تراجعت حدة أعمال العنف تدريجيا في فرنسا بعد أسبوع من الاحتجاجات على مقتل الفتى نائل برصاص شرطي بضاحية نانتير في غرب باريس أثناء تفتيش مروري. وخلال لقائه رؤساء بلديات مدن بين الأشد تضررا، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بلقاء عقده معهم الثلاثاء أن “ذروة” أعمال الشغب قد مرت، لكنه أبدى “حذرا شديدا” حيال العودة إلى الهدوء.
ووفق الأرقام التي نقلتها وزارة الداخلية الفرنسية، فإنّ 3486 شخصاً أوقفوا، وأُحرقت 12.202 سيارة، وتعرضت للحرق أو التخريب 1105 مبانٍ، و209 مراكز للشرطة الوطنية والدرك أو الشرطة البلدية، منذ ليل 27 إلى 28 يونيو (حزيران) الماضي.
جمع تبرعات للقاتل والمقتول بنسب متفاوتة!
وفي تطور يعكس الشروخ العميقة في داخل المجتمع الفرنسي، تجاوزت حصيلة حملة جماعية لجمع الأموال لعائلة الشرطي الفرنسي الذي قتل الشاب الجزائري الأصل نائل 1.4 مليون يورو (1.5 مليون دولار) من أكثر من 44 ألف متبرع، وهو ما يزيد عن التبرعات التي جمعت لصالح عائلة ضحيته والتي بلغت 352 ألف يورو. وأثار هذا الأمر غضب قطاع كبير من المجتمع الفرنسي.
وكان الإعلامي الفرنسي اليميني جان مسيحة، بدأ جهودا لجمع الأموال لصالح الشرطي عبر منصة (Go Fund Me) الأميركية.
وقال السياسي اليميني ذي الأصول المصرية، جون مسيحة، المعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين، ان الحملة تهدف إلى دعم عائلة الشرطي الذي “يدفع الثمن باهظا اليوم، بعد أن قام بعمله”
ووصف مسؤولون يساريون حملة جمع الأموال بالمخزية، بينما دافع اليمين المتطرف عن قوات الشرطة، واعتبروا أنها هدف يومي للعنف في الأحياء الشعبية المحيطة بالمدن الفرنسية.
وكتب مسيحة في تغريدة على “تويتر” بعد بدء الحملة: “هذا الشرطي ضحية لمطاردة محلية شريرة. هذه فضيحة”، مضيفا “جهود جمع الأموال هي رمز لفرنسا التي تقول لا لهذه الخيانة”. وقال ان حملته هي دعم عائلة شرطي نانتير، “فلوريان إم.”
من هو الشرطي قاتل نائل في فرنسا؟
“فلوريان إم.” في العقد الرابع من عمره، درس في الكلية الحربية الفرنسية، وبعد تخرجه بدأ العمل في جهاز الشرطة وتدرج في المناصب، وأضاف أنه أثار الجدر في العديد من المرات بسبب ارتكابه عدة مخالفات قانونية كان آخرها قتل شاب في أحد الأحياء الفرنسية.
اردوغان الماضي الاستعماري لفرنسا سبب اندلاع الاحتجاجات!
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ، أنّ «الماضي الاستعماري» لفرنسا و«العنصرية المؤسسية» فيها هما سبب اندلاع الاحتجاجات العنيفة وأعمال الشغب في هذا البلد.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، عقب اجتماع حكومي أبدى إردوغان «قلقه» من أن تؤدي الأحداث الأخيرة في فرنسا «إلى مزيد من قمع المسلمين والمهاجرين»، بعدما قتل شاب من أصل جزائري يبلغ 17 عاماً برصاص شرطي أثناء عملية تدقيق مروري.