الأربعاء, ديسمبر 4, 2024
-3.2 C
Lebanon

مصدر مقرب من دوائر القرار لموقعنا: المرتقب سياسياً !

نشرت في

قراءة في حدث ” لأخباركم – أخبارنا” إعداد ناديا شريم

على مسافة أكثر من شهر من اندلاع الحرب بين حزب الله وإسرائيل على الأراضي اللبنانية وقبل أيام من الانتخابات الرئاسية الاميركية عادت الساحة اللبنانية لتكون ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات ، وإذا كانت أصوات الصواريخ تتقدم على أصوات المساعي الدبلوماسية التي نعاها رئيس مجلس النواب بشكل رسمي منذ ساعات محذرا من أن يصبح لبنان “غزة ثانية ” فإن الأسئلة باتت مشروعة عما بعد الانتخابات الأميركية وهل ستقدم نتائج هذه الانتخابات حلولا جذرية لما يجري في الشرق الاوسط وتحديدا في غزة ولبنان ام أن الحلول مؤجلة حتى إشعار آخر ولحسابات أخرى؟

في هذا المجال يؤكد مصدر محسوب على دوائر القرار لموقعنا انه علينا أن نرى المشهد العام الحالي من منظار الانتخابات الأميركية التي ستجري خلال الأيام المقبلة، لان نتائج هذه الانتخابات سيكون لها تبعات مباشرة على الملفات الإقليمية والدولية ،ان في أوروبا(الحرب الروسية-الاوكرانية)أو الملف الصيني، كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، الوضع السياسي في اليابان نتيجة الانتخابات الأخير التي حصلت إضافة إلى منطقة الشرق الأوسط (الحرب في عزة ولبنان)، والتطورات في القارة الأفريقية، نحن في ظل الوضع القائم سيبقى المشهد على ما هو عليه حتى إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية لان ليس للرئيس المقبل إدارة يستطيع من خلالها أن يتخذ قرارات والادارة الحالية في مرحلة التحضير للخروج من السلطة ،وهنا تسود مرحلة انعدام القرارات الاستراتيجية الكبيرة في واشنطن.

واذ يعتبر ان لبنان لم يعد يستطيع أن يتحمل كل ما يجري منذ العام 2019 وحتى قبلها لأنه دخل في مرحلة صعبة، يشدد ان لا وجود لمشهد دولة، فلا انتظام للسلطات الدستورية على مستوى الهيكلية الدستورية للدولة إضافة إلى أن المؤسسات تأثرت بهذا الواقع إلى حد كبير خصوصا المؤسسات التربوية والمؤسسات الرسمية وذلك منذ قيام الحراك الشعبي في العام 2019 الذي انعكس على الوضع المادي وسعر العملة وما تلا ذلك من انهيارات مالية، إضافة إلى أن لبنان لم يكن محضرا لكل ذلك ولا استطاع أن يتخذ قرارات سريعة كما حصل في اليونان لحماية نفسه من كل هذه الانعكاسات أن بالنسبة كورونا أو للانهيار المالي أو لانفجار المرفأ ، فوضع المؤسسات مضروب بكل معنى الكلمة ولبنان غير قادر على تحمل تداعيات الحرب وهو يعيش على الأوكسجين الذي تؤمنه بعض الدول كما حصل في مؤتمر باريس الذي سيقدم مليار دولار، منها 200 مليون للقوى العسكرية و800 مليون للمؤسسات ،لكن كل هذه المبالغ لا تكفي ذلك أن كلفة النزوح والايواء الداخلي يبلغ أكثر من 400 مليون دولار شهريا ، وبغض النظر عن موعد وصول المليار دولار والآلية التي ستعتمد فإنها غير كافية ،كذلك فإن المبلغ المقدم إلى الجيش لا يكفي لان اللائحة التي قدمها تخطت المليار دولار حيث هناك مهمات وتطويعا جديدا وتأمينا للوجستية ،خصوصا وأن الجيش يعيش على الهبات العسكرية التي تأتيه من الدول الأوروبية ومن أميركا في الفترات الماضية.

