كتب ابراهيم بيرم: الوضع في المنطقة الحدودية بين لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة، على حاله من التوتر والحذر منذ ايام عدة. وقد ارتفع منسوب هذا التوتر في اعقاب الاحداث الاخيرة التي سجلت عند حدود ما يعرف بمزارع شبعا الحدودية في الساعات الماضية، حيث قصفت المدفعية الاسرائيلية اراضي لبنانية خلاء بعد زعمها ان قذائف مدفعية سقطت في الاراضي المحتلة ومصدرها منطقة المزارع، وارفقت ذلك كله باطلاق حملة تهديدات ضد لبنان.
وتعليقاً على الوضع على الحدود، ابلغ ابن بلدة شبعا النائب قاسم هاشم، الى موقع “اخباركم اخبارنا”، ان العدو يمارس منذ فترة سياسة الهروب الى الامام اذ يوتر الوضع على الحدود وخصوصاً في منطقة العرقوب (شبعا كفرشوبا ومزارع شبعا) من خلال اعمال جرف للاراضي اللبنانية ومن خلال اعتدءات يومية مقرونة بحملات تهويل ورعب.
وقد توّج العدو كل تلك الممارسات بقضم الجزء اللبناني من بلدة الغجر الحدودية عبر اقامة جدار يضم الجزء اللبناني، ضارباً بعرض الحائط كل تعهداته السابقة للامم المتحدة بالانسحاب من هذا الجزء الذي احتله في عدوانه على لبنان في صيف عام 2006.
واعلن هاشم ان العدو يعتمد منذ اسابيع عنصر المشاغلة والتحدي لكي يبقي المقاومة والاهالي والجيش والدولة تحت ضغط المفاجأة والتوتير والتهويل. فهو تارة يبادر الى جرف الاراضي الزراعية العائدة لأهلنا في العرقوب مع علمه اننا لن نسكت عن هذا الفعل العدواني، وطوراً يقضم الجزء اللبناني الشمالي من بلدة الغجر في وضح النهار وتحت أعين قوة “اليونيفل” التي لا تبادر الى أي فعل او رد كما يتعين عليها، فضلاً عن انه يتلاعب يومياً بالخط الازرق كما حصل في الساعات الماضية على الحدود في بلدة ميس الجبل.
ورداً على سؤال، اجاب هاشم: انها لعبة بتنا نعرفها تماماً والعدو يتقصد ان يبقينا في موقع رد الفعل بقصد ترهيب الاهالي من جهة وحشر المقاومة والجيش من جهة اخرى.
اضاف: اللافت ان العدو الاسرائيلي وبعض اللبنانيين الذي نصبوا أنفسهم ناطقين بلسانه انما يسارعون الى تحميل المسؤولية للمقاومة ولبنان، لكي يحرفوا الانظار عن المسؤول الحقيقي عن التوتير والاحتقان، وهو الاحتلال الاسرائيلي المعتدي دوماً او الباحث عن ادنى فرصة ليمارس سياسة القضم والعدوان.
وخلص هاشم الى القول: لقد خبرنا تماماً اساليب العدو الاسرائيلي، وبات شعبنا في طول الجنوب وعرضه وتحديداً في المناطق الحدودية يعي تماماً تلك الألاعيب والمناورات، التي لم تعد بالتالي تخيف شعبنا او تبعث الرعب في نفسه بل تزيده تصميماً وعزماً على المواجهة. ودليلنا على ذلك، وقفة اهالي بلدة كفرشوبا عندما استشعروا أن جرافات العدو شرعت في قضم اراضيهم وجرفها والتلاعب بها، انتفضوا انتفاضة رجل واحد ومضوا سريعاً الى الشريط الشائك ينتزعونه بأيديهم العارية، وقد اجبروا هذا العدو حينها عن التوقف عن ممارساته العدوانية على سيادتنا وارضنا، غير عابئين بعشرات الاليات العسكرية ومئات الجنود الذين استقدمهم العدو لاخافة شعبنا واحباط روحه المعنوية.
في كل الاحوال، نحن على ثقة من أن يد اسرائيل مغلولة وبأنها مردوعة وليس بامكانها شنّ عدوان واسع وفق ما تطلقه من تهديدات يومية، ونعرف في المقابل ان المقاومة والجيش هما بالمرصاد ومتأهبين لكل الاحتمالات.