع الأخطبوط ونضرب رأسه في إيران..نغير وجه الشرق الأوسط، لكننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحديات كبيرة ولا أقلل من شأن أعدائنا”. وهكذا يواصل العدو الإسرائيلي السياسات التي إتبعت في غزة، والآن قبل 5 أيام على إنتخابات العالم، لن يمنح نتنياهو “هدية” ل كمالا هاريس والحزب الديموقراطي، بعدما بات الصوت العربي والمسلم حجر الرحى في ميتشغن وأكثر من ولاية أخرى!
قبل الزيارة الأخيرة لهوكشتين إلى بيروت أطلق نوابغ في صناعة السياسة والتحليل عندنا، تسميات من نوع “1701 بلس”. وعشية زيارة الثنائي الأميركي إلى تل أبيب سربت الصحف الإسرائيلية ما قالت أنه ورقة عمل تناقش بين واشنطن وتل أبيب، فغرق في محظورها النجيب والنبيه، قال الأول أن حزب الله تأخر كثيراً لإعلان القبول بفصل الجنوب عن غزة معفياً شخصه من المسؤولية، أما الثاني فنقلوا عنه تمسكه بما توصل إليه مع هوكشتاين، والنبيه ما بيجي بالضغط(..)، وكي لا يخرج النعيم من “المولد بدون حمص” قال باتفاق يضمن شروط حزبه، وقال قوله،( وهو في طهران على الأرجح)، قبل أن يكشف أن الآلهة تستعد للقتال تحت إمرته! لكن لهذا النتن ياهو رأي آخر أبلغه إلى الأميركيين مفاده أنه “يوجد لإسرائيل حرية عمل كبيرة في إيران أكثر من أي وقت مضى”..ليضيف “أولويتنا القصوى منع إيران من حيازة سلاح نووي”! وجليٌ أن إسرائيل ستذهب بعيداً، بغطاء أميركي كامل، في القضاء على “وحدة الساحات”، أسلحة وقوى، وما الضربات المدمرة طيلة ال36 ساعة الأخيرة على القصير ومنطقتها إلاّ أحد النماذج.
والآن، ما من أولوية لبنانية الآن تفوق قضية إعادة تكوين السلطة لأنها مدخل الحماية والإنقاذ ومن التشرزم. كل رفض نيابي وإنكار لهذه القضية من جانب الطبقة السياسية يعادل الخيانة الوطنية. بقاء القرار بين يدي نبيه بري ونجيب ميقاتي لأوصل الجميع إلى الفواجع وتهديد الوجود. وحدها إعادة تكوين السلطة، بإنتخاب فوري لرئيس للبلاد، وكسر الماراتون الإيراني بفرض الشغور والفراغ، قد يتيح تحت وطأة الهزيمة الثقيلة والإنهيارات المتعاظمة، تشكيل حكومة كفاءات وطنية تقطع مع زمن حكومات نظام المحاصصة، حكومة قرار تستعيد الثقة وإحترام العالم، تقود حملة ديبلوماسية وسياسية لفرض وقف النار ومنع العدو من فرض السيطرة على الجنوب والبلد وتطلق حملة وطنية لإعادة المهجرين بكل السبل الممكنة حماية للبنان ولوضعه على سكة التعافي.
وبعد، لقدأدى الإحتلال الإسرائيلي في العام 1982 إلى ولادة “جمول” جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي حررت وحيدة أكثر من 75% من الأراضي اللبنانية المحتلة، أما ما شهده لبنان بعد إنسحاب العدو في العام 2000، مقاولة لصاحبها في دمشق ولدى نظام الولي الفقيه، فكان آخر “إنجازاتها” حرب “مشاغلة” دمرت البلد وتهدد بعودة الإحتلال!
وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن