الخميس, أبريل 24, 2025
20.4 C
Beirut

ماذا حمل الجميّل إلى واشنطن وباريس؟

نشرت في

أخباركم -أخبارنا

زار رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل فرنسا والولايات المتحدة الاميركية، والتقى خلال جولته الدبلوماسية وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، المبعوث الأميركي آموس هوكستين، ورئيس حملة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مسعد بولس، الذي كان وسيطًا محتملًا في المفاوضات لإنهاء الحرب في لبنان.
وقد عرض الجميّل في حديث مع صحيفة لوريان لوجور، رؤيته لفترة ما بعد الحرب والرسائل التي سعى إلى إيصالها خلال زيارته إلى باريس وواشنطن ، وكشف الجميل ان
هدف الجولة إنشاء “لوبي” والضغط لصالح لبنان في هذه الفترة الحساسة، لمنع أي تسوية إقليمية ودولية تنهي الحرب ولا تأخذ في الاعتبار مصالح لبنان وشعبه، ففي حين حزب الله يخدم مصالح إيران وإسرائيل تخدم مصالحها الخاصة، لا أحد يتحدث عن مصالح لبنان الغائبة عن طاولة المفاوضات وهذا أمر مأساوي.
اضاف،بالنسبة لي، الهدف الرئيسي هو ضمان انتهاء هذه الفترة مع بارقة أمل للبنان لبناء دولة ذات سيادة، دولة قانون، وبلد متصالح مع نفسه.
واعتبر الجميل انه تمكن من إيصال ثلاث رسائل مهمة. الرسالة الأولى هي الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار لوقف التدمير والعمليات العسكرية ،ذلك أنه لا يؤيد الرأي القائل بأن الحرب يجب أن تستمر للقضاء على حزب الله فتدمير لبنان، والموت، واللاجئين، ومحو قرى بأكملها تشكل مأساة للبلاد والشعب اللبناني. فكلما طال أمد الحرب أصبح الوضع أكثر صعوبة مع خطر تفاقم التوترات الداخلية. ومع ذلك، يجب ألا يؤدي وقف إطلاق النار إلى تعزيز سيطرة الميليشيا على لبنان.
أما الرسالة الثانية فتتعلق بالدفاع عن السيادة المطلقة للدولة ونزع سلاح جميع الميليشيات المسلحة في لبنان.
والرسالة الثالثة تؤكد ضرورة التوصل الى حل شامل فإعادة بناء لبنان يجب أن تتم ذلك بمشاركة جميع اللبنانيين لذلك يجب أن نتجنب تكرار أخطاء الماضي مثل استبعاد بعض الفئات أو تحميل المجتمع الشيعي ثمن سياسات حزب الله.
حزب الله لا يختصر المجتمع الشيعي؛ إنه ميليشيا تخدم مصالح إيران في لبنان، كما انه لا يمثل كل الشيعة اللبنانيين الذين يرغبون في العيش في دولة لبنانية تحترمهم وتعاملهم كمواطنين.

اما عن نقاشات مع هوكشتاين فإعتبر انه لا يزال يبذل جهودًا للتوصل إلى حلٍ يضمن وقف إطلاق النار. ومع ذلك، فإن هذا الاقتراح ليس مثاليًا للبنان لأنه لا يحلّ قضايا البلاد الأساسية إنما يتضمن انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، مع احتمال تعزيز وجوده في مناطق أخرى ، قد يصعب التوصل إلى حل قبل 20 كانون الثاني. ومع ذلك، يبدو واضحًا أن الإدارة الجديدة مصممة على إيجاد حلول للمشاكل في لبنان وفي الساحة الإسرائيلية-الفلسطينية، كما أنه ثمة التزام حقيقي بالعمل من أجل تحقيق سلام دائم في المنطقة.

وتطرق الجميل إلى سلاح حزب الله فأشار إلى ان الحزب رفض على مدى ثلاثين عامًا التفاوض حول قضايا السيادة ونزع سلاح الميليشيات، ما يجعل الحل الداخلي لهذه المشكلة غير واقعي. هو ليس مجرد فصيل لبناني بل أداة ضمن المشروع الإيراني، ويستفيد من الدعم العسكري الإيراني. لذلك، من الضروري أن يؤدي المجتمع الدولي دورًا أساسيًا في معالجة هذه القضية.

اضاف ، في الوقت الحالي ليس المطلوب أن يكون نزع السلاحشرطا لوقف إطلاق النار ولكن بعد كل ما حدث، الكثير من اللبنانيين مصممون على رفض العيش جنبًا إلى جنب مع ميليشيا مسلحة مستقبلاً ومن المستحيل بناء دولة تحكمها سيادة القانون أمر في ظل وجود ميليشيات مسلحة، بغض النظر عن هويتها ، أن مسألة حزب الله كأداة إيرانية على الحدود مع إسرائيل يجب أن تُعالج من خلال المجتمع الدولي. بعد ذلك، سيكون من مسؤوليتنا كلبنانيين أن نضع خارطة طريق تضمن انتقالًا سلسًا يسمح لنا ببناء دولة قابلة للحياة ونسعى الى تنفيذها. وهذا هو العرض الذي قدمته خلال جولتي.

