الأربعاء, ديسمبر 4, 2024
11.9 C
Lebanon

لماذا أوقفت إسرائيل هجومها البري على الحدود مع لبنان؟

نشرت في

كتب ابراهيم بيرم لـ “أخباركم – أخبارنا”
ماذا حدث على جبهة الحافة الامامية في الجنوب؟ وهل ان اسرائيل اوقفت فعلاً هجومها البري وسحبت وحداتها المتقدمة في بعض بلدات تلك الحافة وآخرها في الخيام بفعل المواجهة الضارية لمقاتلي (ا ل ح ز ب) الذين كانوا منتظرين، وفق ما يقول الناطقين بلسان (ا ل ح ز ب)؟
ظهر الاحد الماضي، خرج اعلام “حزب الله” ليعلن أن منطقة الحافة الامامية التي كانت طوال الاسابيع الخمسة المنصرمة مسرحاً لمواجهات ميدانية مباشرة بين القوات الاسرائيلية وبين مقاتلي (ا ل ح ز ب)، قد خلت تماماً من أي وجود للوحدات الاسرائيلية التي حاولت التقدم الى عدد من بلدات هذه الحافة، والتمركز فيها كرأس جسر للعبور الى العمق الجنوبي.
المعلوم ان ميدان هذه المواجهات امتد على نحو اكثر من ثلثي الخط الحدودي، أي من الناقورة (اللبونة) في القطاع الغربي، إمتداداً الى الخيام في القطاع الشرقي مروراً بنحو 12 بلدة حدودية.
وبطبيعة الحال، احتفل اعلام (ا ل ح ز ب) والمحللون الناطقون بلسانه بحفاوة، كون هذا الخلو انما أتى بفعل عجز الاسرائيليين عن التقدم اكثر وعن التمركز والتموضع في المساحات التي تقدم اليها، ليصير تراجع القوات الاسرائيلية عن المساحات التي تقدمت إليه تعبيراً عن نصر يسجل لمقاتلي (ا ل ح ز ب) الذين واجهوا بضراوة وتسبّبوا بهزيمة للاسرائيليين الذين اطلقوا رسمياً عملية برية تحت عنوان إبعاد تدمير البنى التحتية للمقاومة وإبعادها الى ما بعد الليطاني مقدمة ليوم تسرّح فيه وينزع سلاحها الثقيل. ولكي تثبت المقاومة صحة فرضيتها، تشير الى أن تل أبيب حشدت لهذه العملية البرية نحو 5 فرق (80 الف مقاتل)، ونظّمت عملية تدمير ممنهج بالطيران لكل المناطق التي كانت تريد التقدم اليها والتموضع فيها.
ومن البديهي أن (ا ل ح ز ب) أعاد الى الاذهان صوراً من تجارب المواجهة البرية في حرب الـ 2006، لافتاً الى أن الخيام التي استعصت على الاسرائيلي اخيراً صدته وجعلته عاجزاً عن بلوغ وسطها.
وفي المحصلة، كان للحزب أن يخرج ليطلق استنتاجاً جازماً فحواه “أن قوات الاحتلال تهرب من الشريط الحدودي، وان مواجهات الخيام باتت ملحمية من شأنها أن تحدد مسار المفاوضات المقبلة”. الأمر لم يكن مفاجئاً، فـ (ا ل ح ز ب) كان رهانه الدائم على ما أسماه “يوم الالتحام البري مع العدو”، كونه أعد العدّة لمثل هذا اليوم واستعد له، وعقد رهاناً على نتائجه ليعوّض على ما فقده خلال الأشهر الأربعة الماضية.
لذا، فان السؤال المطروح هو: هل هذه المعادلة المستجدة ثابتة او متحركة؟ واستطراداً، هل ستكف اسرائيل عن تكرار ما أطلقت عليه اصطلاح “المناورة البرية؟”، أم أنها محكومة بتكرارها لأنها محكومة بالوصول الى هدف جاهرت في رغبتها ببلوغه وهو “سحق (ا ل ح ز ب) وسحبه من التداول نهائياً”، من خلال تكريس واقع ميداني يحقق هذه الفرضية ويجعلها أمراً واقعاً؟
للخبير في القضايا الاستراتيجية اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي وجهة نظر مختلفة، اذ يقول: “إن رصدنا لطبيعة المواجهات البرية الاخيرة على الحافة الامامية بعدما قرر الاسرائيلي إطلاق مناورته البرية، تظهر لنا أنها لم تكن عملية وفق المقاييس التقليدية لعمليات الاجتياح البري، بل كانت عبارة عن عملية إنفاذ لأهداف وضعتها المخابرات الإسرائيلية”.
أضاف: “لا ننكر ان العدو مهّد لهذه العملية بحشد اربع فرق لكن لم يكن القصد من هذا التحشيد التمهيد لاجتياح واسع، بل لأن الاسرائيلي كان ينفذ عملية وقائية لأنه كان يخشى فعلاً أن تدخل وحدات المقاومة الى منطقة الجليل المحتلة”.
فضلاً عن ذلك، يستطرد اللواء شحيتلي، سعى الاسرائيلي الى خلق المنطقة العازلة على حدوده والتي يريد منها تكريس جغرافيا محروقة ومعدومة الحياة قبالة حدوده، لكي يتحاشى تجربة على غرار تجربة عملية “طوفان الاقصى” التي نفذتها حركة “حماس” في 7 تشرين الأول ما قبل الماضي.
ويضيف اللواء شحيتلي، ثمة هدف آخر نراه للعملية الإسرائيلية، وهو استرجاع الثقة والمعنويات الى نفوس العسكر الاسرائيلي بعدما عاش طوال أكثر من عام تحت وطأة ضغوط مارستها المقاومة عليه عبر تهديدات مبطنة تحدثت عن أن وحدات اعدتها (المقاومة) بغية اقتحام اكيد للجليل المحتل، والاكيد أن الاسرائيلي كجيش نظامي تقليدي يخشى هذا الأمر لأنه سيكون عليه أن يدفع بما لا يقل عن 200 عنصر لمواجهة 4 مقاتلين من (ا ل ح ز ب).
ويخلص اللواء شحيتلي الى ان الاجتياح البري المحدود الذي نفذته اسرائيل أخيراً يختلف عن اجتياحاتها السابقة، وما حصل ان اسرائيل استنفدت بنك اهدافها العسكري وجيشها ينفذ الان بنك اهداف السياسيين عندها، وذلك يتضح من خلال العمل لتدمير الحواضر الشيعية الاساسية في الجنوب والبقاع، حيث ان المراد الضغط على المفاوض الشيعي والمقاومة الشيعية لكي تذعن للشروط والمطالب الاسرائيلية المعروفة.

