تقرير فلسطين السياسي من أخباركم – أخبارنا
كثّف المستوطنون هجماتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية هذه الفترة في محاولة كما يبدو لفرض واقع جديد، يقوم على ضم الضفة وإعلان السيادة الإسرائيلية عليها، وهو أمر أصبحت الحكومة الإسرائيلية تعتقد أنه أصبح متاحاً، العام المقبل، بعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد مقاليد السلطة في البيت الأبيض.
ويهدد ضم مستوطنات الضفة إلى إسرائيل قيام دولة للفلسطينيين. وامس، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، من جديد، أنه بعد انتهاء الحرب في غزة سيجري العمل على إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية «سياسياً وجغرافياً ومؤسساتياً تحت راية منظمة التحرير والدولة الفلسطينية». وأضاف مصطفى: «قطاع غزة هو صلب الدولة الفلسطينية كالقدس وبقية الأراضي الفلسطينية … عند انتهاء الحرب سيجري العمل على إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية». وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن المرحلة الحالية تتطلب العمل بشكل جماعي لإنهاء معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة من الدمار والوضع الإنساني الكارثي، وأن «المصالحة الوطنية ضرورية والانقسام في نهايته».
وجاء كلامه بعد ساعات من مهاجمة مستوطنين مسلحين منازل المواطنين في بلدة بيت فوريك شرق نابلس، حيث أحرقوا مركبات ومنازل في البلدة، ثم اعتدوا على فلسطينيين هبوا للدفاع عن ممتلكاتهم.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني إسرائيلي أن 30 مستوطناً هاجموا البلدة، وأحرقوا أبنية وسيارات. وشوهدت النيران تلتهم مبنى في أرض زراعية وسيارات فيما كان الجيش الإسرائيلي يراقب. وعزز الهجوم على بيت فوريك مخاوف فلسطينية من أن إسرائيل ماضية في خطة فرض السيادة على الضفة الغربية.
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني، روحي فتوح، إن اعتداءات المستوطنين في الضفة تجري تحت حماية وتنسيق مباشر مع حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل، وهي «امتداد لسياسات التصعيد والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته وإكمال لمخطط الضم والتهويد التي تجاهر به حكومة الإرهاب العنصرية».
من جهته، أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أنّ العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة يستدعي موقفا دوليا عاجلا، وعدم الاكتفاء بسياسات التنديد والاستنكار التي لم تعد تجدي نفعا، لمنع تدمير المنطقة.
وقال أبو ردينة إنّ تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية واستمرار الإبادة بغزة يرجع إلى دعم أمريكا لـ “إسرائيل”، مشددًا على ضرورة تحرك دولي عاجل لوقف هذا التصعيد.
في المقابل، قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، إنّ زعماء المستوطنين يعلقون الآمال على فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأمريكية الجديدة؛ لالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح البناء الاستيطاني.
وأوضح المكتب الوطني في تقريرٍ له امس السبت أنّ المستوطنين يتذكرون ولاية ترمب الأولى التي قفزت فيها عدد رخص البناء الاستيطاني لمستوياتٍ قياسية، ويتنظرون اليوم عودته لتحقيق حلم “الضم وفرض السيادة على مزيد من أراضي الضفة الغربية”.
أضاف أنّ الجماعات الاستيطانية في جعبتها جدول عمل واضح يشمل توسيع الاستيطان من خلال شرعنة بؤر استيطانية عشوائية، وإخراج مخططات بناء في المستوطنات إلى حيز التنفيذ، وإلغاء العقوبات التي فرضتها إدارة جو بايدن على عدد من المستوطنين وبعض الكيانات الاستيطانية.
وأشار أنّ رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي داغان كان ناشطًا في حملة ترمب الانتخابية وشجّع اليهود في أمريكا للتصويت له، فيما عادت في “إسرائيل” مجددًا حملة الترويج لـ “أوهام السيادة والضم” بمجرد فوزه بالانتخابات.
وتطرق التقرير لتصريح وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي اعتبر حقبة الرئيس ترمب الجديدة فرصة مهمة لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ويأتي ذلك متناغمًا مع نشوة الفرح التي شعر بها قادة المستوطنين بعد فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وهو الموقف الذي تناغم أيضًا مع تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي قال إنه “يجب إعادة طرح مخطط الضم لمناطق واسعة بالضفة لإسرائيل عندما يدخل ترمب، إلى البيت الأبيض”.
من جهته، دعا القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد، إلى ضرورة تصعيد المواجهة ضد انتهاكات المستوطنين والتصدي لهجماتهم واعتداءاتهم المتواصلة بحق بلدات وقرى ومنازل وأراضي الضفة الغربية.
وأشاد شديد بتصدي أهالي بلدة بيت فوريك شرق نابلس لهجوم شنته مليشيات المستوطنين على البلدة صباح اليوم السبت، مشددًا على أن هذه هو الطريق والسبيل لردع انتهاكاتهم بحق المواطنين وممتلكاتهم.
وأكد على ضرورة ردع المستوطنين في الضفة الغربية والوقوف صفًا واحدًا أمام توغلهم وجرائمهم، وإفشال مخططات حكومة الاحتلال المتطرفة التي تسعى لتهجير الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم وقراهم وخاصة القريبة من المستوطنات.
وقال إن تصاعد هجمات مليشيات المستوطنين بالضفة الغربية هو استمرار لمجازر الإبادة بحق شعبنا في أماكن تواجده كافة، ومواصلة للنهج التهويدي الاستئصالي الذي تتبناه حكومة الاحتلال تنفيذاً لمخطط الضم.
كما ودعا شديد كافة الفصائل والقوى والحراكات وكل من يحمل السلاح في محافظات الضفة الغربية، لصد تلك الهجمات الإرهابية، والتوحد لمواجهة جرائم الاحتلال وردع المستوطنين وصد عدوانهم عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن المستوطنين حاولوا إقامة 7 بؤر استيطانية جديدة منذ مطلع تشرين أول الماضي، غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي، وتوزعت هذه البؤر بإقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي محافظة الخليل بثلاثة بؤر، وبؤرة على أراضي رام الله وأخرى في القدس، وأخرى في سلفيت، وطولكرم، والأخيرة في ورام الله.
وأقام مستوطنون يهود ، السبت، بؤرة استيطانية في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية.
وهاجم مستوطنون صباح اليوم خربة سماره بالأغوار الشمالية.
يذكر أن تجمع الفارسية يعاني من اعتداءات متصاعدة من المستوطنين عبر مهاجمة مساكن المواطنين وسرقة ممتلكاتهم وتخريبها.
وتشكل الاعتداءات في مناطق الأغوار مخاطر كبيرة على حياتهم، علما أن جزءا كبيرا منها يجري بحماية قوات الاحتلال.