تقرير لبنان السياسي من أخباركم – أخبارنا
باستخفاف كامل بعقولنا برز امس اجماع ممانع وتواطؤ سياسي اراد ان يوحي لنا امس في واحدة من اخطر العمليات الامنية ان المستهدف مواطن لبناني لا علاقة له بالحزب وكلفت اسرائيل خاطرها وارسلت دورية كاملة بعملية امنية معقدة لخطف المواطن البريء لتجري معه حديث ودي، حتى كاد بعض الممانعين ان يطلقوا على العملية اسم ” عزيمة فنجان قهوة”.
هذا التطور الداخلي الامني النوعي طرأ على المشهد العسكري الحربي بين اسرائيل وحزب الله هو الأوّل من نوعه منذ بدء الحرب الموّسعة على لبنان. انزال بحري اسرائيلي في منطقةٍ بعيدة ومُحيّدة نسبيًّا عن مسلسل الاستهدافات حصل في الثالثة فجر يوم الجمعة، على شاطئ منطقة البترون السياحية تمّ في خلاله اختطاف مواطن لبنانيّ هو عماد امهز تضاربت المعلومات حول كونه قبطاناً بحريّاً مدنيّاً أو يخضع لدورة قبطان في معهد البحار، وهو مؤسسة خاصة لا تتبع أي جهاز أمني. كان يُقيم في “شاليه” قريب من المعهد مع زملائه فجرى اقتياده إلى الشاطئ، وغادرت الفرقة بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر.
الهدف من العملية بحسب ما نقل أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي، هو استجواب امهز ومعرفة المزيد عن العمليات البحرية لحزب الله، علما ان المعلومات الاولية كانت اشارت الى ان المخطوف هو عنصر في الحزب وهو ما نفاه الاخير كما نفت الاجهزة الامنية ان يكون ضابطا بحريا في اي من المؤسسات التابعة للدولة، وقد بُوشرت التحقيقات لمعرفة ملابسات الاختطاف وأسبابه.
وفي وقت أشار وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية إلى أنَّ “البحر مراقب ونحن بانتظار نتيجة التحقيقات وبالطبع وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والحكومة اللبنانية ستقوم بالتواصل مع اليونيفيل ومعرفة ما إذا تمت العملية بالتنسيق معهم”، أكّدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أن “لا علاقة لنا بتسهيل أي عملية اختطاف أو أي انتهاك لسيادة لبنان”، مشيرة الى ان “نشر المعلومات المضللة أمر غير مسؤول ويُعرّض قوات حفظ السلام للخطر”.
وفي التفاصيل، تحقق الأجهزة الامنية في حدث وقع في منطقة البترون فجر الجمعة، حيث افاد أهالي المنطقة ان قوة عسكرية لم تُعرَف هويتها نفّذت عملية إبرار (إنزال بحري) على شاطئ البترون، وانتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، حيث اختطفت لبنانياً يدعى عماد فاضل أمهز كان موجوداً هناك، واقتادته إلى الشاطئ، وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر. وفي حين افيد ان أمهز هو مسؤول في “حزب الله”، نفت مصادر “الحزب” الخبر مشيرة الى ان “ليس لدينا معلومات عن مسؤول بالحزب يدعى عماد فاضل أمهز”.وأوضح مصدر عسكري لبناني ان “المخطوف في الإنزال على البترون لا ينتمي الى البحريّة اللبنانيّة ولا الى جهاز أمني”، مؤكدا ان “التحقيقات جارية لتحديد انتماء الخاطفين في البترون وأسباب الخطف ونشاط المخطوف”.
وأشارت معلومات الى انه كان يخضع لدورة قبطان في مدرسة العلوم البحرية في البترون التابعة لوزارة الاشغال والنقل ونفت المعلومات عن انه ضابط في الكلية البحرية.
وتوازياً، وفي الميدان البري، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أنّ الجيش يقترب من نهاية المرحلة الأولى من العمليّة البرية بجنوب لبنان بعد شهر من بدئها، مشيرةً إلى أنّ العملّية حقّقت إنجازات مهمّة من بينها كشف بنى تحتية لـ”حزب الله”.وتم تسريح آلاف من أفراد الجيش والاحتياط نهاية الأسبوع، بحسب الهيئة. ولاحقا، افيد ان القوات الاسرائيلية تسحب الياتها ودباباتها التي دخلت الى الحي الشرقي في مدينة الخيام .وشوهدت احدى الجرافات العسكرية وهي تقطر دبابة ميركافا مدمرة بإتجاه منطقة سردة والعمرا.
