خاص: أخباركم – أخبارنا
في تطور جديد يثير التساؤلات حول التحركات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، أعلن في لبنان امس عن حادثة اختطاف مواطن لبناني في منطقة البترون. تأتي هذه الحادثة في وقت تشير فيه التحليلات إلى تصاعد النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي في لبنان، الأمر الذي يُعيد الأذهان إلى دور وحدات النخبة الإسرائيلية مثل شايطيت 13 وسيريت متكال، المتخصصة في العمليات الخاصة والاختراقات السرية في دول الجوار. في هذا التقرير، نستعرض مهام هاتين الوحدتين، تاريخهما، وقادتهما البارزين، في محاولة لفهم ما إذا كانت لهما صلة بعملية الخطف الأخيرة.
وحدة شايطيت 13 (Shayetet 13)
تأسيسها وتاريخها:
- التأسيس: تأسست وحدة شايطيت 13 عام 1949 ضمن القوات البحرية الإسرائيلية بهدف تنفيذ عمليات خاصة في البحر، حيث يندرج نشاطها ضمن مهام التخريب، الاستطلاع، والعمليات السرية.
- التطور: شهدت الوحدة تطورًا نوعيًا في قدراتها على مدى العقود، حيث أُضيفت لها تقنيات حديثة وأساليب متقدمة في التخفي والاقتحام، مما مكّنها من تنفيذ عمليات دقيقة وصعبة.
المهام الأساسية:
- تنفيذ عمليات تسلل بحرية للتخريب وجمع المعلومات خلف خطوط العدو.
- حماية الموانئ والسفن الإسرائيلية من أي تهديد بحري، وكذلك تنفيذ عمليات اختطاف واغتيال لأهداف استراتيجية.
- تنسيق العمليات المشتركة بين الوحدات الخاصة لضمان الحصول على معلومات حساسة.
التدريب والتجهيز:
- يخضع أفراد شايطيت 13 لبرنامج تدريبي صارم يمتد لحوالي عام ونصف، يتعلمون خلاله القتال القريب، الغوص القتالي، والاستفادة من معدات خاصة للعمليات السرية.
القادة البارزون:
- يوفال نيفو ورامي حنانيا هما من بين القادة الذين قادوا عمليات سرية بارزة خلف خطوط العدو.
وحدة سيريت متكال (Sayeret Matkal)
تأسيسها وتاريخها:
- التأسيس: تأسست عام 1957 على غرار قوات الساس البريطانية، بهدف القيام بعمليات استطلاع وجمع معلومات استخباراتية دقيقة خلف خطوط العدو، مما يتيح للجيش الإسرائيلي معرفة التهديدات الميدانية.
- التطور: برزت سيريت متكال كقوة أساسية في تنفيذ عمليات الاغتيال والاختطاف وجمع المعلومات الدقيقة التي يحتاجها الجيش الإسرائيلي لتأمين حدوده.
المهام الأساسية:
- تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو لجمع المعلومات وتحديد مواقع الأهداف.
- القيام بمهام إنقاذ الرهائن في حالات الأزمات، مثل عملية عنتيبي الشهيرة.
- استهداف القيادات المعادية وضرب مواقع حساسة بتقنيات عالية الدقة، والقيام بعمليات اختطاف تستهدف أفرادًا يعتبرون أهدافًا استخباراتية.
التدريب والتجهيز:
- يخضع الجنود لتدريب قاسٍ على مهارات البقاء والتخفي والتمويه، بالإضافة إلى تطوير مهارات القتال القريب وجمع المعلومات.
القادة البارزون:
- إيهود باراك وبنيامين نتنياهو كانا من القادة البارزين في هذه الوحدة، وشاركا في العديد من العمليات الشهيرة.
خطف المواطن اللبناني .. هل هناك دور للوحدات الخاصة؟
تطرح حادثة اختطاف المواطن اللبناني في البترون تساؤلات عن إمكانية وجود دور للوحدات الإسرائيلية في هذه العملية، خاصةً مع تاريخ شايطيت 13 وسيريت متكال في تنفيذ عمليات مشابهة خارج إسرائيل. يُذكر أن هذه الوحدات تتمتع بقدرات عالية على التسلل وجمع المعلومات، وكذلك تنفيذ عمليات اختطاف واغتيال وراء الحدود.
تداعيات الحادثة:
- التصعيد الأمني: قد يؤدي هذا الاختطاف إلى زيادة التوتر بين لبنان وإسرائيل، كما يفتح المجال للتحقيق في النشاطات السرية للوحدات الخاصة الإسرائيلية وكشف الكثير عن مهام قوات حزب الله البحرية.
- الدور الاستخباراتي: يرجح أن تكون هذه العملية مرتبطة بمحاولة إسرائيلية للحصول على معلومات أو إضعاف جهات تعتبرها تهديدًا أمنيًا، وهو ما يتوافق مع طبيعة مهام الوحدات المذكورة ويذكر ان النشاط البحري للحزب اقلق اسرائيل التي وقعت اتفاق بحري مع لبنان لاستخراج النفط.
يضع هذا التصعيد المجتمع الدولي ولبنان أمام تحديات جديدة، ويعيد تسليط الضوء على نشاطات إسرائيل في المنطقة وتأثيراتها الأمنية والإنسانية، وادوار حزب الله الخفية امنياً وعسكرياً. وبينما ادعت إسرائيل أن المختطف مسؤول عسكري في حزب الله وضابط بحري بالجيش اللبناني، لم يصدر عن الحزب تأكيد أو نفي حتى الآن.
فيما نفى لبنان رسميا صحة ادعاءات إسرائيل بأن يكون المختطف ضابطا بالجيش، مؤكدا أن المختطف قبطان بحري مدني.
ماذا قالت اسرائيل؟
بداية القضية جاءت عبر إعلانات من إعلام إسرائيلي غير رسمي صباح أمس السبت عن اختطاف أمهز خلال إنزال بحري لقوة إسرائيلية في البترون شمال لبنان.
ونقلت صحيفة معاريف عن مصادر أن وحدة الكوماندوز البحرية الإسرائيلية “شايطيت 13“، وصلت إلى عمق 200 كيلومتر داخل لبنان تحت حماية سفن وصواريخ إسرائيلية، وغادرت الساحل باستخدام سفن سريعة، بعد اختطاف أمهز من منزله.
وأشارت إلى أن المداهمة، التي نفذتها قوة قوامها 25 جنديا إسرائيليا، فجر الجمعة، استهدفت من قالت إنه مسؤول عسكري في حزب الله وضابط في البحرية اللبنانية.
وبعد صمت إسرائيلي رسمي لعدة ساعات، قال الجيش الإسرائيلي إن وحدة الكوماندوز البحري “شايطيت 13” اعتقلت عنصرا من حزب الله يمتلك معرفة واسعة في المجال البحري، دون الكشف عن اسمه.
وتوعد الجيش الإسرائيلي بالعمل على أسر عناصر بارزة في حزب الله أينما استطاع، وفق تعبيره.
رواية لبنان .. اقل من سطرين
على الجانب الآخر، جاءت المعلومات الأولى حول القضية من وكالة الأنباء اللبنانية التي قالت إن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقا في حادث وقع فجر الجمعة في منطقة البترون شمالا.