تجددت المواجهات في مدينة جنين ومخيمها في اليوم الثاني من العدوان الإسرائيلي، حيث أدى اليوم الأول إلى إصابة أكثر من 100 شخص، بعضهم في حالة حرجة، ومقتل 10 مواطنين، بالإضافة إلى الدمار الهائل الذي تسببت فيه آليات الجيش الإسرائيلي.
ذكرت مصادر إعلامية أن الاشتباكات استمرت صباح اليوم، الثلاثاء، بين الجيش الإسرائيلي والمواطنين في حارة الدمج بالمخيم. تواصل قوات الجيش الإسرائيلي التقدم نحو المخيم، ولكنها تواجه مقاومة شديدة من المواطنين. ردًا على ذلك، استهدفت الطائرات الإسرائيلية عدة أهداف في المخيم في ساعات الصباح الأولى.
أكدت “كتيبة جنين” أنها نصبت كمينًا محكمًا لقوة إسرائيلية وأطلقت عليها نيرانًا كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة. وأفادت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني بأن الأوضاع الإنسانية في مدينة جنين ومخيمها تزداد سوءًا مع تشريد المواطنين من منازلهم منذ الليلة الماضية.
اجتماع السلطة
على صعيد آخر، أعلنت القيادة الفلسطينية مساء الثلاثاء أن تفاهمات العقبة وشرم الشيخ مع إسرائيل لم تعد سارية، نظرًا لعدم احترام إسرائيل لهذه التفاهمات. وقررت القيادة وقف جميع اللقاءات والاتصالات مع إسرائيل ووقف التنسيق الأمني بشكل كامل.
وأشارت القيادة إلى ضرورة عقد اجتماع طارئ للأمناء العامين للفصائل، من أجل توحيد الصفوف ووضع رؤية وطنية شاملة لمواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدي له. أكدت القيادة على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وأن مهمة السلطة هي حماية الشعب الفلسطيني، ودعت الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم في هذا الصدد والالتزام بالشرعية الدولية والقانون الدولي.
كما قررت القيادة التوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ القرار 2334 وقرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ودعوة المحكمة الجنائية الدولية للنظر في القضايا المتعلقة بجرائم قوات الاحتلال. ودعت العائلات الفلسطينية لتقديم شكاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد قوات الاحتلال، وقررت رفع قضايا ضد دولة الاحتلال للجرائم التي ارتكبتها خلال فترة الاحتلال. وقررت أيضًا استكمال الانضمام إلى المنظمات الأممية والدولية الأخرى.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع الإدارة الأميركية، قررت القيادة تقنين العلاقة معها.
تأتي هذه التطورات بعد اجتماع القيادة الفلسطينية الطارئ الذي عقد في مدينة رام الله، والذي حضره رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وفيما يلي نص البيان:
في ضوء آخر التطورات الجارية، والاعتداء الوحشي اليوم، على مخيم ومدينة جنين، والاعتداءات على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وإرهاب المستوطنين، وأعمال الحرق الهمجي في ترمسعيا وأم صفا وعوريف، وقبلها في حوارة وغيرها من المواقع، وسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، والانتهاكات المتواصلة من سلطة الاحتلال والمتطرفين للمسجد الأقصى، وما اتخذته حكومة الاحتلال من قرارات حول تسريع الاستيطان وإجراءات التمييز العنصري والتضييق الاقتصادي، والتحلل من التزاماتها بموجب الاتفاقيات الموقعة، وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وفي ضوء عدم الاستجابة الدولية لردع إسرائيل وتوفير الحماية لأبناء شعبنا، فإننا وإذ نوجه التحية لأهلنا الأبطال في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية، الذين يتصدون بصدورهم العارية لجيش الاحتلال وإرهاب المستوطنين، نقرر ما يلي:
دعوة الأمناء العامين لاجتماع طارئ، للاتفاق على رؤية وطنية شاملة وتوحيد الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدي له.
وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي.
الاستمرار في وقف التنسيق الأمني.
استمرار اللجان الشعبية في الدفاع عن المدن والقرى والمخيمات، وعلى جميع الأجهزة والهيئات الفلسطينية أخذ دورها في مهمة الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
تؤكد القيادة الفلسطينية على حق شعبنا في الدفاع عن نفسه، وأن مهمة السلطة بمؤسساتها المختلفة هي حماية الشعب الفلسطيني، ووضع جميع إمكاناتها لهذا الغرض، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته في هذا المجال، مع التأكيد على الالتزام بالشرعية الدولية والقانون الدولي.
في ظل عدم الالتزام الإسرائيلي بتفاهمات العقبة وشرم الشيخ- تعلن القيادة أن هذه التفاهمات لم يعد لها جدوى ولم تعد قائمة.
التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، والالتزام بالشرعية الدولية، ومواصلة العمل من أجل نيل دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وحصولها على مزيدٍ من الاعترافات الدولية بها.
التوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي، لتنفيذ القرار 2334 وقرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف الإجراءات أحادية الجانب، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال.
دعوة المحكمة الجنائية الدولية للتعجيل في البت في القضايا المحالة إليها.
دعوة العائلات الفلسطينية لرفع قضايا أمام محكمة الجنايات الدولية (ICC) ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي لما قامت به من مجازر وقتل بحق أبنائها المدنيين الأبرياء.
المطالبة بوقف عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة بسبب عدم التزامها بتنفيذ القرارات 181، 194.
رفع قضايا على دولة الاحتلال لما ارتكبته من جرائم تتحمل مسؤوليتها خلال فترة احتلالها.
رفع قضايا ضد إسرائيل، لما ارتكبته من مذابح وتدمير قرى وتهجير الشعب الفلسطيني في فترة النكبة.
الدعوة الفورية لقدوم لجنة التحقيق الدولية المستمرة في مجلس حقوق الإنسان، للتحقيق وإحالة مخرجاتها بشأن مسؤولية الاحتلال عن هذه المجازر وأعمال الإرهاب للمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن.
استكمال الانضمام إلى بقية المنظمات الأممية والدولية.
رفع قضايا ضد أمريكا وبريطانيا بسبب وعد بلفور وطلب الاعتراف والاعتذار والتعويض.
تقنين العلاقة مع الإدارة الأميركية.
التحرك على المستويات العربية والإسلامية والدولية من أجل دعم الموقف الفلسطيني.