يشارك:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

قدرات حزب الله العسكرية تراجعت ويسعى لإعادة بنائها!

أخباركم - اخبارنانقلت وكالة رويترز عن أربعة مصادر مطلعة على معلومات مخابرات أميركية محدثة...

كم اعتداء اسرائيلي تعرض له الجيش خلال عام؟

اخباركم - أخبارنا كشف مصدر امني ل "أخباركم أخبارنا" انه منذ بداية الحرب على...

كم هو عدد شهداء “حزب الله”؟

أخباركم ـــــ أخبارنا منذ فترة بدأ "حزب الله" اعداد إحصاء رسمي لعدد شهدائه نتيجة...

More like this

ملامح عامة في المشهد السياسي السوري!

أخباركم - أخبارنا كتب د. بشير زين العابدين توضيحاً للمشهد السياسي إزاء التطورات المتسارعة، نشير...

بعد لبنان، سوريا تحت النار وترامب يمهّد لمفاوضات مع إيران بلا أذرع

أخباركم - أخبارنا كتب يوسف مرتضى: كان الميدان السوري هدفاً دائماً لغارات طيران العدو...

“موسم الهجرة” الى الرئاسة اللبنانية بدأ فما هي مواصفات الرئيس المنتظر بنظر المعنيين؟

كتب ابرهيم بيرم لـ "أخباركم - أخبارنا"وضعت خطوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بتحديد...