أخباركم – أخبارنا
صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروس، يوم الأربعاء، بأنه قد يتوجه إلى إيران في الأيام المقبلة لمناقشة برنامجها النووي المتنازع عليه، وأعرب عن توقعه للعمل بشكل تعاوني مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. جاءت أنباء الزيارة المحتملة في الوقت الذي أعلنت فيه إيران استعدادها لإطلاق هجوم جديد على إسرائيل ردًا على اعتداء على مواقع عسكرية في الشهر الماضي، مما من شأنه أن يؤدي إلى رد إسرائيلي ويزيد من التوترات المرتفعة في المنطقة.
كان غروس قد ذكر سابقًا أنه يأمل في الذهاب إلى طهران قبل انتخابات 5 نوفمبر الأمريكية، في سعيه لحل العديد من القضايا العالقة التي تؤثر على العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية والقوى الغربية. وقال غروس في مؤتمر صحفي في روما: “نحن نتحدث بالفعل مع زملائنا في إيران بشأن زيارتي المقبلة، ربما في غضون أيام. لا يزال علينا تأكيد الوقت، لكن هذا سيحدث”.
بدون تأكيد رسمي، رحب المسؤولون الإيرانيون بزيارة غروس، مشيرين إلى أن طهران مستعدة للتعاون مع الوكالة لحل القضايا العالقة، دون إعطاء تفاصيل إضافية. تشمل القضايا المطروحة حظر إيران لخبراء تخصيب اليورانيوم من فرق التفتيش التابعة للوكالة وعدم تقديم تفسير لسنوات بشأن آثار اليورانيوم الموجودة في مواقع غير معلنة.
منذ عام 2019، زادت إيران من نشاطها النووي بعد أن تخلى الرئيس ترامب عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2015، والذي فرضت بموجبه إيران قيودًا على تخصيب اليورانيوم، وهو ما تعتبره الدول الغربية مسعىً خفيًا لتطوير قدرة نووية. حاليًا، تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو قريب من النسبة المطلوبة لصنع قنبلة نووية. ووفقًا للوكالة، لديها ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لإنتاج حوالي أربع قنابل نووية إذا تم تكريرها بشكل أكبر.
طالما أنكرت إيران أي طموحات لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أنها تقوم بتخصيب اليورانيوم لأغراض الطاقة المدنية فقط، على الرغم من عدم وجود استخدامات مدنية لليورانيوم المخصب بشكل كبير، وفقًا للخبراء. وقد تعهدت الجمهورية الإسلامية لعقود بإزالة دولة إسرائيل، التي تعتبر أن وجود سلاح نووي إيراني يمثل تهديدًا وجوديًا.
يبقى غامضًا كيف سيتعامل ترامب مع إيران في فترته الثانية في البيت الأبيض، حيث أن الرئيس المنتخب عبر عن رفضه لاستخدام القوة العسكرية في الشرق الأوسط ولكنه تبنى لهجة صارمة لدعم إسرائيل. في تجمع انتخابي يوم الثلاثاء، قال إنه يريد أن تكون إيران “دولة ناجحة جدًا”، لكن لا ينبغي لها “امتلاك أسلحة نووية”.
تحديات دبلوماسية متزايدة
قبل الانتخابات الأمريكية، كانت هناك إشارات على أن طهران مستعدة لإعادة الانخراط مع الأطراف الأوروبية للاتفاق المتعثر في 2015 — بريطانيا، فرنسا، وألمانيا — والولايات المتحدة للبحث عن طريقة لإحياء المحادثات على أمل تخفيف العقوبات الأمريكية. لكن السياق الجيوسياسي الإقليمي قد تعقد منذ الهجوم الذي شنه حزب الله المدعوم من إيران على إسرائيل، مما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة.
لقد شهدت المجزرة في 7 أكتوبر مقتل 1,200 شخص واحتجاز 251. الهجوم الإسرائيلي الحالي على جماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة أيضًا من إيران، وتبادل الضربات الصاروخية بين إيران وإسرائيل زاد من المخاوف من وقوع صراع أوسع في الشرق الأوسط.
تتزايد المخاوف من أن ترامب قد يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لضرب المواقع النووية الإيرانية، وتنفيذ اغتيالات، وإعادة فرض سياسة “الضغط الأقصى” من خلال زيادة العقوبات على صناعة النفط الإيرانية. في هذا السياق، سعت القوى الأوروبية إلى زيادة الضغط على إيران في الأشهر الأخيرة، رغم أن نفوذها ضعيف وسط المخاوف من أن إدارة ترامب المقبلة ستحتاج إلى وقت لمراجعة سياستها في الشرق الأوسط.
يمثل الوضع الحالي معقدًا للغاية للعلاقات الإيرانية-الأمريكية، حيث تتزايد التوترات وقد يواجه ترامب تحديات كبيرة في إعادة بناء الثقة مع الحلفاء الأوروبيين بينما يتعين عليه أيضًا مواجهة الخلافات المتزايدة مع إيران والصين. مع الوقت، سيكون على الإدارة الجديدة اتخاذ قرارات حاسمة تؤثر على استقرار المنطقة واستمرار الحلفاء في التعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة التحديات المشتركة.
