خاص/أخباركم – أخبارنا
تسنى لهما أن يهربا أو يتركا على الأقل قريتهما حولا الجنوبية أسوة بما فعله الآخرون، إلا أنهما آثرا البقاء رغم القصف والدمار والقتل والتهجير..
على الرغم من صدور الأمر، بقيت زينب يعقوب برفقة شقيقها محمود، رافضة أن تتركه بمفرده، مهما كلف الأمر.. فقد اعتبرت أنهما عاشا معاً وسط كل الظروف، وتحملا “الحلوة والمرة”، فلا بد إذاً من أن يبقيا معاً مهما كانت الظروف..
الراعيان في بلدة حولا زينب ومحمود يعقوب، اللذان يملكان قطيعاً من الماعز ويعيشان من خيراته، رفضا الانصياع للغدر الإسرائيلي وقررا البقاء في زمن الحرب، في القرية التي منحتهما الطمأنينة والسلام والأمان في زمن السلم. لقد رفضا كل النداءات التي وجهت إليهم بضرورة مغادرة قرية حولا الحدوديّة على غرار ما فعله كل ابنائها بلا استثناء، فشاء هذان الراعيان ان يكونا الاستثناء الوحيد لسياسة القتل والنار والحديد.. لقد اعتبرا أن الاعمار بيد الخالق سبحانه وتعالى، مؤمنين بأن مصيرهما لا يمكن إلا أن يكون مرتبطاً بمصير قطيعهما الذي كانا يعتبرانه عائلتهما الوحيدة بعدما فقدا كل أفرادها..
قبل أن تستهدف البلدة بالقصف، كان لا يزال فيها سبعة من أبنائها، إلا أن خمسة منهم غادروها الواحد تلو الآخر بطرق عدة، غير قادرين على تحمل نيران جهنم.. وقد حاولت بلدية حولا التواصل مع “اليونيفيل” التي قصد عناصرها مراراً الأماكن التي كانا يتواجدان فيها من دون جدوى، فيما كل المحاولات باءت بالفشل وبقي مصيرهما حتى هذه الساعة مجهولاً.. لكن، لا يزال الأمل باكتشاف مكانهما مع قطيعهما داخل الشريط الحدودي موجوداً..
وفي هذا السياق، أصدرت بلدية حولا بياناً جاء فيه:
“متابعة لموضوع ابنيّ بلدتنا زينب ومحمود يعقوب، قامت دورية من الكتيبة النيبالية العاملة في القوات الدولية – اليونيفيل بجولة بحث في الأماكن المحتملة لوجودهما في أحياء البلدة، وبنتيجة الجولة لم يتم العثور عليهما ولا على أي أثر لقطيع الماشية.
بالتالي، لا يمكن تأكيد أو نفي أي معلومة تتعلق بمصيرهما.
الشكر للكتيبة النيبالية التي وعدت البلدية بإعادة المحاولة في أقرب فرصة وعند ورود أي معطيات جديدة.
الشكر لكل الجهات والأشخاص الذين ساعدوا ويساعدون لحل هذه المسألة الإنسانية. ونسأل الله أن يحميهم ويحمي بلدتنا ووطننا بأهله وأبطاله”.