الأربعاء, ديسمبر 4, 2024
10.2 C
Lebanon

الإنتخابات الأميركية وانطباعات “التيار” بين مرارة الأمس وضبابية الحاضر

نشرت في

كتب ميشال ن. أبو نجم لـ ” أخباركم – أخبارنا”

من الصعب بمكان تحديد انطباعات التيار الوطني الحر على مستوى الكوادر والمناصرين إزاء الإنتخابات الرئاسة الأميركية. فلكل من الإدارتين، الديموقراطية الحالية – المرشحة للإستمرار، وتلك الجمهورية المفترضة، ما يمكن أن يؤخذ عليهما تجاه لبنان، أو ما يمكن أن يؤمل منهما، في شكل ضئيل بطبيعة الحال.

ليست انتخابات 2024 الرئاسية الأميركية، بمشابهة لتلك في العام 2004 بين جورج بوش الإبن وجون كيري. في تلك المرحلة، كانت سحب التغيير في السياسة الأميركية وتجاه لبنان تتجمع بعد 11 أيلول، وتتكرس في قمة النورماندي بين بوش وجاك شيراك، والتي أثمرت حملة لإخراج الجيش السوري من لبنان. في ذلك الحين، كان يمكن استشعار الإتجاه العوني، والمعارض اللبناني في شكلٍ عام، لجهة بناء الآمال على وصول بوش الإبن، نظراً لما كان يعمل عليه من ضغط على سوريا تحت شعار Syria out now. كان الأمل بانسحاب الجيش السوري ومخابراته مشروعاً، ولو أتى من خلال العصا الأميركية!

الحال مختلفة في ال2024. لا ينسى العونيون ما تعرض له الرئيس ميشال عون من “هجمات” مدمرة من قبل إدارة ترامب التي أوفدت مارك بومبيو لريسل التهديدات بفك العلاقة مع حزب الله، تحت طائلة الضغوط والعقوبات التي طالت بعد سنوات قليلة رئيس “التيار” النائب جبران باسيل. كانت سياسة ترامب عاصفة تجاه لبنان والرئيس المتفاهم مع حزب الله، وتوجت بانتفاضة “17 تشرين”، قبل أن تتحول بعد انتخابات 2022 وتوقيع اتفاق ترسم الحدود البحرية واستخراج الثروة الغازية في عهد الرئيس جو بايدن.

ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان، لا يمكن للتيار أن يطل على الإنتخابات الأميركية، إلا من زاوية الأمل بوقف الحرب وبدء مسارٍ جديد في لبنان. الفريق السياسي الذي واجه في محطات كثيرة سياسة الولايات المتحدة عندما وجدها تتعارض مع مصالح لبنان، لا بل تؤدي إلى إلغاء وجوده كما حصل في التفاهم السوري – الأميركي منذ مشارف العام 1988، لا يراهن على تغيرات كبرى في السياسة الأميركية. فالمصالح الثابتة في التفكير الأميركي الإستراتيجي في الشرق الأوسط لا تزال هي هي سواء في داعم إسرائيل، أو التطلع إلى منابع النفط.
كما أن الإدارة الديموقراطية الحالية، وعلى الرغم من التحرك الذي يقوده آموس هوكشتاين بين فترة وأخرى، غطّت الحرب الإسرائيلية على لبنان مع كل تداعياتها. وفي المقابل، لا يمكن أحداً أن يتوقع ما سيقدم عليه دونالد ترامب، وما يمكن أن تكون عليه سياساته اللبنانية، أو بالأحرى التطبيقية لسياسته الشرق الأوسطية وبالتالي تداعياتها على لبنان. ذلك أن المرشح الجمهوري هو آخر شخص يمكن توقع ردات فعله، أو تقلباته، مع أن رادار “التيار” المتابع التقط الإشارات الترامبية تجاه الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة وتصريحاته عن العمل على وقف الحرب في حال انتخابه. كذلك، تمت ملاحظة اتجاهات موجودة في الجالية العربية لجهة التصويت لترامب، نظراً لأنه تمت تجربة الديموقراطيين، وبالتالي المراهنة على أن التغيير في حدّ ذاته، يمكن أن يكون للأفضل.

ومهما يكن من هذه التوقعات، فإن مقاربة “التيار” للإنتخابات تتميز بالترقب للنتائج والتداعيات، ولا شك أنها تأمل تغيراً ولو صغيراً في السياسات الأميركية يدفع في اتجاه وقف النار، وصولاً إلى دعم انتخاب رئيس لبناني توافقي، وليس بالضرورة على قاعدة أنه الأقرب إلى تنفيذ المصالح الأميركية…

يشارك:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

قدرات حزب الله العسكرية تراجعت ويسعى لإعادة بنائها!

أخباركم - اخبارنانقلت وكالة رويترز عن أربعة مصادر مطلعة على معلومات مخابرات أميركية محدثة...

كم اعتداء اسرائيلي تعرض له الجيش خلال عام؟

اخباركم - أخبارنا كشف مصدر امني ل "أخباركم أخبارنا" انه منذ بداية الحرب على...

كم هو عدد شهداء “حزب الله”؟

أخباركم ـــــ أخبارنا منذ فترة بدأ "حزب الله" اعداد إحصاء رسمي لعدد شهدائه نتيجة...

More like this

ملامح عامة في المشهد السياسي السوري!

أخباركم - أخبارنا كتب د. بشير زين العابدين توضيحاً للمشهد السياسي إزاء التطورات المتسارعة، نشير...

بعد لبنان، سوريا تحت النار وترامب يمهّد لمفاوضات مع إيران بلا أذرع

أخباركم - أخبارنا كتب يوسف مرتضى: كان الميدان السوري هدفاً دائماً لغارات طيران العدو...

“موسم الهجرة” الى الرئاسة اللبنانية بدأ فما هي مواصفات الرئيس المنتظر بنظر المعنيين؟

كتب ابرهيم بيرم لـ "أخباركم - أخبارنا"وضعت خطوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بتحديد...