تقرير فلسطين الميداني من أخباركم – أخبارنا
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مستهدفة مناطق مختلفة من شمال القطاع وجنوبه، إذ تعرّض غرب بيت لاهيا لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، بينما شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين استهدفتا مناطق وسط وشمال مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأسفر قصف إسرائيلي على منزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وفي جريمة أخرى، استهدف القصف الإسرائيلي منزلاً في بيت لاهيا شمال القطاع، مما أدى إلى وقوع إصابات وعدد من المفقودين تحت الأنقاض، فيما تواصل فرق الإنقاذ محاولاتها لإخراج العالقين وسط صعوبة بالغة نتيجة استمرار القصف.
وأسفر هذا التصعيد عن مجزرة جديدة بعد استهداف منزل في بيت لاهيا، حيث انهار المنزل فوق ساكنيه وسط مناشدات من الأهالي لإخراج العالقين من تحت الأنقاض. وفي وسط القطاع، قصفت زوارق الاحتلال المناطق الغربية من مخيم النصيرات.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، الأحد، عن مقتل أحد الجنود جراء انفجار قنبلة يدوية شمالي القطاع، بينما أكد المتحدث العسكري مساء السبت مقتل جنديين آخرين من لواء “غفعاتي” في معارك شمال غزة.
وفي جانب آخر، أعربت المديرة التنفيذية لمنظمة “اليونيسيف”، كاثرين راسل، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف ضد المدنيين، مشيرةً إلى استشهاد أكثر من 50 طفلاً في جباليا خلال يومين فقط. ودعت راسل إلى ضرورة وقف الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وطالبت بفتح تحقيق فوري من الجانب الإسرائيلي حول ملابسات استهداف أحد موظفي المنظمة.
وفي تطور آخر، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن استهدافها مناطق سديروت ومفلاسيم ومستوطنتين أخريين في محيط غزة برشقة صواريخ.
وأفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في سديروت ومفلاسيم، فيما ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” اعتراض أحد الصواريخ المتجهة نحو سديروت.
بينما رجحت القناة 12 الإسرائيلية أن صاروخين أطلقا باتجاه سديروت، وتجري التحريات حول ما إذا كانا قد سقطا في مناطق مفتوحة.
في سياق متصل، أصيب شاب فلسطيني، الليلة الماضية، بشظايا رصاص حي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مدينة قلقيلية من مدخلها الشرقي. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي في شارع نابلس، ما أسفر عن إصابة الشاب بجروح متوسطة في قدمه.
كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي طلاب مدرسة زياد جابر الابتدائية في البلدة القديمة بالخليل من الوصول إلى مدرستهم، حيث أغلقت الطريق المؤدي إليها بالأسلاك الشائكة، مما اضطر أكثر من 40 طالباً للبقاء بعيدًا عن مدرستهم على بعد 30 متراً منها. وأوضح الناشط الحقوقي عارف جابر أن الاحتلال يتبع هذه الإجراءات خلال فترة الأعياد اليهودية لتأمين مرور المستوطنين إلى الحرم الإبراهيمي.
وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال، الأحد، عدة مواطنين من مناطق مختلفة. ففي مخيم الفوار جنوب الخليل، اعتقلت شابين بعد اقتحام منازلهما.
وفي رام الله والبيرة، اعتقلت قوات الاحتلال مواطن عمره (70 عامًا) ونجليه بعد مداهمة منازلهم في قرية دير أبو مشعل، واقتحمت قوات الاحتلال بلدات نعلين ودير قديس وبيت سيرا وبيت لقيا وكفر نعمة، وفتحت النار على مركبة في قرية المدية، ما أدى إلى اصطدامها بجدار إسمنتي دون وقوع إصابات.
وفي القدس المحتلة، اقتحم عشرات المستوطنين، صباح الأحد، باحات المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، حيث نفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا دينية في باحات المسجد.
وفي منطقة شمال غرب أريحا، وضع مستوطنون، صباح الأحد، أسلاكًا شائكة حول منزلين في تجمع عرب المليحات، في خطوة تهدف إلى حصار المنطقة ودفع الأهالي نحو الرحيل القسري.
وذكر حسن مليحات، المشرف العام لمنظمة “البيدر” للدفاع عن حقوق البدو، أن هذه الممارسات تأتي ضمن مخطط استيطاني يستهدف عزل المساكن وتحويلها إلى مناطق محاصرة، ما يشكل ضغطًا على السكان بهدف ترحيلهم.
