
انسحبت القوات الإسرائيلية من مدينة جنين الفلسطينية في وقت متأخر من مساء اليوم الثلاثاء وتمت ملاحقة القوات المنسحبة من قبل المقاومين وسقط قتيل للجيش الاسرائيلي. تمت هذه العملية بعد تنفيذ إسرائيل لإحدى أكبر العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة منذ سنوات.
وبالتزامن مع الانسحاب، قصف الطيران الإسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين في المنطقة الشرقية ما أدى لإصابة 4 مواطنين بجروح، وزعم جيش أنه استهدف خلية مقاومين من الجو.
وقال الجيش في بيان: “ردا على الصواريخ التي أطلقت في وقت سابق (الأربعاء)، يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي حاليا بشن غارات على قطاع غزة”، حيث أشارت مصادر أمنية فلسطينية إلى أنها استهدفت موقعا عسكريا لحركة حماس في شمال غزة دون وقع إصابات.
المقاومة نعلن انتصارها
المتحدث الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي قال بتصريح:
– اليوم المقاومة وسرايا القدس تفرض معادلة جديدة بعد معركة جنين
– المقاومة أنهت هذه المعركة بكمين محكم في جنين وهي ترسل رسالة ميدانية بأنها مستمرة في المواجهة
– أرست سرايا القدس والمقاومة معادلات مهمة بأن القصف يقابله قصف والجيش الاسرائيلي اليوم قهر في جنين.
جيش الاحتلال يفقد جندياً
اعلن الناطق باسم “جيش” الاحتلال الإسرائيلي أنّ جندياً من وحدة الاستطلاع الاستخبارية الخاصة “إيغوز”، قُتل مساء اليوم الثلاثاء، في معركة في جنين.
وأوضح الاحتلال أنّ الجندي “أُصيب إصابة بالغة برصاصة في صدره، وأسعفته قوة طبية في المكان، ثم نُقل بمروحية عسكرية إلى مستشفى “شعري تسيدك”، لكن رغم الجهود الكثيرة توفي وهو في طريقه إلى المستشفى”.
نتنياهو زار احد مواقع العمليات
صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلت عن المصدر العسكري قوله إن بعض القوات قد خرجت بالفعل من المنطقة بعد انتهاء العملية التي استمرت لمدة 44 ساعة. وفي الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع اشتباكات متفرقة مع القوات الإسرائيلية أثناء انسحابها من المدينة.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من اليوم أن العملية العسكرية الواسعة النطاق في جنين بالضفة الغربية المحتلة قد تكون على وشك الانتهاء. خلال زيارته لموقع عسكري قرب جنين، صرح قائلاً “في هذه اللحظات نحن نختتم المهمة”، وفقًا لتقارير إعلامية محلية نقلت عن وكالة الأنباء الألمانية.
وعلى الرغم من ذلك، أوضح نتنياهو أن العملية لم تكن مجرد حدث مرتفع ومؤكدًا أن إسرائيل ستستمر في التصدي والرد على التهديدات ما دام ذلك ضروريًا.

ماذا حققت المقاومة في جنين خلال 48 ساعة؟
إسماعيل هنية قال ان ” المقاومة لقنت العدو درساً “
زياد نخالة قال ” شعبنا حقق انتصاراً كبيراً “

ابرز ما حققته المقاومة جاء ببيان وزع في بيروت وصل موقعنا (اخباركم اخبارنا)، نسخة منه جاء فيها : كمائن محكمة، اسقاط طائرات مسيرة، سيطرة أمنية على المخيم من خلال الأنفاق وكاميرات المراقبة، اشتباكات من مسافة صفر، تحقيق إصابات مباشرة… تخوض كتيبة جنين ومعها مقاومين من مختلف الفصائل، حربًا كاملة وشاملة، بأسلحة فردية ورشاشة وعبوات صنعت بأيديهم داخل أزقة المخيم، مقابل “جيش”، جعل من منازل المواطنين العزّل والبنية التحتية هدفًا، بعد أن أفشل التصدي العسكري والصمود الشعبي الأهداف الكبرى للعدوان.
في حوالي الـ 48 ساعة سجّلت كتيبة جنين والمقاومة الفلسطينية داخل المخيم الذي لا تتجاوز مساحته الكيلو متر مربع، ما يقلب الموازين في مجمل الصراع مع الكيان المؤقت، فأهمية الرصاصة والعبوة في الضفة الغربية، وفي جنين اليوم تحديدًا، تكمن في أنها تخترق جيش الاحتلال وجنوده مباشرةً، وبالتالي تصيب “قلب” هذا الكيان.
