كتب ابراهيم بيرم: زار وفد من تكتل الاعتدال الوطني رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وحمل اليه مطالب شمالية ابرزها العمل على ايجاد المرتكبين في حادثة القرنة السوداء، ومطلب تشغيل مطار القليعات في عكار.
وقد ابلغ عضو التكتل سجيع عطية الى موقع “اخباركم اخبارنا”، أن “الوفد ذهب الى السرايا ونحن في حال استنفار وغضب وعتب، اذ كان كل منا يعتمل في صدره ووجدانه “جرحاً بشرياً” من جهة، وما نجم من اجواء مناخات محتقنة من جهة ثانية”.
وكان بديهياً، يضيف عطية، “ان يكون مدخل الحديث مع دولته مأساة حادث القرنة السوداء التي ازدادت ولا شك سواداً من جراء سقوط الضحيتين من ابناء بلدة بشري المجروحة. وبصريح العبارة، قلنا انه يتعيّن على الدولة ان تبذل اقصى ما في وسعها امنياً وقضائياً بغية جلاء الغموض وازالة الالتباس من جهة، واحقاق الحق وانصاف المظلوم وتحديد المسؤوليات من جهة أخرى. وهذا من اولى اولويات الحكومة واجهزة الدولة المعنية لتحفظ ماء وجهها وتبقي على اكبر قدر من هيبتها وحضورها وفاعليتها، رأفة بالوطن ورحمة بالعباد الذين تأخذهم الخشية من جراء التآكل المستمر للدولة ومؤسساتها”.
أضاف: “قلنا امام دولته وبلسان واحد، انه من الواجب ان تنتهي فصول مأساة الحادثة. وقلنا ايضاً ان الدولة مقصّرة وتتحمّل المسؤولية لأنها لو قامت بواجباتها سابقاً لما كانت الامور بلغت هذا المبلغ من السوء، وربما لا نكشف جديداً اذا قلنا بأن في البلاد نحو ستة امكنة تنعقد حولها خلافات وصراعات كمثل خلافات القرنة السوداء. فهناك مثلاً قضية الخلاف بين فنيدق وعكار العتيقة حول جرد القموعة، فضلاً عن الخلاف حول مشاعات لاسا – افقا، من دون ان ننسى الخلاف المستتر بين اليمونة والعاقورة، وهي خلافات تتفجر مع اقتراب فصل الصيف والحاجة الى المياه”. وعليه، يستطرد عطية، المشكلة هي أن نقاط الخلاف تلك مزمنة ومعروفة وشهدت محطات صراع، لكن الدولة ولأسباب عدة تركتها بمثابة “بؤر توتر” قابلة للاشتعال، وقد كان في الامكان حلها عبر عمليات مسح وتحديد حدود، مع الإستعانة بالتقنيات المتطورة.
وحسناً فعل دولة الرئيس ميقاتي عندما استدرك الاخطاء وسارع الى تسمية لجنة متخصصة لحل المشكلات في اسرع وقت، وذلك للحيلولة دون تكرار الحوادث المؤلمة.
لكن هذا الامر على اهميته القصوى، يضيف عطية، لا يعفي القضاء والاجهزة الامنية المعنية من مهمة الحسم السريع في مسألة مأساة القرنة السوداء، خصوصاً وان الحسم السريع يريح كل الشمال ويبدد القلق الوطني.
وعن موضوع تشغيل مطار القليعات، قال عطية ان الرئيس ميقاتي ابدى تجاوباً وحماسة حيال هذا الامر، خصوصاً ان تشغيل المطار يخفف الضغط عن مطار بيروت وهو لا يحتاج الى جهود استثنائية وموازنات كبرى. وقد اتصل ميقاتي بوزير الاشغال والنقل علي حمية، طالباً منه تزويده بالملف التفصيلي المعد لهذا المشروع، والعمل استهلالاً لتذليل كل ما يحول دون فتح مطار القليعات لاستقبال طائرات الشحن ورحلات “التشارتر” مقدمة لتشغيل وفتحه امام الطيران المدني.