من جهتها، أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، الأحد، أن شهر تشرين الأول\أكتوبر الجاري شهد تصاعدًا خطيرًا في اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، حيث سجلت 1490 اعتداء استهدف الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم.
وفي تقرير الهيئة الشهري “انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري”، أفاد رئيس الهيئة الوزير مؤيد شعبان بأن قوات الاحتلال نفذت 1130 اعتداءً، بينما نفذ المستوطنون 360 اعتداءً، تركزت في محافظات نابلس والخليل والقدس، بواقع 307 و280 و179 اعتداءً على التوالي.
وشملت الاعتداءات مجموعة واسعة من الانتهاكات تراوحت بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية، وإعدامات ميدانية، وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار، وسرقة ممتلكات، بالإضافة إلى إغلاقات متكررة وحواجز تعيق حياة الفلسطينيين اليومية.
وشهد موسم الزيتون لهذا العام اعتداءات وصفها التقرير بأنها “موجة إرهابية خطيرة” حيث تزامن الموسم مع تصاعد الهجمات على المزارعين، وهو موسم وجدانيًا يحمل رمزية خاصة لدى الفلسطينيين، ويعزز علاقتهم التاريخية مع الأرض.
وأشار التقرير إلى أن المستوطنين نفذوا 245 اعتداءً ضد قاطفي الزيتون، تضمنت سرقة محاصيل الزيتون ومعدات القطاف، إضافة إلى تخريب واقتلاع 1401 شجرة زيتون، معظمها في الخليل ونابلس ورام الله.
ورصد التقرير أيضًا محاولة إقامة سبع بؤر استيطانية جديدة خلال شهر تشرين الأول\أكتوبر، تتسم بطابع زراعي ورعوي، توزعت على أراضي الخليل، ورام الله، والقدس، وسلفيت وطولكرم. وجاءت هذه المحاولات بتوجيهات مباشرة من الحكومة الإسرائيلية، التي تسعى لتقديم التسهيلات اللازمة للمستوطنين، في خطوة تهدف إلى خلق أمر واقع يتيح لهم السيطرة على مزيد من الأراضي وطرد السكان الفلسطينيين منها.
أصدرت سلطات الاحتلال خلال الشهر الماضي ثلاثة أوامر عسكرية للاستيلاء على نحو 84 دونمًا من أراضي القدس وجنين وسلفيت، مبررة هذه القرارات باعتبارات “أمنية”. ومن بين هذه الأوامر العسكرية قرار يقضي بشق طريق جديد في مدينة سلفيت لتحل مكان الطريق الأساسي، الذي تم تخصيصه لاحقًا لخدمة المستوطنين، وتحديدًا مستوطنة “أرئيل”.
وبحسب الهيئة، فإن الاحتلال يستهدف حرمان الفلسطينيين من الوصول إلى هذه الأراضي، بحجة “المتطلبات الأمنية”، بينما هي محاولات لمصادرة الأراضي وإعادة تشكيل البنية الجغرافية لمناطق الضفة الغربية بما يخدم المستوطنين فقط.
وفي إطار سياسة هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، وثّقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان 34 عملية هدم نفذتها قوات الاحتلال خلال تشرين الأول\أكتوبر، طالت 45 منشأة منها 12 منزلاً مأهولاً، و19 منشأة زراعية وتجارية. وتركزت معظم عمليات الهدم في الخليل، القدس وبيت لحم، في محاولة لإخلاء هذه المناطق من السكان الفلسطينيين.
وفي السياق ذاته، وزعت سلطات الاحتلال 38 إخطارًا لهدم منشآت فلسطينية إضافية، معظمها في محافظة جنين التي تلقت 17 إخطارًا، فيما توزعت بقية الإخطارات على محافظات أريحا، القدس والخليل، في تصعيد متواصل يهدف إلى توسيع النشاط الاستيطاني على حساب الوجود الفلسطيني.
وذكر التقرير أن الجهات التخطيطية الإسرائيلية صادقت على 14 مخططًا هيكليًا جديدًا في الضفة الغربية والقدس، بهدف توسيع المستوطنات القائمة وشرعنة بؤر استيطانية جديدة، ومن المتوقع بناء نحو 1151 وحدة استيطانية على مساحة تقدر بـ 584 دونمًا من أراضي الضفة الغربية، بالإضافة إلى 500 وحدة استيطانية في القدس على مساحة تقدر بـ 107 دونمًا.