أخباركم – أخبارنا
كتب الدكتور بشير عصمت عبر صفحته للتواصل الاجتماعي فيسبوك : في واحدة من روائع الادب الارمني في القرن 19 قصة قصيرة اسمها الرفيق بنشوني تقول ما معناه انه: ولد للعائلة الميسورة طفلا اطلقوا عليه اسم بنشوني، تـاخر في النطق و حين نطق لم يعد يتوقف عن الكلام، حين كان يسأل اذا مزق ثوبه كان يجيب بانه اصلحه و اذا اوقع وعاء ارضا و كسره يقول صنعته. حاصر مرة احد رفاقه في المدرسة و اشبعه ضربا لانه لم يقتنع معه ان 5 ضرب 5 تساوي 50 . هكذا حالنا مع بعض بعضنا يهزم فيحتفل بالانتصار.
يبدو أنه قد غاب عن نعيم قاسم الامين العام الجديد انه لا يمكنه التشبه بالامين العام الراحل مهما بلغ صداحه ارتفاعا، قلا مجال للمقارنة بين الشخصيتين، ربما كلام الراحل كان اكثر هدوءا و بلاغة و افهاما عدا الشخصية الكاريزمية المبتسمة رغم المسار السياسي الواحد.
ففي ذكرى اربعينية الشهيد نصرالله،كانت ملفتة ثلاثة مطالب للشيخ نعيم: الطلب من الجيش جوابا على حادث الاختطاف الذي جرى في البترون و الاعتراف الصريح و ما اذا كان حادث البترون اختراقا ام عجزا ، و الثاني الاستياء الظاهر من التطويع في الجيش و اثارة الشبهات حول هذا الامر اما الثالث فكان في ايكال الشان الدبلوماسي الى الرئيس بري مع قرار الاستمرار في الميدان ، مما يشكل شرطا و سقفا لاي مفاوضات ممكن ان يقوم فيها صاحب التفويض.
ان في هذه اللهجة الايرانية من الوقاحة ما يندى لها الجبين، ان المطلوب بنظره ان يقول الجيش انه عاجز عن حماية شخص في البترون و بالتالي كيف يمكن له ان يحمي الحدود و ربما كان عليه هو الاجابة عن السؤال نفسه مسبقا في قضية تفجيرات بيجيرز و عن اصطياد القادة: هل كان اختراقا ام عجزا؟
ليس مهما نقاش خطاب نعيم قاسم المحشو افتراءات من محاسبة الجيش الى التطويع المريب بنظره الى غياب السياسة حيث الكلام للميدان. فكل مضمون التأبين الاربعيني المفترض ان يكون وقورا هو ان كل ما تم هو انتصارات و ستتابع. فلا هزيمة واحدة يمكن تسجيلها، حتى سقوط عنصر في القتال هو انتصار له لملاقاته ربه.
من اصول السياسة ان لا يطلب من طرف التراجع في عز المعركة و اذا كان ضروريا رفع المعنويات فليكن و قد احجمنا عن قول ما يجب منذ سقوط السيد حسن، و نبه معظم اللبنانيين من مخاطر جبهة الاسناد منذ سنة.
لكن في الحياة لا توجد سياسة للسياسة و لا قتال للقتال ، لا بد من اهداف و اغلب الظن ان المطلوب الذي نراه هو قتال لتخفيف الخسائر و لا بد من اقحام السياسة بقوة درءا لخطر خيبة الميدان المرجحة.
من المفيد ان يكون ثمة سياسي ينطق باسم القتال بعد كل ما تم افتعاله و ما حل بنا و لكن ايكال الموضوع الى بري وحده امر غير مفهوم تماما.فهل لأنه رئيس مجلس النواب او هو ثاني “الثنائي الوطني” ، و في الحالين ثمة احتقار لدولة لبنان المهددة جديا و وجوديا، بفعل مغامرات طهران و مصالحها. فالدور رسميا و دستوريا هو لمن تبقى من سلطة تنفيذية رغم هزالها و ليس للسلطة التشريعية التي امعن بري في تهميشها ، قد يجوز في ازمة كهذه خلق خلية ازمة تتشاور مع بري و الافادة من تجربته و علاقاته و لكن لا يجوز له ان يكون مفاوضا رسميا الا اذا كان لبنان مسرحا للقتال بين ميليشيا الشيعة و جيش اليهود، حينها لا معنى لوطن و لا لمؤسسات و لا لدولة.
ان جذرية مشروع نتنياهو لم يكن خاف على احد و هو خير ممثل لاقصى الطموحات، و كونه بهذه العدوانية لا يمكن مواجهته باساطير الصمود و الانتصارات الالهية “الاكيدة” المزعومة. ان هذه الترهات باتت معروفة و الاضرار التي يتم الحاقها بالعدو و كل الناس ترى حجمها كل يوم و تقارنها بمشاعر اهلنا النازحين بمئات الالوف، الى شمال الاولي حسب مزاج ادرعي، وثم من البقاع والضاحية الى كافة الارجاء اللبنانية المعتبرة أمنة ، و بالحجم الحارثي لللضحايا الذين لا وجود لهم كاسماء فهم ارقام و حسب، و لا قيمة للبيوت و عبق تاريخها و الذكريات و تعب الناس و جهدهم للخروج من بؤسهم المزمن و لا بمئات الاف اللبنانيين المشردين في اربع اصقاع الارض بفعل نضالكم الذي يكاد يفقداللبنانيين وطنهم.
ان الاتي خطير و مع انتخاب ترامب نال نتنياهو فترة سماح جديدة و صك براءة عما فعل. و كل الفرص مؤاتية لاسرائيل لفرض شروطها على المنطقة و على لبنان الذي هو الحلقة الاهم ، وهو الاضعف بفعل تدخلات و مصالح اقليمية و دولية و عليه ستكون الشروط الاكثر قساوة و ستتم محاولة اخضاعه و مس سيادته دون شك.
غني عن البيان لماذا سيحمل هوكشتاين او وريثه الينا ااكثر الشروط قساوة؟ و لا حاجة لذكر مقومات لبنان المقلقة و المزعجة سواء من جامعة و مستشفى و مجمع سياحي و تزلج و بحار و مطاعم و عرب و شرق و غرب و مطار و مرافئ و كتاب و جريدة و حرية و تنوع ثقافي غني و احتمال غاز و انتشار وادمغة و ادمغة و ادمغة و … هذا اللبنان يراد له ان يصبح قاطف ليمون في كريات شمونة و هذا لن يكون .
على افيخاي و صحبه ان يعرفوا ثلاثة رغم اننا في وضع صعب، فاللبنانيون لن يتركوا ارضهم لأي كان. و لن يكون قطاف الليمون مصدرا لعيشهم و ان لا ارض و لا سماء و لابحر و لا ماء يمكن الحلول بها دون ارادتهم و تجربة كاريش لن تتكرر.
.
ان اهل لبنان و قواه السياسية الاساسية تتفق على ثلاثة ايضا هي تأكيد اللحمة اللبنانية و انتظام المؤسسات و اعطاء الجيش دور اول اضافة الى دوره الاصلي و تطبيق الطائف كاملا غير منقوص.