1/ أسقطت كتيبة جنين، بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى، 4 طائرات مسيّرة للاحتلال (درون) والسيطرة عليها، وقد استخدمها الجيش في قصف مواقع داخل المخيم ولاسيما المنازل المدنية والمساجد.
الطائرة المسيرة التي أسقطتها المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين
الطائرة المسيرة التي أسقطتها المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين
2/ تفجّرت وحدة الهندسة التابعة لكتيبة جنين عددًا كبيرًا من العبوات الناسفة بآليات الاحتلال المصفّحة وجرافاته – التي تعتدي على البنية التحتية للمخيم – في مختلف خطوط التماس ومحاور المخيم، ومن أهمها: محور الدمج والبيادر والحواشين.
3/ عمليات خلف الخطوط، فقد أعلنت كتيبة جنين أن وحدتها الخاصة تمكنت “من تنفيذ هجوم خلف خطوط قوات الاحتلال المتوغلة على محور الدمج وإمطارها بصليات كثيفة من الرصاص بشكل مباشر، وعودة المجاهدين لقواعدهم بسلام”.
4/ كمين مسجد أنصار، اذ أكّدت كتائب القسّام – الضفة الغربية أنها ” تمكنت من استدراج قوة صهيونية إلى كمين محكم واستهدافهم بوابل كبير من الرصاص بالقرب من مسجد الأنصار”.
5/ كمين الدمج، وحوله شدّدت كتيبة جنين أنها و”بمشاركة فصائل المقاومة قادت عملية نوعية من خلال إيقاع قوة صهيونية في كمين محكم على محور الدمج بمخيم جنين، واستهدفت بشكل متواصل وكثيف قوات الاحتلال بصليات الرصاص والعبوات الناسفة”.
6/ في حين عمدت قوات الاحتلال الى قوات الاحتلال إلى استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية؛ لتقتحم بيوتهم وتقوم بفتح ثغرات في الجدران من أجل التقدم إلى داخل المخيم من خلالها، كانت كتائب القسّام بالمرصاد، اذ أعلنت عن “وقوع عدد من جنود الاحتلال في كمين محكم ومنسق بين السلاح العسكري في المخيم، أثناء محاولتهم التقدم عبر أحد المنازل”.
7/ أمّا كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري التابع لحركة فتح، فقد أعلن عن تمكّن مجاهديه من “استهداف حواجز الاحتلال الصهيوني في الضفة المحتلة بصليات كثيفة من الرصاص والاشتباك معها في نفس المكان”. وتشارك كتائب شهداء الأقصى كتفًا بكتف الى جانب كتيبة جنين في الاشتباكات المباشرة ضد قوات الاحتلال.
أنفاق ورشات تصنيع في المخيم!
المنعطف الأساسي الذي ينقل المقاومة في جنين الى مرحلة أكثر تقدمًا وتهديدًا لوجود الاحتلال، هو تمكّن المجاهدين ولاسيما من كتيبة جنين من حفر أنفاق تحت الأرض، ادعى الاحتلال أنه ضبطها تحت مسجد “الأنصار” وهي بطول أمتار تصل الى أراضي الداخل المحتل.
كذلك ادعى الاحتلال أنه وجد أيضًا ورشات لتصنيع العبوات الناسفة. وكانت كتيبة جنين قد أعلنت في معركة “بأس الأحرار” عن عبوتها “التامر” محلية الصنع، ثمّ تبعتها في هذه المعركة “بأس جنين” عبوة “طارق1” المحلية أيضًا.
تجدر الإشارة بأنّ هذه الأنفاق حفرت، والعبوات صنّعت، في ظل استمرار الاحتلال بتشديد الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية ضمن “عملية كاسر الأمواج” المستمر منذ ما قبل شهر رمضان 2022، في ظل تصاعد العلميات الفردية والمنظّمة. وفي ظلّ استمرار التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية، وحضورها في القمتين “العقبة” (في الأردن)، و”شرم الشيخ” (في مصر)، واجتماعها مع المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، والاردنيين والمصريين من أجل تشديد قبضتها الأمنية على المناطق الواقعة تحت تصرفها حسب “اتفاق أوسلو”.



