أخباركم – أخبارنا
مع بدء العام الدراسي في لبنان اليوم، تزداد التحديات التي تواجه العملية التعليمية بشكل لم يشهد له مثيل في السابق، إذ تتزامن العودة إلى المدارس مع أجواء الحرب وارتفاع عدد النازحين الذين يستخدمون المدارس الرسمية كمراكز إيواء. أصبحت المؤسسات التعليمية مراكز مزدحمة بين طلاب وعائلات نازحة، مما يفرض تحديات كبيرة على العملية التعليمية ويثير التساؤلات حول جاهزية المدارس وقدرتها على توفير بيئة تعليمية آمنة ومستقرة للطلاب على مستوى التعليم الرسمي تحديداً بينما الكثير من المدارس الخاصة تخطى المسألة بالعودة للدوام الكامل مع تحميل الأهل مسؤولية ارسال الولد او التعليم Online مزاوجة يومين حضور والباقي منزلياً.
الصعوبات التقنية:
- نقص المعدات والموارد التعليمية: تواجه المدارس نقصًا في المعدات الدراسية مثل الكتب، المقاعد، والألواح الذكية، مما يعوق سير العملية التعليمية بالشكل المطلوب. هذا النقص يزداد في ظل تدفق النازحين، حيث تُستنزف الموارد بشكل أسرع وتزداد الضغوط على التجهيزات المتاحة.
- تحديات النظافة والتعقيم: بسبب استخدام المدارس كمراكز إيواء للنازحين، أصبحت مسألة النظافة والتعقيم تحديًا كبيرًا، خاصةً مع ارتفاع أعداد الأفراد الموجودين في المساحات التعليمية. هذا يؤثر على سلامة الطلاب ويهدد الصحة العامة، خاصة في ظل محدودية الموارد الصحية.
- ضغط على شبكة الإنترنت والكهرباء: تزداد الحاجة إلى الكهرباء وشبكات الإنترنت لدعم التعليم الإلكتروني أو لتوفير الطاقة للفصول، ولكن مع زيادة عدد المستخدمين في المدارس، تتعرض الشبكات لضغط كبير وتواجه المدارس انقطاعات متكررة للكهرباء، مما يعيق تنفيذ المناهج بشكل منتظم.
الصعوبات الجغرافية:
- نقص المساحات التعليمية: تعاني المدارس من ازدحام شديد بسبب وجود النازحين، مما يضطر بعض المدارس إلى تقليص المساحات المخصصة للتعليم. في العديد من الحالات، تم تحويل الفصول الدراسية إلى مراكز إيواء، مما قلص من عدد الفصول المتاحة للطلاب.
- تغيير مواقع المدارس أو تأخير الجدول الدراسي: في بعض المناطق القريبة من مواقع النزاع، تم نقل المدارس إلى مناطق أكثر أمانًا، ولكن ذلك يعني أن الطلاب والعائلات يحتاجون لقطع مسافات أطول للوصول إلى المدارس الجديدة، مما يزيد من الإرهاق النفسي والجسدي للعائلات والأطفال.
- تفاوت كبير في المناطق الجغرافية: تتفاوت جودة التعليم بين المناطق، حيث أن المناطق الأكثر استقرارًا تقدم مستوى أعلى من التعليم مقارنة بالمناطق المتأثرة بالنزاع والنزوح. هذا التفاوت يؤثر على فرص الطلاب في الحصول على تعليم متساوٍ، مما يعزز الفجوات التعليمية في البلاد.
التحديات المرتبطة باستخدام المدارس كمراكز إيواء:
- تحويل الفصول إلى مراكز إيواء: العديد من المدارس خصصت مساحات لإيواء النازحين، مما أدى إلى تقليص المساحات المخصصة للتعليم. الطلاب والمعلمون يجدون أنفسهم مضطرين للعمل في بيئات مكتظة وغير مناسبة، ما يؤدي إلى تأثيرات نفسية وصحية سلبية على الأطفال.
- الازدحام وتأثيره على جودة التعليم: الكثافة العالية في المدارس أدت إلى تقليص أوقات الدراسة أو تحويل بعض الحصص إلى نظام التعليم على فترتين، مما يؤثر على جودة التعليم ويزيد الضغط على المعلمين.
في ظل هذه التحديات، يصبح ضمان استمرارية التعليم في لبنان مهمة صعبة تتطلب دعمًا استثنائيًا من الدولة والمجتمع الدولي. يجب العمل على توفير حلول مؤقتة طويلة الأمد، كتأمين مراكز إيواء بديلة للنازحين، وتجهيز المدارس بموارد إضافية لتخفيف الضغط على الطلاب والمعلمين، وذلك لضمان حق التعليم للجيل القادم وتخفيف آثار النزوح والحرب على مستقبل لبنان.