وتابع ،إذا تم احتواء دور حزب الله الإقليمي وتحول الى ميليشيا بأسلحة خفيفة داخل لبنان، فإن التعايش معه يظل مستحيلًا. عندها سيتحتم علينا الجلوس والتحدث، وإعادة النظر في إمكانية الانفصال. لكننا لسنا في تلك المرحلة بعد. على أي حال، لا يمكن العودة إلى الوضع قبل 7 أكتوبر.
وماذا عن المرحلة المقبلة وتحديدا ماذا عن دور الطائفة الشيعية فيها؟

اجاب الجميل : ستكون الانتخابات البرلمانية المبكرة ضرورية بعد انتهاء الحرب، مما يسمح لجميع اللبنانيين، بما في ذلك المجتمع الشيعي، بإعادة انتخاب ممثليه. أو يمكن أن يكون تنفيذ اتفاق الطائف نقطة انطلاق خاصة في ما يتعلق باللامركزية، وإنشاء مجلس شيوخ، ونزع سلاح الميليشيات. بالإضافة إلى ذلك، يجب تصحيح الثغرات في الاتفاق، مثل غياب إطار زمني لتشكيل الحكومة بعد تعيين رئيس الوزراء.

الى ذلك تحدث الجميل عن إلغاء الطائفية السياسية فأكد انه
على النظام اللبناني أولا ان يكون قابلاً للتطبيق ويجب أن تؤدي هذه التدابير في النهاية إلى المواطنة الحقيقية، وصولاً إلى الغاء الطائفية من الدولة. لكن يجب البدء بتحقيق خطوات الى الأمام. بعد ذلك، لدينا العديد من الاقتراحات لنقدمها، لكن الوقت ليس مناسبًا للحديث عنها الآن ، سنحتاج إلى النظر في الإصلاحات الدستورية لمعالجة مخاوف الشيعة. على سبيل المثال، امساك الثنائي الشيعي بوزارة المالية، ما يمنحه التوقيع الثالث ويؤمن له السيطرة على السلطة التنفيذية، ليس أمرًا قابلًا للاستمرار على المدى الطويل وسنحتاج إلى تقديم بدائل حقيقية لحل هذه المشكلة. ولكن لا يزال من المبكر التحدث عن التفاصيل ، فمن المهم ألا يشعر أحد في البلاد بالتهميش. يجب أن نعالج مخاوف المسيحيين، والسنة، والشيعة، والدروز، وكذلك جميع اللبنانيين الذين لا يريدون أن يعيشوا من خلال طوائفهم. كل شيء يبدأ بمبدأ المساواة بين المواطنين. لا شيء يمكن تحقيقه في ظل وجود ميليشيا مسلحة تُشوّه النظام بأسره.

وتابع الجميل ،للاسف ان الطبقة السياسية لا تفكر بمصلحة البلد بعد الحرب ، هناك أنانية وطموحات شخصية، وأصبحت الرئاسة هاجسًا للعديد من الناس. لذا، الجميع ينتظر نتائج الحرب لرؤية التوازنات الجديدة التي ستنتج عنها. أعتقد أن هذا ليس هو الطريق لبناء بلد أو حل التوترات بين اللبنانيين. كما أن المصالحة الحقيقية منذ الحرب الأهلية لم تحصل بعد ويجب أن نتحدث فيها اليوم. وهذا يتطلب خطابًا صريحًا من جميع الأطراف ويجب أن تتم عملية الاعتراف المتبادل بالآخر.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

#همسة_صباحية: قرار تسليم سلاح حزب الله… في طهران

أخباركم - أخبارنا بقلم: مصطفى أحمد بدأت قصة تأسيس حزب الله على يد الحرس الثوري...

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: رفض الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ودعوة للحوار بين الفصائل الفلسطينية

أخباركم - أخبارنا أدان عضو اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، رمزي رباح، التصريحات التي...

إسرائيل وحربها المستمرة: تحديات الجيش وتوقعات المواجهة في غزة

أخباركم - أخبارنا بقلم: حلمي موسى من غزة تحتفل إسرائيل في هذه الأيام بذكرى المحرقة...

قوى تحالف المقاومة الفلسطينية: ندين ونشجب خطاب عباس في المجلس المركزي واعتداءه اللفظي على المقاومة!

أخباركم - أخبارنا بيان صحفي صادر عن قوى تحالف المقاومة الفلسطينية ندين ونشجب خطاب عباس...

More like this

الرئيس عون في الذكرى الـ 110 للابادة الأرمنية: تأكيد على أهمية الالتزام بمبادىء العدالة وحقوق الانسان!

أخباركم - اخبارنااعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن الذكرى العاشرة بعد المئة للإبادة...

هل انطلق قطار الحوار السياسي اللبناني – الفلسطيني وما مصير السلاح؟

أخباركم - أخبارنا  عقد في السراي الحكومي في بيروت اجتماع بين رئيس لجنة الحوار اللبناني...

رئيس الجمهورية يتبلّغ دعمًا ماليًا للوحدات العسكرية في الجنوب

أخباركم - أخبارنا عقد رئيس الجمهورية جوزاف عون، إجتماعا مع مدير قسم السلام في معهد...