أخباركم – أخبارنا
في ظل الوضع السياسي المتأزم والأزمة اللبنانية التي تزداد تعقيدًا، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لقاءً مع النواب السنّة بعيدا عن الإعلام وذلك قبل يومين توجهه إلى الرياض للمشاركة في القمة العربية الإسلامية. ورغم المحاولات لتوحيد المواقف السنية، شهد اللقاء خلافات حادة حول قضايا محورية أبرزها سلاح حزب الله ومواقف إيران في المنطقة. الجدل حول هذه القضايا لم يكن حكرًا على النواب فقط، بل شمل انتقادات لاذعة لمواقف بعض الزعماء السياسيين اللبنانيين، مما ألقى بظلال من الانقسام الطائفي على المشهد السياسي اللبناني في وقتٍ حساس.
الاجتماع الذي دعا اليه ميقاتي مع النواب السنّة. غاب عنه النائب عماد الحوت بسبب السفر، فيما اعتذر كل من النائب أسامة سعد، رئيس التنظيم الشعبي الناصري، والنائبة حليمة القعقور عن الحضور بداعي عدم المشاركة في لقاءات تحمل طابعاً طائفياً.
وفي بيان لها، أوضحت النائبة حليمة القعقور سبب اعتذارها، مؤكدة أنها ترفض اللقاءات التي تحمل طابعاً طائفياً، معتبرةً أن هذا النوع من اللقاءات يقوض دور النائب الذي من المفترض أن يمثل الأمة جمعاء بحسب الدستور. وأضافت أن هذه اللقاءات تعزز منطق الهوية الطائفية وتغذي الانقسامات بدل من أن تسهم في حلول وطنية تتجاوز الطائفية.
وأشارت القعقور إلى أن الأزمة المصيرية التي يمر بها لبنان لن تُحل إلا من خلال مواقف وطنية، لا من خلال لقاءات تحت مسمى الطائفية التي تهدف إلى تعزيز الشرعية الطائفية للزعماء، محذرة من أن الاستجابة للحرب الإسرائيلية لا تكون عبر لقاءات موازية تفتقر إلى الشرعية.
احتماع النواب السنّة جاء بعد سلسلة من اللقاءات مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وعدد من المفتيين. وترافق ذلك مع اجتماع للرؤساء أمين الجميل، ميشال سليمان، وفؤاد السنيورة، الذين انتقدوا مواقف حزب الله وبعض التصريحات الإيرانية. حيث شدد السنيورة على رفض لبنان أن يُلزم بمواقف مرفوضة من قبل بعض المسؤولين الإيرانيين، معتبراً أن لبنان ليس مؤهلاً ولا قادراً على تحمل تبعات الحرب التي تخوضها إيران ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة.
ورغم محاولات ميقاتي لتوحيد الموقف السني، فإن اللقاء لم يُفض إلى نتائج مرضية. فخلال النقاشات التي جرت بين النواب، تصاعد الخلاف بشأن سلاح حزب الله. النائب أشرف ريفي طالب بسحب سلاح المقاومة، بينما اعتبر النائب جهاد الصمد أن هذا الطرح غير مناسب في ظل الوضع الراهن مع استمرار الحرب الإسرائيلية.
ريفي أشار إلى وجود “قرار دولي وإجماع عربي” لاقتلاع أذرع إيران في المنطقة، وأكد على ضرورة تطبيق القرار 1701 وإنهاء “منطق الدويلة” في لبنان، في إشارة إلى حزب الله الذي يتخذ قرارات السلم والحرب بمعزل عن الدولة اللبنانية.
من جهته، اعترض الصمد على كلام ريفي ووجه إليه انتقادات حادة، متهمًا إياه بالانتماء إلى جهات سياسية تروج لمواقف تصب في صالح أجندات خارجية. تطور الحوار إلى مشادات كلامية، قبل أن يتدخل النواب الآخرون لتهدئة الموقف. في نهاية النقاش، أكّد النائب الحشيمي تأييده لموقف ريفي في رفض “منطق الدويلة” وسلاح حزب الله.