أخباركم – أخبارنا
موجة من أعمال الشغب التي شهدتها مدينة أمستردام الهولندية عقب مباراة كرة القدم التي جمعت بين نادي “أياكس” الهولنديونادي “مكابي تل أبيب” الإسرائيلي، أثار تساؤلات حول دور إسرائيل المحتمل في إثارة هذه الاضطرابات في محاولة لكسب تعاطف دولي، بعد تراجع التأييد العالمي للسياسات الإسرائيلية مؤخرًا.
استفزازات المشجعين الإسرائيليين
قبل بدء المباراة، سجلت تصرفات استفزازية من قبل مشجعين إسرائيليين، حيث قاموا بنزع الأعلام الفلسطينية ورفع شعارات عدائية باللغة العبرية، مثل “اقضوا على العرب! سننتصر”، وفقًا لتقارير “وكالة فرانس برس” . أثارت هذه التصرفات غضب الجماهير المؤيدة للقضية الفلسطينية ، مما أدى إلى اشتباكات استدعت تدخل شرطة مكافحة الشغب.
في أعقاب هذه الأحداث، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما حدث بـ”الاعتداء المعادي للسامية”، مشيرًا إلى أن هذه الحادثة تشكل خطرًا على كل من إسرائيل وهولندا. وشدد خلال اتصال مع نظيره الهولندي، ديك شوف، على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الجالية اليهودية في هولندا. كما أصدر نتنياهو توجيهاته لرئيس الموساد لوضع خطة عمل لمواجهة أي أعمال عنف محتملة خلال الأحداث الرياضية المستقبلية.
مواقف دولية
تفاعلت العديد من الدول والمنظمات الدولية مع الحادثة، حيث أدان الرئيس الأميركي جو بايد نا حدث، واصفًا إياه بـ”الاعتداء الخسيسة”، وأكد ضرورة محاربة معاداة السامية بلا هوادة.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد أكد أن بلاده ستواصل مكافحة معاداة السامية بكل حزم، بينما أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن صدمتها من المشاهد الواردة من أمستردام، رغم موقفها المتساهل تجاه الأحداث الدموية التي تجري في فلسطين.
من جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها، مشددة على أن التمييز على أساس الأصل القومي أو الديني غير مقبول. كما أبدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين استياءها من الهجمات التي استهدفت مشجعين إسرائيليين، معتبرةً أنها “دنيئة”.
التحقيقات الهولندية
في سياق متصل، أعلن وزير العدل الهولندي دافيد فان فيل أن الحكومة الهولندية تجري تحقيقًا في احتمالية وجود إشارات تحذيرية من إسرائيل تم تجاهلها قبل وقوع الحادثة. وأوضح في رسالة إلى البرلمان أن التحقيق ما زال جاريًا لكشف ملابسات الأحداث.
من ناحية أخرى، شهدت العاصمة الهولندية تظاهرات حاشدة دعمًا لفلسطين، حيث طالب المتظاهرون بمحاسبة الشرطة على استخدام العنف ضد طلبة جامعة أمستردام الذين خرجوا للتعبير عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية.
لم تقتصر ردود الفعل المؤيدة لفلسطين على هولندا فقط، بل امتدت إلى بلدان أوروبية أخرى. في باريس، رفعت جماهير نادي باريس سان جيرمان لافتة ضخمة كتب عليها “فلسطين حرة” خلال مباراة بدوري أبطال أوروبا، مما أثار غضب السلطات الفرنسية. واعتبر وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو أن هذه اللافتة غير مقبولة، مشددًا على أن تصرفات كهذه ممنوعة في كرة القدم المحلية والدولية.
في المقابل، أظهرت تقارير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن غالبية ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر في غزة ولبنان هم من النساء والأطفال، مما يزيد من حالة الغضب الشعبي في مختلف أنحاء العالم تجاه السياسات الإسرائيلية.
تأتي هذه الحوادث في وقت يتصاعد فيه التوتر في الشرق الأوسط، وتنعكس تداعياته على الساحة الأوروبية. يبدو أن إسرائيل تحاول استغلال هذه الأحداث لتوجيه الأنظار بعيدًا عن ممارساتها العنيفة في الأراضي المحتلة، بينما تتنامى في المقابل حركة التضامن مع القضية الفلسطينية في أوروبا. تبقى الأسئلة مفتوحة حول الدور الذي لعبته إسرائيل في إثارة أعمال الشغب في أمستردام، وما إذا كانت هذه الحادثة مجرد رد فعل شعبي أم خطوة مدبرة تهدف لتحقيق مكاسب سياسية.