” في المقابل، أكد مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، جان بيار لاكروا، في مقابلة مع “الخدمة الإعلامية” التابعة للمنظمة الدولية، أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، لن تنسحب من مواقعها، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى “احتلال هذه المواقع من أحد الأطراف”، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وأوضح أن كثافة العمليات القتالية بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله، المصنفة إرهابية في أميركا، جعلت مهام قوات اليونيفيل “أكثر صعوبة” في الأسابيع الأخيرة، لافتا إلى أن السلطات الإسرائيلية طلبت من القوات الدولية التراجع 5 كيلومترات عن الخط الأزرق، “بهدف حمايتهم”، مضيفا: “لكننا اتخذنا قرارا عقلانيا بأن بقاءهم (القوات) حيوي”.
وأردف: “نعتقد أنه إذا تم التخلي عن هذه المواقع على طول الخط الأزرق، فإنها قد تتعرض للاحتلال من جانب طرف أو آخر. وسيكون ذلك سيئا لعدة أسباب، من بينها النظرة إلى حياد الأمم المتحدة وعدم انحيازها”. وقال لاكروا إن منشآت تابعة لقوات “اليونيفيل” تعرضت لأضرار جراء الحرب، لافتا إلى أن 8 جنود دوليين أصيبوا بجروح منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في لبنان، لافتا إلى أنهم “جميعا بخير لحسن الحظ، بيد أن ذلك يظهر نوعية الأخطار التي يتعرضون لها”.
الى ذلك، قال مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان، إن أكثر من 842 ألف شخص نزحوا في لبنان بسبب الحرب الدائرة منذ تشرين الأول من العام الماضي.
من جهتها، أشارت الـ”سي إن إن” الى ان 20% من مستشفيات لبنان تضررت خلال شهر من الهجمات الإسرائيلية. وأفادت مجلة “ناشيونال إنترست” نقلاً عن تقرير لجامعة براون، بأن “حربا غزة ولبنان تستهلكان عشرات المليارات من أموال الضرائب الأميركية”.
في المقلب السياسي غابت اي حركة او نشاط في نهاية الاسبوع في حين عقد لقاء درزي جامع في خلوات القطالب في بعذران الشوف، بمشاركة قيادات الطائفة الروحية والسياسية: شيخ العقل د. سامي ابي المنى والشيخ نصر الدين الغريب، الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ،رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان ومرجعيات روحية وقضاة المذهب الدرزي والمشايخ، ووزراء نواب الطائفة السابقين والحاليين، وأعضاء من المجلس المذهبي، للتشاور بخصوص التطورات والمستجدات الحالية واتخاذ المواقف المناسبة حيالها.
وفي المواقف، وعلى خط العلاقة بين قائد الجيش العماد جوزف عون والتيار الوطني الحر، أوضح عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام موضوع اللغط الذي أثير في عدد من وسائل الاعلام حول طلب وفد التيار الوطني الحر موعدا من قائد الجيش العماد جوزف عون لتسليمه ورقة التيار الوطني الحر بما يتعلق بالواقع الأمني، وأشار في تصريح اعلامي الى “أننا طلبنا الموعد وقائد الجيش كان متجاوبا وأعطى موعدا سريعا، لكن تم الاعتراض على وجود نائبة الرئيس مارتين نجم كتيلي، وتم إبلاغنا أنه غير مرحب بوجودها.
وعقب التشاور داخل إجتماع الهيئة السياسية تقرر إلغاء الزيارة، وطلب موعدا آخر الأسبوع المقبل يقتصر على وجودي، وذلك بعلم وموافقة الوزير باسيل”.
وشدد درغام على أن “تسريب الخبر يهدف الى تخريب العلاقة مع قائد الجيش، ونحن لم نعمد لاظهار الخلاف بما يخص نائبة الرئيس بل نحرص على التواصل وإستمرار الانفتاح على الجميع وتحديدا قيادة الجيش، لأننا نخاف من الفلتان الأمني والفتنة الداخلية ، والجيش معني أساسي بهذا الموضوع ، خصوصا في ظل الحرب الهمجية التي تشنها إسرائيل، فهي تسعى للفتنة الداخلية، وما يهمنا في ظل هذا الوضع حرص الجيش اللبناني على السلم الأهلي”، لافتا الى أن “الاثنين سيتم تأكيد طلب الموعد”.
وعن موقف التيار من التمديد لقائد الجيش ورئاسة الجمهورية، أكد درغام أن “التمديد غير مطروح ولا الرئاسة مطروحة، بل المهم اليوم التواصل لمنع الفتنة وتحصين الساحة الداخلية”. مؤكدا “عدم إمكانية السير بالتمديد لأي موقع، وهو موقف مبدئي داخل التيار الوطني الحر”، لافتا الى “وجود 113 نائبا يمكنهم انتخاب رئيس للجمهوية بدون التيار الوطني الحر، فنحن نمارس حقنا الدستوري ولكن نلتزم بنتائج التصويت”.