كتبت ناديا شريم لـ “أخباركم – أخبارنا”
بعد ظهوره في لقاء مع وزير الخارجية عباس عراقجي يستعد السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني للعودة إلى بيروت بعدما كان قد غادرها إلى طهران إثر إصابته جراء انفجار جهاز اتصال لاسلكي .
واذا كانت الظروف التي غادر فيها اماني بيروت مختلفة تماما عن الظروف التي سيعود فيها فمن المرتقب أن يتابع السفير الايراني نشاطه الذي طالما عرف به منذ وصوله إلى لبنان في العام 2022.
فمن هو هذا السفير الذي ملأ الدنيا وشغل الناس منذ وصوله إلى لبنان؟
تولى مجتبى اماني منصبه في تموز من العام 2022، خلفًا للسفير السابق محمد جلال فيروزنيا بعدما كان رئيسا لمكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة لمدة 8 سنوات، مما اكسبه خبرة عميقة في الشؤون الإقليمية والعربية ،ورغم تمتعه بعلاقات قوية مع حزب الله الا انه عمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران ولبنان، وتطويرها على كل المستويات.
وللسفير الإيراني نشاطات ومحطات بارزة في حياته منها :
النشاطات الدبلوماسية والسياسية:
-العلاقات مع لبنان: يُعتبر أماني أحد أبرز المهندسين للعلاقات الإيرانية-اللبنانية و يُعرف بأنه يعمل على تعميقها على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية ،كما انه يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز التواصل والتنسيق مع الأطراف اللبنانية المتحالفة مع إيران، مثل حزب الله، وتسهيل العلاقات بين طهران وهذه الأطراف.
-العلاقات مع حزب الله والحركات الإقليمية في لبنان : يتولى أماني دورًا في إدارة العلاقات الإيرانية مع دول المنطقة في ظل الأزمات الإقليمية المتعددة، مثل الأزمة السورية والحرب في اليمن، حيث تدعم إيران جماعات مسلحة وسياسية في تلك الدول،كما و يشرف على المبادرات الإيرانية لمواجهة الضغوط الدولية والإقليمية على حزب الله، خاصةً فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على الحزب من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية ، يُعرف أماني بمواقفه الحادة تجاه التدخلات الخارجية في لبنان، مثل النفوذ الأمريكي والسياسات الغربية تجاه حزب الله. يعمل على تقديم صورة لإيران كداعم أساسي للاستقرار في لبنان، مع إبراز رفضه للعقوبات الدولية المفروضة على حزب الله ودعمه الكامل لمقاومة إسرائيل.
- العلاقات مع الفصائل الفلسطينية : تعتبر إيران ان دعمها للفصائل الفلسطينية، خاصةً حركة حماس والجهاد الإسلامي، جزءًا مهمًا من سياستها الخارجية لذلك فمن خلال منصبه كسفير في لبنان، يسهم أماني في تسهيل التواصل بين إيران وهذه الفصائل، نظرًا لوجود قيادات من تلك الفصائل في لبنان. هذا الدعم يتمثل في تقديم مساعدات مالية وعسكرية للفصائل التي تعارض إسرائيل .
الدور الاقتصادي:
– يسعى أماني إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين إيران ولبنان، رغم التحديات الاقتصادية التي تواجه كلا البلدين. كانت إيران تسعى إلى تقديم الدعم للبنان عبر مشاريع تنموية أو مساعدات مالية، لكن هذا الدور تأثر بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، مما قلل من قدرة طهران على تقديم مساعدات واسعة النطاق.
التحديات التي يواجهها:
– يواجه أماني تحديات عدة في منصبه الحالي، أهمها العقوبات الدولية المفروضة على حزب الله وإيران، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية في لبنان. يسعى للتغلب على هذه التحديات من خلال التركيز على تعميق العلاقات الثنائية في المجالات التي لا تخضع للعقوبات، مثل المجال الثقافي والتعليمي.
بشكل عام، يعد مجتبى أماني من الشخصيات الدبلوماسية الإيرانية التي تعمل بشكل وثيق في الملفات الحساسة المتعلقة بالسياسة الإيرانية في لبنان والمنطقة.
