خاص: عايدة الاحمدية لـ ” أخباركم – أخبارنا”
يشكّل استهداف الدفاع المدني اللبناني من قبل الغارات الجوية الإسرائيلية جريمة إنسانية فاضحة، تسلط الضوء على استهداف ممنهج للمنشآت المدنية والإغاثية. فقد تعرض مركز الدفاع المدني في دورس – البقاع لضربة جوية مباشرة، مما أدى إلى استشهاد 15 شخصًا، بينهم رئيس المركز بلال رعد، وإصابة عدد من الأفراد بجروح. وفي سياق متصل، أفاد مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة العامة بأن غارة أخرى استهدفت بلدة شمسطار، ما أسفر عن استشهاد شخصين آخرين، مما فاقم الخسائر البشرية وألحق أضرارًا جسيمة بفرق الدفاع المدني وعمليات الإغاثة.
واعلن محافظ البقاع بشير خضر انه تم انتشال الجثامين عدوان رودس وأُرسلت عينات من خمسة أشلاء لم يتم التعرف عليهم لاجراء فحوصات الحمض النووي لتحديد هوياتهم. وقال ان الغارة استهدفت المبنى الرئيسي ومحيطه بينما كان يتواجد داخله 20 عنصرا من الدفاع المدني .
هذا وقد أعربت المديرية العامة للدفاع المدني أعن أسفها الشديد إزاء هذا الاعتداء المباشر على أفرادها وأكدت استمرار المراكز بتلبية نداءات الإغاثة واستكمال هذه الرسالة الإنسانية مهما كبرت التحديات وعظمت التضحيات
من جهتها نددت وزارة الصحة بهذا العدوان الإسرائيلي الخطير الذي طال المنشآت الإنسانية، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والاتفاقيات التي تضمن حماية المنشآت المدنية والطواقم الإغاثية. وأكدت الوزارة أن هذه الاعتداءات تُهدّد القيم الإنسانية والمبادئ الأساسية للسلامة. وكررت الوزارة دعواتها للأمم المتحدة والمنظمات الدولية للتدخل العاجل لوقف الانتهاكات المستمرة وضمان حماية المنشآت الإغاثية.
وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة “إن من أدنى واجبات المجتمع الدولي وضع حد لهذه الانتهاكات الخطرة التي تهدد القيم الانسانية بالزوال أمام العنف المتمادي من دون أي رادع
بدوره أشار رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله، الى أن “الإجرام الإسرائيلي يستمر باستهداف المسعفين للهيئات الصحية ولعناصر الدفاع المدني في كل المناطق اللبنانية. ما هو المطلوب اكثر ليتحرك المجتمع الدولي ومنظماته الصحية والحقوقية لإدانة جرائم الحرب المنظمة للكيان الصهيوني؟ ان كل هذه الوحشية الإسرائيلية لن تنال من وحدة شعبنا وصموده
رغم الدعوات المستمرة إلى وقف العدوان على المؤسسات المدنية، لم يصدر أي إجراء حازم من المجتمع الدولي حتى اللحظة.
سلسلة الاعتداءات على المؤسسات المدنية
لم تقتصر الغارات على مركز بعلبك فقط، بل امتدت إلى مناطق أخرى مثل عربصاليم، حيث أودت غارات مماثلة بحياة 11 شخصًا، إضافةً إلى استهداف منشآت صحية وإغاثية أخرى خلال نفس اليوم.
يُظهر هذا الهجوم على المؤسسات الإغاثية بات هدفًا مباشرًا ضمن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
استهداف مراكز الدفاع المدني لا يهدد فقط حياة العاملين فيها، بل يعطّل جهود الإنقاذ والإغاثة في لحظات حرجة، ما يزيد من معاناة المدنيين المتضررين من الصراع. كما انه يشكل جريمة تستوجب محاسبة دولية وموقفًا حاسمًا وهذا الواقع يتطلب استجابة فاعلة لحماية حياة الأبرياء وضمان استمرار عمل المؤسسات الإغاثية في تقديم خدماتها الإنسانية.
ان الصمت الدولي تجاه استهداف إسرائيل للمراكز المدنية والهيئات الصحية استهتارا بقيم العدالة وحقوق الإنسان. فعدم التحرك الجاد من قبل المجتمع الدولي يسهم في ترسيخ الإفلات من العقاب، ويعطي رسالة خاطئة تتعارض مع المبادئ التي تأسست عليها القوانين الدولية. يجب أن يدرك المجتمع الدولي أن صمته يعزز استمرار هذه الانتهاكات، وأن التزامه بحماية المدنيين والمرافق الإنسانية والصحية والإغاثية ليس خيارًا بل مسؤولية أخلاقية وقانونية.