
كتبت استال خليل:
“القصة مش قصة رمانة قصة قلوب مليانة”، وبدأت بنزاع عقاري بين بشري وبقاعصفرين محوره ألواح ثلج تتحول تدريجياً لتصبح مصدرا للمياه، وسبقه مواجهة بين رُعاة من الضنية وأشخاص من بشري قبل شهر، مع العلم ان الخلافات بين المنطقتين مستمرة منذ أكثر من 30 عاماً بسبب الخلاف على ملكية القرنة السوداء.
روايات متضاربة حول ما حدث السبت، تحدثت بعضها عن ان هيثم طوق أصيب برصاصة قناص من مسافة 800 متر، في حين نفت أخرى ذلك مؤكدة أن رصاصة اخترقت كتفه من الخلف وكسرت أضلاعه قبل أن تخرج من الجهة الأخرى.
وعن مقتل مالك طوق، تحدثت روايات عن احتمال سقوطه في اشتباك مع عناصر من الجيش أثناء انتقاله إلى منطقة الضنية، لكن ذلك ليس مؤكداً بعد.
معلومات متضاربة حول أسباب وطريقة القتل، لكن المؤكد أن القاتلين لا يزالون غير معروفين، رغم أن عدد الموقوفين في جريمة القرنة السوداء هو نحو 30 شخصاً من بينهم نائب رئيس بلدية بقاعصفرين- الضنية.
وبعد الحادث، تسارعت الاتصالات لعدم الإنجرار نحو فتنة إسلامية – مسيحيّة. وتلقّى قائد الجيش العماد جوزيف عون اتصالات من مسؤولين في المنطقتين.
في هذا الإطار، علم “أخباركم أخبارنا” أن “الجيش وضع خطة وهو يعمل على تنفيذها، وهناك دوريات يتم تسييرها بانتظام وفوج المغاوير يجري مراقبة دقيقة للمكان”.
جنازة هيثم ومالك طوق كانت يوم الاثنين، وسط جو مشحون ومليء بالدموع والحزن.
وتم تنظيم مأتم مهيب حضره حشد كبير من الأهالي والشخصيات والفعاليات.
خلال عظته في كنيسة السيدة في بشري، دعا البطريرك الماروني مار بشارة الراعي “لترسيم الحدود في منطقة القرنة السوداء لإنهاء الفتنة، ولكشف مرتكبي الجريمة البشعة”.
وأشار إلى إيمانه بالدولة واعتباره أن هذه ليست مجرد حادثة، موضحاً أن “شباب بشري يعلنون دائماً استعدادهم للحل، ونحن جميعاً تحت سلطة القانون”.
كما تحدث الأب هاني طوق خلال مراسم الدفن عن أهمية الترسيم، محذراً من محاولات أخذ المنطقة إلى حرب أهلية، ومحملاً مسؤولية كل نقطة دم للقضاء والسياسيين والقوى الأمنية.
النائبة ستريدا جعجع أكدت أن “دم الشباب لن يذهب هدراً وحقنا لا يموت، مطالبة بـ”تسليم المجرمين ب
في أسرع وقت ممكن”.
وشددت على أن “هذه الجريمة لن تكون عاملاً تفجيرياً، بل سنتابع هذه القضية بصورة مستمرة”.
شأما النائب وليم طوق، فقال إن “بشري لم تتعوّد على الغدر، ودماؤهما باتت الخط الأحمر لرسم حدود لبنان، محذراً من “الغلط مع أبناء بشري”، ومشدداً على أن “ضبط النفس لا يعني التساهل”.