أخباركم-أخبارنا – تقرير خاص من جرود جبيل
على مسافة أكثر من شهر من الحرب الإسرائيلية على لبنان والممتدة إلى أكثر من منطقة ،بدت مشكلة النزوح تتفاقم خصوصا وأن النازحين الذي تركوا منازلهم نتيجة الحرب قصدوا مناطق جبلية مما يجعل حاجاتهم تتضاعف خصوصا لجهة تأمين التدفئة حيث هم أو تأمين البيوت الجاهزة على كل المستويات.
من هذه المناطق جرود جبيل التي وصل إليها حوالي 35 نازحا توزعوا على بيروت المنطقة والحسينيات، ولأن المنطقة المختلطة حساسة إلى حد ما، رغم أنها لم تشهد أي حوادث بين الموارنة والشيعة متى في أيام الحرب الاهلية فقد كان لنا جولة في قراها التي تبدو حتى الآن آمنة إلا من بعض المشاكل التي تحصل نتيجة لوجود ما يعرف “الأراضي المتنازع عليها” ،فما هو واقع الحال هناك؟
يلخص أحد فعاليات المنطقة “واقع الحال أن جرد جبيل الجنوبي هو منطقة مختلطة شيعية-مارونية وتعيش منذ زمن طويل بدون مشاكل حتى في احلك أيام الحرب الاهلية،بعد الحرب برزت مشاكل من طبيعة عقارية حتى أصبح هناك واقع جديد اسمه “الاراضي المتنازع عليها”،وهذه الأراضي هي نتيجة تقاعس الدولة اللبنانية من استكمال أعمال المساحة والتحرير وبالتالي تبقى منطقة العاقورة التي تبلغ مساحتها حوالي مئة مليون مترا مربعا ومنطقة افقا حوالي عشر مليون مترا ومنطقة لاسا حوالي عشر مليون مترا بدون استكمال أعمال المساحة والتحرير،وعندما يسود هذا الواقع ويبرز واقع “الاراضي المتنازع عليها “تتحول فورا أي مشكلة من طبيعة عقارية إلى مشكلة من طبيعة طائفية وربما أيضا سياسية.”
ويؤكد آخر ،”اليوم أضيف على هذا الواقع القديم واقع جديد اسمه “النزوح”،ومنذ حصوله بإتجاه هذه القرى الجبلية الشيعية من قبل العائلات التي هي من المنطقة أي من لاسا وأفقا وقرقريا وعين الغويبي وعلمات وقد اتى معها بعض الجيران والأصدقاء بحيث أصبحت منطقة مقتظة من السكان ،لم نر حتى الآن خيمة واحدة ذلك أن كل النزوح هو بداخل المنازل والبيوت التابعة للطائفة الشيعية ، هناك بعض العائلات نزلت في فندق في بلدة قرطبا وبعض العائلات في المدارس الرسمية ،في مدرسة جبيل الرسمية وفي روضة مشان الرسمية وفي بلدة المغيري عائلات نازحة في حسينيات البلدة إذ يوجد في المنطقة حسينيتين هي مناطق باتت مكتظة بالسكان ،أن حجم النزوح إلى كل قضاء جبيل حوالي 35 ألف نازح منهم ربما 20 ألفا في منطقة الجرد الجنوبي وحتى هذه اللحظة لم تحصل أحداثا كبرى إلا على أرض متنازع عليها في منطقة جردية تفصل بين بلدة الغابات وبلدة افقا ،إذ حصل مختلفتين،الأولى إشادة مبنى دون ترخيص والثانية ربما تقع على أراضي متنازع عليها وبما أن أعمال المساحة والتحرير لم تستكمل فمن الأفضل أن لا يقام أي بناء على هذه الأراضي،عندما علمت الدولة بهذا الواقع خابرت القاضي سامر ليشع فأعطى اشارة لإزالة المخالفة وحضرت قوة ضاربة مؤلفة من مئتي عنصر من قوى الأمن الداخلي لإزالة هذه المخالفة فتصدى لهم الاهالي وعادوا بدون ازالتها،أمام هذا الواقع خوبر ليشع من جديد فأعطى مهلة ثلاثة أسابيع لإزالة المخالفة،بعد اسبوع أصدر القاضي نفسه إشارة ثانية لإزالة المخالفة وحضرت قوة من مئتي عنصر وذهبوا وإزالتها فتصدى لهم الأهالي وعادوا بدون أي نتيجة “.
ويضيف ،”كان آخر ترتيب حصل في شأن هذا الواقع هو بأن الأهالي الذين خالفوا في البناء لأنهم ربما يبنون على أراضي متنازع عليها أو ربما تكون لهم أو لا تكون لهم ،ذهبوا وتعهدوا أمام القضاء لدى مخفر العاقورة بأنهم اذا ما تبين في القضاء أن هذه الأرض ليست لهم فإنهم سيزيلون المخالفة بيدهم ،لكن لم يحصل في المنطقة أي مشاكل امنية ولم يحصل أي أشكال آخر”.
ويختم ،”أمام هذا الواقع نتطلع أن يكون هناك لجنة متابعة مؤلفة من فعاليات المنطقة لأننا أمام برد سيأتي في فصل الشتاء والعدالة التي فرضت نفسها في المنطقة هي :”اقصى درجات التضامن مع النازحين مقابل أوضح صور للوقوف أمام أي تعدي على الملكيات الفردية أو العامة أو الخلل بالقانون.”