أخباركم – أخبارنا
في ظل تزايد حدة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ضرورة تدخل المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر، الذي استهدف مناطق سكنية ومواقع أثرية ونتج عنه أضرار جسيمة بالقطاع الصحي والنسيج الاجتماعي للبنان. أجرى ميقاتي لقاءات مكثفة مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء الاتحاد الأوروبي، للتأكيد على خطورة الوضع، وتسليط الضوء على التحديات الإنسانية والصحية الناجمة عن الهجمات.
العدوان الإسرائيلي واستهداف المدنيين
أعرب ميقاتي عن قلقه الشديد إزاء الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين والمنشآت الأثرية، معتبرًا ذلك خرقًا واضحًا للقانون الدولي. وأكد أن الحكومة اللبنانية ملتزمة بتطبيق القرار الأممي 1701، وسعت لتعزيز وجود الجيش في الجنوب، مرحبة بكل الجهود الداعية إلى وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل انقلبت على الحلول السلمية وزادت من أعمالها العدائية.
وأشار ميقاتي إلى أن العدوان الإسرائيلي طال مناطق أثرية لا تُقدّر بثمن، مهددًا التراث الثقافي للبنان الذي يحمل أهمية تاريخية على الصعيدين الوطني والعالمي.
دعم القطاع الصحي ومخاطر الاستهداف
سلّم ميقاتي للسفراء تقريرًا من وزارة الصحة يوثق الأضرار التي لحقت بالمرافق الصحية جراء الغارات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الاعتداءات أسفرت عن مقتل وجرح عدد من العاملين في القطاع الصحي واستهداف سيارات الإسعاف والمستشفيات. شدد على ضرورة تحييد الطواقم الطبية عن الاستهداف، مطالبًا مجلس الأمن باتخاذ خطوات سريعة لحماية العاملين الصحيين.
وقال النائب بلال عبد الله، رئيس لجنة الصحة النيابية، بعد لقائه بميقاتي: “نعمل بالتنسيق مع الحكومة لرفع ملف الانتهاكات الإسرائيلية بحق القطاع الصحي إلى الدول المؤثرة في مجلس الأمن، لمحاولة ردع هذا العدوان المستمر ضد المستشفيات والمرافق الصحية.”
حماية المواقع الأثرية: دعوة لوقف الاعتداءات وحماية التراث
طالب ميقاتي بضرورة تحرك مجلس الأمن الدولي للحفاظ على المواقع الأثرية في بعلبك وصور التي تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية اللبنانية، قائلاً إن على المجتمع الدولي حماية هذه الكنوز للأجيال المقبلة وضمان عدم تعرضها للخطر.
اللقاءات مع السفراء ودعم الموقف اللبناني
في سلسلة من الاجتماعات بالسرايا الحكومية، استقبل ميقاتي سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى جانب سفراء الاتحاد الأوروبي، وسفير الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا. أعربت السفيرة الأوروبية ساندرا دو وال عن دعم الاتحاد الأوروبي للبنان وأكدت أهمية وقف فوري لإطلاق النار، مشيرة إلى ضرورة تأمين التعليم للأطفال وتوفير دعم إنساني واقتصادي للبنان، بما في ذلك الإصلاحات اللازمة لإعادة إعمار البلاد.
كما ناقش ميقاتي مع النائبين فادي علامة وبلال عبد الله التحديات التي يواجهها القطاع الصحي ودور المجتمع الدولي في توفير الحماية للعاملين الصحيين، ومتابعة دعم ملف النزوح وتأمين المساعدات اللازمة للنازحين.
تعزيز الجيش ومتابعة التحقيقات
بحث ميقاتي مع قائد الجيش، العماد جوزيف عون، في التحقيقات المتعلقة بعملية الخطف التي حصلت في البترون، كما أكد دعمه لتعزيز الجيش اللبناني وتطويع 1500 عنصر جديد لضمان حماية الجنوب والمناطق المتأثرة.
يشدد ميقاتي على أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان يفرض على المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية وتاريخية للتحرك السريع لوقف العنف وحماية التراث الثقافي والقطاع الصحي، كما يدعو إلى تضامن جميع الدول المعنية لتأمين مستقبل آمن ومستقر للبنان.