وهنا يعتبر المصدر اننا في لبنان نعيش تداعيات الحرب ولبنان يتفاعل معها وهو استطاع من خلال المساعدات ودعم المغتربين أن يتفاعل -رغم أن هذا لا يعكس وضعا اقتصاديا سليما وهيكلية اقتصادية ومالية سليما للبنان- وهو بذلك بات قادرا على أن يعيش في ظل نظام الكاش الذي يعتمد على مداخيل غير منظورة تدخل إلى البلد، وهو مضطر أن يعيش بالحد الأدنى مع أن جزءا كبيرا من الدولة لم يعد يتحمل ،أمام هذا الواقع فإن القطاع الخاص وأموال المغتربين والمبادرات الفردية هي التي تساعد لان لا انتظام في عمل الدولة طالما هناك شغورا رئاسيا.

وفي موضوع الرغبة الأميركية في إنهاء الحرب وعما إذا كانت هذه الرغبة حقيقية يرى المصدر ان بايدن لم يعلن الحرب وبالتالي هو لا يستطيع أن يوقفها إلا بالتنسيق مع من أعلنها ومن أعلن الحرب هما جهتين، فعلى المستوى الفلسطيني “طوفان الاقصى” وما تبعه من إعلان الحرب من قبل العدو الإسرائيلي المستمرة منذ أكثر من سنة ، اذ أن لديه أهدافه المعروفة إن بالنسبة للقضاء على حماس أو بالنسبة لإخراجها مع كتائب القسام وكل الأذرع العسكرية بالحد الأدنى ،اما الحد الأقصى فهو إخراجهم من غزة لان أهداف اليمين المتطرف أصبحت واضحة وهي ستكمل وهناك اتصالات جرت مؤخرا لتحقيق حل يواكب وقف إطلاق النار أو تسوية ، لقد جرت محاولات ليس من أجل الحل بل بهدف إحراز تسوية وهناك إمكانية حصولها في غزة خلال الأيام الممتدة حتى الاثنين وقد تساعد إدارة بايدن على إطلاق رهائن أو تحرير أسرى مع وقف إطلاق نار لفترة محددة ،لكن يبقى كل ذلك مؤقتا وله تداعيات سياسية على الانتخابات، اما بالنسبة للبنان فقرار الحرب والسلام ليس في إدارة بايدن في الوقت الحاضر، ورغم ذلك كان هناك محاولات من قبل المبعوثين الأميركيين وكما بات معروفا فقد فشلت، وهذا ما يبقي الوضع في لبنان على ما هو عليه وهنا كان لافتا كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال “إنه متخوف من أن يتحول لبنان إلى غزة”، خصوصا وأن لديه معطيات أكثر من غيره في هذا الإطار ،لكن يبقى أن هذا الموضوع حساس جدا ومن الممكن أن نكون قادمون على مرحلة تصعيدية صعبة.
وفي موضوع الصراع الإسرائيلي الأميركي اعتبر أنه صراع بين مشروعين ، فالمشروع الإيراني معروف وواضح المعالم وهو يعكس مشروع الثورة الإسلامية ، و في اسرائيل هناك مشروع ديني أيضا ،اذا نحن أمام مشروعين دينيين يتواجهان ،من هنا اعتقد انه اذا ما تطورت الامور فستقع حربا واسعة تدخل فيها قوى أخرى ،بالنسبة للبنان فقد أصبح في داخلها أما الدول العربية فقد حيدت نفسها نتيجة للقرارات العربية عن هذا الصراع، اما اذا لم تتطور الامور فإن الدول الكبيرة لن تدخل بشكل مباشر ،من الممكن أن يعطوا أسلحة لإسرائيل أو لإيران لا اكثر، ويبقى أن اليمن وجزء من العراق منخرطين لكن سوريا حيدت نفسها حتى الآن، من هنا فإن الحرب ستبقى على هذا الشكل بين إيران وإسرائيل لمرحلة أخرى خصوصا وانه لتحقيق الأهداف التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية بالنسبة للبنان هناك نية للتأثير على الدور الإيراني في المنطقة ، من هناك سنبقى حتى اشعار أخر محكومين بشعار(ضربني وبضربك .)

