أخباركم – أخبارنا
كتبت عايدة الأحمدية لـ ” أخباركم – أخبارنا”
تصاعدت حدة المواجهات في الساعات الماضية بين حزب الله وإسرائيل بشكل ملحوظ، حيث صعدت إسرائيل في قصفها العنيف للمناطق اللبنانية، مترافقة مع محاولات توغل بري فاشلة. في المقابل، رفع حزب الله من وتيرة عملياته العسكرية، مستهدفًا بصواريخه مناطق في العمق الإسرائيلي، بما في ذلك مستوطنات تبعد أكثر من 40 كيلومترًا عن الحدود واستخدم الحزب أسلحة نوعية جديدة لضرب أهداف استراتيجية إسرائيلية، ساعيًا إلى فرض معادلات جديدة على أرض المعركة، وذلك في ظل التوقعات بتصعيد إضافي من قبل حكومة إسرائيل.
يأتي هذه التصعيد الميداني في وقت حساس، حيث تعيش الولايات المتحدة مرحلة انتقالية بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وحسب المراقبون فإن الفترة الانتقالية بين ولايتي جو بايدن وترامب قد تشهد مزيدا من التصعيد والتوترات في الشرق الأوسط،وستكون فرصة امام اسرائيل لتنفيذ ضربة تستهدف البنية التحتية النفطية في ايران، ويتردد ان تل ابيب حصلت على موافقة واشنطن السرية على تنفيذها.
واتصالا تنشغل الساحة. اللبنانية بالوعود التي قدّمها الرئيس الأميركي المنتخب في رسالته إلى اللبنانيين بوقف الحرب قريبًا وإنهاء الدمار ضمن إطار اتفاق سلام شامل في المنطقة.
في المقابل، يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن للتوصل إلى وقف إطلاق النار لتعزيز سجله في السياسة الخارجية قبل خروجه من البيت الأبيض. ويتوقع أن يعمل بايدن، المتحرر من قيود الحملات الانتخابية، بجدية لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس وحزب الله، وقد لا يتردد في ممارسة ضغوط شديدة على إسرائيل لتحقيق هذه الغاية.
في هذا السياق، يعود الموفد الأمريكي أموس هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع المقبل، آتيًا من واشنطن دون المرور بإسرائيل. وقالت مصادر أميركية منخرطة بملف التفاوض لـ”MTV” أن “عقد اتفاقية لوقف إطلاق النار لا تزال متاحة، والإدارة الأمريكية تعوّل على زيارة هوكشتاين وجهود بلينكن”. وأضافت تلك المصادر أن الرئيس الأميركي المنتخب قال لهوكشتاين: “اذهب وأكمل عملك واعقد صفقة مع لبنان”.
وفيد. بان الايام القادمة ستشهد جلسة عمل بين الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين وفريق الرئيس ترامب المكلف بالملف اللبناني، لبحث تفاصيل ما سيحمله معه.
عودة هوكشتاين بهذا الزخم لا تعني أن إنجاح المفاوضات بات ممكنًا، إذ إن ترامب لا يريد استمرار الحروب، بل يسعى إلى إرساء السلام وفق رؤيته وبما يتلاءم مع المصلحة الاستراتيجية الإسرائيلية.
وفي خطوة تعكس نوايا الإدارة الأمريكية المقبلة لاستكشاف آفاق المرحلة القادمة، أفادت مصادر مطلعة بأن فريق ترامب أجرى أول محاولة للتواصل مع طهران عبر وسيط خليجي لاستكشاف نقاط التفاهم الممكنة مع إيران، خصوصًا فيما يتعلق بتخفيف التوتر في لبنان وقطاع غزة.
على الجانب الإيراني، أكد المرشد الأعلى علي خامنئي خلال لقائه مع أعضاء مجلس خبراء القيادة أن “الجهاد المستمر بقوة في لبنان وقطاع غزة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتمًا إلى الانتصار”. هذا التصريح يعكس محاولة إيران استخدام ورقتي غزة ولبنان في أي مفاوضات محتملة. ومما لا شك فيه أن طهران تسعى لإبرام صفقة مع واشنطن بغض النظر عن تداعيات ذلك على أذرعها في المنطقة.
في ظل هذه التطورات ، يبقى المشهد اللبناني مفتوحًا على كافة الاحتمالات. فرغم الجهود الدبلوماسية القائمة، إلا أن التدخلات الإقليمية والمصالح الدولية يعقدان التوصل إلى تهدئة مستقرة في المدى المنظوى
من جهة أخرى، يتوجه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى الرياض يوم غد الأحد، للمشاركة في القمة العربية الإسلامية المقررة الأسبوع المقبل. وسيسعى ميقاتي للحصول على دعم الدول المشاركة في ظل الهجوم الإسرائيلي، الذي يرقى إلى مستوى “الإبادة”.لكن الدول العربية التي فشلت في انجاح المفاوصات بين حماس وإسرائيل على مدى مثر. من عام، ماذا يمكن ان تقدم للبنان
في الختام تبدو المنطقة أمام مفترق طرق حاسم، إذ إن تصاعد المواجهات على الجبهات المختلفة يعكس تعقيد المشهد الميداني وتشابك المصالح الإقليمية والدولية. ورغم التحركات الدبلوماسية المكثفة، يبقى التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار مرهونًا بقدرة الأطراف المتصارعة على التنازل عن بعض مصالحها والتوصل إلى حلول وسطية.
في هذا السياق، ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد الاتجاه الذي ستسلكه الأحداث، بين استمرار التصعيد الذي يهدد بإشعال مواجهة إقليمية واسعة، أو نجاح الجهود الدولية في فرض تهدئة قد تفتح بابًا لمفاوضات سياسية ترسم ملامح مرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة.
