كتبت عايدة الأحمدية لـ “أخباركم – اخبارنا”
في مشهد يعكس تعقيدات الساحة اللبنانية والإقليمية، لم تُكلل المساعي الدبلوماسية الأمريكية بالنجاح في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. جاءت زيارة المبعوثين الأمريكيين آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك إلى تل أبيب دون تحقيق النتائج المرجوة، حيث اصطدمت بمطالب إسرائيلية مشددة وضعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أصر على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يضمن أمن إسرائيل بشكل كامل.
وغادر هوكشتاين تل أبيب دون التواصل مع الرئيس نبيه بري أو رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، اللذين كانا ينتظران الرد الإسرائيلي.
وفقًا للتقارير الواردة من الإعلام العبري وتصريحات نتنياهو، فقد عادت البعثة الأمريكية دون إحراز تقدم يُذكر. وأكدت مصادر مطلعة أن نتنياهو طرح عقبات عدة، من بينها التشديد على تطبيق القرار الدولي 1701، والتأكيد على آليات المراقبة وحرية حركة القوات الإسرائيلية في الجو والبر والبحر، ما بدد الآمال بإمكانية التوصل إلى حل قبل الخامس من نوفمبر.
في هذا الإطار، صرح مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، برادلي بومان، بأن الهدف من الزيارة كان “إنهاء تهديد حزب الله ضد إسرائيل”. وأشار إلى أن التوصل إلى اتفاق لنزع سلاح حزب الله قد يسهم في تخفيف معاناة اللبنانيين عبر تعزيز دور الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” في ضبط المنطقة الحدودية.
إخفاق هذه الجهود الدبلوماسية يُعد أيضًا انتكاسة لإدارة الرئيس جو بايدن، حيث يرى مراقبون أن توقيت الزيارة كان يهدف جزئيًا إلى تحقيق مكاسب انتخابية، مما يدعم الحملة الانتخابية لكامالا هاريس قبيل الانتخابات الأمريكية المقبلة. وهذا يعزز الاعتقاد بأن مسار الحل قد يتأجل إلى ما بعد الانتخابات.
حتى ذلك الحين، يواجه لبنان موقفًا معقدًا في ظل تصاعد التوترات، حيث يتوقع أن ترفع إسرائيل من وتيرة عملياتها العسكرية في الأيام المقبلة.