أثارت معلومات كشفها منشقون عن حزب الله جدلاً واسعاً في لبنان، خصوصا تلك المتعلقة بأحد الممولين، وهو محمد جعفر قصير، رئيس الوحدة الأكثر حساسية في الحزب، وقائد الوحدة أربعة آلاف وأربعمئة المسؤولة عن نقل الأسلحة والصواريخ الحساسة ودقيقة التصويب الإيرانية من سوريا إلى لبنان.
منذ عام، جددت الولايات المتحدة الأميركية عرضها مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال قصير. لكن لماذا؟ ومن هو هذا الرجل؟ وكيف يمول الحزب؟
هو إبن قانون النهر في الجنوب اللبناني، ومن عائلة شيعية معروفة. وهو معروف أيضا بإسم الشيخ صلاح وحسين غولي، وشقيقه أحمد وهو أول مقاتل في حزب الله يلقى حتفه في لبنان، وشقيقه الآخر سقط في حرب تموز 2006، وشقيقه الثالث هو حسنو صهر أمين عام الحزب حسن نصرالله.
يمارس قصير عددا من أنشطة التهريب والتجارة غير المشروعة منها المخدرات، بهدف دعم الحزب ماديا. وكانت قد كشفت مكافحة المخدراتِ الأميركيةِ DEA أنه يدير إحدى شبكات تهريب المخدرات التابعة للحزب.
ويستخدمه فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني لتمويل أنشطة الحزب والإشراف على العديد من الشركات الوهمية الموجودة لإخفاء دوره في بيع النفط.
تجمعه علاقات برجل أعمال مقرب من الحزب، وإسمه مدرج على لائحة العقوبات المالية التي أعلنتها الخزانة الاميركية، كونه يدير عمليات تبييض أموال وتهريب لحساب الحزب وسوريا وإيران. و يعتبر من المقربين جدا من نظام الرئيس السوري بشار الأسد الوحشي.
كما ليس مستبعداً أن تعلن أميركا عن إسم محمد جعفر قصير كمطلوب للمحاكمة لديها. وعام 2018، صنفته وزارة الخزانة الأميركية كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، وتم تجميد مصالحه المالية في الولايات المتحدة، التي تحظر على مواطنيها الدخول في أي تعاملات معه.
وحسب المقربين، زوجته محاسن مرتضى، هي امرأة مهووسةً بالسيطرة وأخضعت زوجها لقراراتها، حتى في الأمور الحساسة والسرية في شؤون الحزبِ. وهي تقضي أغلب وقتها في التسوق من أفخم الماركات وأغلاها مع بناتها في أوروبا. وذلك واضح من خلال صورهن على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أرخص حقيبة يحملنها، يتخطى سعرها الألفي دولار، رغم الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون، خصوصاً في بيئة حزب الله. إضافة إلى أنهن من زبائن الشد والحقن والتكبير في أغلى عيادات التجميل في العالم. وابنة مرتضى هي فاطمة أيوب المتزوجة من رئيسِ الشؤون المالية للوحدة 4400 في الحزبِ، محمد قاسم البزال، وقامت بجر زوجها لإجراء عملية تجميل بدوره.
وعائلة محمد جعفر قصير ليست الوحيدة من بين عائلات القيادة في الإنغماس في حياة البذخ والترف، إذ ان التقارير أثبتت أن معظمهم يعيشون حياة مماثلة.