تقرير فلسطين الميداني من أخباركم – أخبارنا
شهد قطاع غزة، تصعيدًا عسكريًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي نفذت سلسلة من الغارات المكثفة وعمليات القصف المدفعي في مناطق مختلفة من القطاع، ما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
ففي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، نسفت قوات الاحتلال مربعًا سكنيًا، فيما تعرّضت مناطق شمال مخيم النصيرات وسط القطاع لقصف مدفعي أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين. كما استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق سكنية شمال القطاع، منها منازل في مشروع بيت لاهيا وحيّ التفاح شرقي غزة، ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى.
وفي بلدة خانيونس جنوب القطاع، أطلقت دبابات الاحتلال نيرانها بشكل كثيف باتجاه بلدة القرارة، ما زاد من حالة التوتر والرعب بين الأهالي. كما استهدفت قوات الاحتلال منازل في النصيرات، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخر. وتعرّضت مناطق أخرى شمالي القطاع، مثل الصفطاوي وحي القصاصيب في جباليا، لقصف متواصل من طائرات ومدفعية الاحتلال.
من جهتها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، إنّ سجن النقب يشهد كارثة صحية جرّاء انتشار مرض الجرب أو ما يعرف بالسكايبوس بين المئات من الأسرى، وإصابتهم بأعراض صحية صعبة ومعقدة، مع تعمّد إدارة السّجون حرمان الأسرى من العلاج، واستخدامه أداة لتعذيبهم.
وتابعت الهيئة والنادي، أنّه ومن خلال عدة زيارات أجراها محامو الهيئة والنادي لـ(35) أسيرًا ومعتقلًا في سجن (النقب) أواخر أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، عكست إفادات الأسرى، الظروف الاعتقالية المأساوية والحاطّة بالكرامة الإنسانية التي يعيشونها، والتي تؤكّد على أنّ منظومة السّجون تسعى لقتل الأسرى بأي وسيلة ممكنة، ومنها المساهمة في انتشار الأمراض بين صفوفهم، إلى جانب الجرائم الممنهجة وأساسها جرائم التّعذيب والجرائم الطبيّة، خاصّة أنّ هناك المئات من الأسرى في سجن النقب من المرضى ومن ذوي الحالات الصحيّة المزمنة والصعبة.
ولفتت الهيئة والنادي إلى أن العديد من الأسرى المرضى تتعمّد إدارة السّجون مؤخرًا نقلهم إلى سجن (النقب)، الذي شكّل وما يزال عنوانًا لجرائم التعذيب، والاعتداءات الجسدية الجنسية، وانتشار الأمراض وتحديدًا مرض الجرب، بهدف قتلهم، فمن بين (35) أسيرًا تمت زيارتهم في سجن (النقب)، كان بينهم (25) مصابون بمرض الجرب.
من جهة ثانية، كشف الدفاع المدني الفلسطيني عن مأساة إنسانية متفاقمة، حيث أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، الرائد محمود بصل، أن أكثر من 100 ألف فلسطيني محاصرون في محافظة شمال غزة، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، فيما يشكّل الأطفال والنساء نحو 60% من المحاصرين. وأكد بصل أن الظروف الصحية أصبحت كارثية، مع توقف تقديم العلاج الطبي في الشمال، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر طواقم الدفاع المدني، ما أدى إلى توقف عمليات الإنقاذ والإطفاء.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد دعت، في بيان صحفي، جميع المنظمات الدولية والهيئات الأممية إلى إرسال وفود طبية ومساعدات طارئة، لتخفيف معاناة السكان، مطالبة بتسهيل وصول هذه المساعدات إلى مستشفيات الشمال، خصوصًا مستشفى كمال عدوان الذي يعاني من نقص حاد في الإمكانيات الطبية وسيارات الإسعاف.
يأتي هذا التصعيد في وقت فرضت فيه إسرائيل حصارًا محكمًا على مناطق واسعة من قطاع غزة، لا سيما شمال القطاع، حيث بدأت العمليات العسكرية في الخامس من تشرين الأول\أكتوبر الجاري.
وناشدت وزارة الصحة الفلسطينية، المواطنين للتبرع بالدم في مختبر بنك الدم بمجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوبي قطاع غزة للضرورة الشديدة بسبب تصاعد العدوان والشح الشديد بوحدات الدم.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وفق التقرير الإحصائي الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، إلى 43 ألفًا و374 شهيدا، بالإضافة لـ 102 ألف و261 مصابًا بجروح متفاوتة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023.
وقالت وزارة الصحة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر جديدة ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 33 شهيدا و156 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ونوه مدير الإسعاف في غزة إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يمنع وصول فرق الدفاع المدني والإسعاف إلى شمال قطاع غزة”.
واستشهد فلسطينيان، بعد ظهر امس بقصف إسرائيلي استهدف مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد شاب جراء إطلاق نار من طائرات “كواد كابتر” على مجموعة من المواطنين في منطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة.
وأطلقت طائرة مروحية إسرائيلية “أباتشي” النار باتجاه المناطق الشرقية من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة بالتزامن مع إطلاق نار من آليات الاحتلال.
ووصل شهيدان وأكثر من 10 إصابات؛ بينها خطيرة، إلى مستشفى العودة، في المحافظة الوسطى بقطاع غزة، جراء قصف مدفعي إسرائيلي على شمال النصيرات ومخيم البريج، وسط القطاع.