أخباركم أخبارنا
بعد ساعات من اعلان المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن انتصاره تمهيدا للدخول إلى البيت الأبيض كثرت التوقعات والتكهنات المتعلقة بالمنطقة ولبنان خصوصا وأن التغيير في واشنطن يترك آثارا كبيرة على المنطقة.
أمام هذا الواقع رأي وزير الخارجية الاسبق فارس بويز في حديث لموقعنا انه ” في الأساس فإن سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية خاصة ، تصنعها أميركا العميقة وليس الرئيس لوحده، وأميركا العميقة هي مزيج من البيت الأبيض والكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ البنتاغون ووزارة الدفاع والسي آي اي وجميع الأجهزة يضاف إليهم ايضا مواقع الثقل أي اللوبيز بكافة انواعها (لوبيز الطيران ،لوبيز الصناعات الثقيلة، لوبيز الصناعات الدفاعية، لوبيز النفط وإلى آخره)، من هنا أن السياسة الخارجية هي نتيجة لهذا الواقع وعلى هذا الأساس، أن مجيء شخص أو مجيء آخر إلى الرئاسة لا يحقق اختلافا كبيرا ولا فرقا كبيرا بأكثر من الاسلوب ، فبين وصول ترامب ووصول كامالا هاريس لا أظن بأن هنالك سياسات مختلفة بالعمق خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط وبإلتزام الولايات المتحدة بدعم إسرائيل وحمايتها وما إلى هناك في هذا الموضوع .”
اضاف؛” لكن الفارق قد يكون في اسلوب الحكم، دون شك أن لترامب أسلوبا خاصا وهو أسلوب ديناميكي بمعنى أنه مقدام واسلوب قوي لان لديه شخصيته و إندفاعه وهما يجعلان منه فعلا رئيسا متحركا وقوي.”
من هنا من المتوقع أن يذهب ترامب بإتجاه مبادرات قوية ،يضاف إلى ذلك أن ثقافته هي ثقافة أعمال كونه رجل أعمال، هي ثقافة اقتصادية أكثر منها ثقافة عقائدية مغلقة، لذلك من المتوقع -خلافا للمظاهر التي توحي بأنه رجل عنيف وصدامي-ان يذهب بإتجاه تجنب الحروب، إنه لا يريد للولايات المتحدة بأن تدخل في حروب ولا أن تتكلف في الحروب ولا يريد ان يغرق الاقتصاد العالمي وتحديدا الأميركي في الحروب، لذلك فإن هذا الطبع سيغير الصورة الظاهرية الذي يبدو فيها ترامب وكأنه رجل قتال ومعارك. ،ترامب هو رجل تسويات ويفكر بالإقتصاد
على هذا الأساس اعتقد ان من اول همومه أن لا تشتعل المنطقة وأن لا يرتفع سعر النفط نتيجة لذلك ولا تغلق المضائق(مضيق هرمز وباب المندب) وهذا يعني أن ترامب سيمارس كل ما يخدم هذا الاستقرار.
وختم :”اضافة الى كل ذلك لا يجب أن نأخذ فقط بعين الإعتبار الصوت العالي الذي يستعمله ترامب، فغالبا اصحاب الأصوات العليا هم أصحاب التسويات وهم الذي يستطيعون ممارسة التسويات لأنهم قادرون، وربما يستعملون هذه الصوت لتحصين أنفسهم استعدادا لتسويات معينة.”