إلى ذلك يؤكد المصدر ان المفاوضات الاميركية -الايرانية لم تتوقف ابدا وكانت تمر دائما بمد وجزر، وقد دخل فيها أكثر من دولة وكانت تجري في أكثر من دولة أن في مسقط أو في بعض الدول الأوروبية أو في العراق ، فالمسار الديبلوماسي القائم بين الدولتين لديه جدول أعمال يتعلق بالملف النووي والدور الإيراني في المنطقة وبأمور كثيرة تؤسس لمرحلة جديدة ، كما أن هناك نية لدى بعض الدول الكبيرة بأن تنتظم الدول الإقليمية ضمن دائرة معينة ، اما دماء الشرق الأوسط وما يحصل فيه فكل دول العالم مسؤولة عن هذا الموضوع لان هذه الدماء بدأت مع القضية الفلسطينية وطالما أن المجتمع الدولي -ومنذ صدور القرار 181 الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام1947-الذي قام بتقسيم أراضي الإنتداب البريطاني إلى دولة يهودية وأخرى فلسطينية ووضع الأماكن المقدسة تحت سلطة دولية لم يتحرك بشكل جدي ،وطالما أن إسرائيل لم تلتزم بهذه الامور واحتلت اراض وتوسعت ،إضافة ألى ان مجلس الأمن لم يستطع ان يلزمها بتطبيق القرارات التي توصل إلى الأمن والإستقرار ، فإننا سنبقى أمام قرارات وحروب ونسف لهذه القرارات التي وصلت إلى أكثر من مئة والمتعلقة بالشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية ولبنان.

ويختم، أمام هذا الواقع كل شيء مجمد، اليوم تبقى الكلمة للميدان وللنار وأكثر ما قد يحصل هو بعض الاتصالات لرأب الصدع وتخفيف التوتر والتصعيد.

يشارك:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

ليلة ” البربارة “!

أخباركم - أخبارنا كتب الفنان مارسيل خليفة عبر صفحتنه للتواصل الاجتماعي فيسبوك: كنّا ننتظر...

كوريا الجنوبية تشهد أقصر انقلاب على الديمقراطية في التاريخ

أخباركم - أخبارنا شهدت كوريا الجنوبية يوم الثلاثاء، 3 ديسمبر 2024، حدثًا غير مسبوق في...

المعارضة السورية تتقدم نحو حماة: انعكاسات ميدانية على النظام والأكراد وقسد

أخباركم - أخبارنا شهدت سوريا في الأيام الأخيرة تحولات ميدانية كبيرة مع تقدم فصائل...

خاص: من هو فريق عمل باسيل للمعركة الرئاسية؟

أخباركم -أخبارنا علم موقعنا من مصادر لصيقة برئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل انه...

More like this

ملامح عامة في المشهد السياسي السوري!

أخباركم - أخبارنا كتب د. بشير زين العابدين توضيحاً للمشهد السياسي إزاء التطورات المتسارعة، نشير...

بعد لبنان، سوريا تحت النار وترامب يمهّد لمفاوضات مع إيران بلا أذرع

أخباركم - أخبارنا كتب يوسف مرتضى: كان الميدان السوري هدفاً دائماً لغارات طيران العدو...

“موسم الهجرة” الى الرئاسة اللبنانية بدأ فما هي مواصفات الرئيس المنتظر بنظر المعنيين؟

كتب ابرهيم بيرم لـ "أخباركم - أخبارنا"وضعت خطوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بتحديد...