كتبت ناديا شريم لـ “أخباركم – أخبارنا”
بالأمس عقدت كتلتا “التنمية والتحرير”و “الوفاء للمقاومة”اجتماعا في مجلس النواب حضره بعض الوزراء المعنيين بقضية النزوح وجرى البحث في الحلول المطروحة للنازحين خصوصا على أبواب الشتاء ، وهو ما ازعج الكتل النيابية الأخرى التي رأت أن الحلول يجب أن تبحث في جلسة للهيئة العامة لمجلس النواب يدعو إليها رئيس المجلس نبيه بري لان الموضوع هو موضوع وطني وليس شيعي، وقبل ذلك تحدث وزير الأشغال علي حميه عن إمكانية إسكان النازحين في مساكن جاهزة توضع على مشاعات الدولة في خطوة توحي أن لا نية لإعادتهم إلى مناطقهم على عكس ما جرى في العام 2006 عندما دعاهم الرئيس بري إلى العودة فورا إلى قراهم .
أمام هذا الواقع تطرح عدة أسئلة،لماذا إسكان النازحين خارج قراهم في مشاعات الدولة وهل من مخطط ما ينفذ على حسابهم ويقضي بعدم العودة إلى هذه القرى ولماذا إبقاء هذه القرى فارغة مع أن عددا من الجهات ابدت استعدادها لمساعدتهم في قراهم.
لكن يبقى السؤال الأهم ما موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من هذا الطرح وهل صحيح أن طرح الوزير حميه ليس من “عندياته”؟ وهل لدى الرئيس بري معلومات عن مخطط ما لا تعرفه الاطراف الأخرى وهو الذي يقود الاتصالات ويعقد الإجتماعات مع أكثر من جهة محلية وإقليمية ودولية؟
امام هذا الواقع يقول رئيس رابطة كاريتاس الاب ميشال عبود ،بصفتنا الجهاز الاجتماعي الكنيسة فنحن نقوم بكل الجهود لخدمة إخوتنا النازحين في كل المناطق اللبنانية وتحديدا الشيعية والمسيحية،عندما وصل النازحون إلى هذه المناطق اسكناهم في بيوتنا لأنه من واجبنا أن نستقبل بعضنا البعض،لكن عندما يستقبل الاخ أخاه فعليه أن يعرف أن لكل طرف خصوصيته ولا يستطيع أحد أن يتدخل في خصوصيات الآخر،فحتى بين الإخوة تبدأ المشاكل عندما لا تحترم تلك الخصوصية.
أضاف ، نحن لا نريد أن نخلص النازحين من مشكلة لنحضرهم إلى مشكلة أخرى على صعيد لبنان ولا نريد أن ينتصر العدو ويصل إلى مبتغاه عن طريق خلق فتنة داخلية تحرم الناس من العودة إلى بيوتها.
أما عما طرحه الوزير حميه فقال عبود ،نحن لدينا رأي واضح “لا لتسكين النازحين في منازل جاهزة على مشاعات الدولة لان من يبدأ اليوم بوضع منازل في مشاعات الدولة سيأخذ في الغد اذنا للبناء،وعند ذلك سيكون هناك متداخلات وقرى مع بعضها البعض غير قادرة على التعايش ، عندما نتحدث عن هذا الموضوع لا نقصد رفض العيش المشترك الذي نريده اليوم قبل الغد إنما الطريقة التي تطرح فيه الامور والوقت الذي تطرح فيه غير ملائمين ابدا ، اما توجهنا فهو أن يعود النازحون إلى قراهم وتبنى البيوت الجاهزة لهم في تلك القرى والتحضير بإنتظار اعمار تلك القرى والا فإننا نساهم جميعا في مشروع ما زال غامضا بالنسبة لنا ،فعندما نسمح بأن يبقى النازحين في منطقة خارج منطقته فهذا يعني أن هناك نية مبيتة تخيفنا وتجعلنا نسأل عما إذا كنتم ستسلمون ارض القرى لطرف آخر في وقت يبدو فيه النازحون ضعفاء ،فمن يسعى لآخراج النازحين من قراهم فهو يستغلهم لتثبيت مشروع يجهله الجميع ويستعمل النازحين لتنفيذه .
أضاف، لماذا لم نفكر بإستعمال الأموال التي ستدفع للمنازل الجاهزة لتثبيتهم في قراهم ام أن هناك مشروعا ما زال خفيا على الجميع ،هل ستسلمون الأرض التي تركها النازحون لاطراف أخرى؟ هذه هي ارض النازحين وحقهم ومن غير المسموح اخراجهم منها ووضعهم في أراض أخرى.علينا أن نعيدهم إلى أرضهم ومساعدتهم للبقاء فيها إضافة إلى اننا غير جاهزين لإبقائهم في مناطق أخرى لأسباب كثيرة.
وسئل عبود ، نحن نتذكر عندما انتهت الحرب في العام 2006 كيف دعا الرئيس بري ابناء الجنوب للعودة إلى مناطقهم والبقاء فيها حتى ولو سكنوا الخيم فلماذا الحديث اليوم عن لإبقائهم خارج مناطقهم إلا يخدم ذلك المشروع الإسرائيلي القاضي التهجير أهل الجنوب؟
أجاب ،انه يخدم مشروع كل عدو للبنان لا يريد اللبنانيين أن يكونوا في قراهم ، من هنا نصر على أن يعود كل نازح إلى قريته وبيته وما عدا ذلك فأننا لا نخدمه،ونحن في كاريتاس كجمعية إنسانية،نقول اننا خدمناهم حتى لا يموتوا بنيران الحرب فلا نريدهم أن يموتوا من الجوع والعراء ، وقد خدمتهم كاريتاس بكل ما أوتيت من قوة بالتنسيق مع الجهات المانحة الدولية ،ونعمل لان يكونوا بصحة جيدة وهذا لن يكون داخل منازل جاهزة ،إضافة إلى أن إبقاء النازح خارج ارضه هو ضد حقوق النازح الإنسانية.
وتابع رئيس رابطة كاريتاس، نحن نعمل في كاريتاس مع الكنيسة والكنيسة تريد عودة النازحين إلى قراهم وعدم ابقائهم خارج مناطقهم واسكانهم في منازل جاهزة على مشاعات الدولة هذا موقفها بشكل واضح وهي تقوم بإتصالات مع كل الأشخاص المعنيين والذين لديهم القرار والقدرة على حل هذا الموضوع ،فعلى المسؤول عن مشاعات الدولة أن يرفض هذا الأمر،وعلى المسؤول عن النازحين أن يسعى إلى عودتهم إلى قراهم مناطقهم بكل الأساليب ،والكنيسة تسعى بكل ما أوتيت من قوة ليس فقط لعدم تثبيت النازحين خارج قراهم انما تهدف إلى إعادة النازحين إلى مناطقهم وهنا تخطط كاريتاس كجهاز نتبع للكنيسة لمساعدة النازحين عند عودتهم أكثر مما ساعدناهم عند نزوحهم .
وختم ، كاريتاس ستقف إلى جانب النازحين في قراهم لتثبيتهم في هذه القرى وذلك بالتنسيق مع الجهات المانحة ،هناك برامج بدأنا بالتحضير لها لان من يريد خير النازح يسعى لعودته الى ارضه.