كتب ابراهيم بيرم لـ “أخباركم – أخبارنا”
ما هي حقيقة الوضع على الحافة الامامية بين لبنان واسرائيل ؟ واستطراداً ما مدى التقدم البري الذي احرزته القوات الاسرائيلية التي تخوض منذ اكثر من خمسين يوماً معارك شرسة بغية احراز تقدم بري يوازي ما تحققه جواً، ويكون ضغطها الميداني على (ا ل ح ز ب) جزءاً من عملية اطباق على مقاتليه بغية اجباره على القبول بشروط اسرائيل لوقف النار؟
فيما كان “حزب الله” يبدي تراجعاً عن شرطه الاول الذي رفعه باكراً، والذي اعلن فيه صراحة انه لن يسير الى دائرة التفاوض تحت النار الاسرائيلية القاتلة والمدمرة والمبيدة، ويبادر قبيل اقل من اسبوع الى تسلم مسودة الورقة الاميركية ويسارع الى وضع ملاحظاته على نقاطها الـ 15لتصير مقبولة عنده، كانت وقائع ميدان الحافة الامامية تبين تراجع مقاتلي (ا ل ح ز ب) عن مواقعهم الامامية الى خط الدفاع الثاني مؤشراً على تقدم القوات الاسرائيلية في “مناورتها البرية” التي توشك ان تدخل شهرها الثاني.
هذه المشهدية الحدودية التي فرضت نفسها خلال الساعات الماضية، اقر بها تقرير نشره اليوم موقع تواصل اجتماعي اعتاد النطق بلسان (ا ل ح ز ب) معزز بخارطة ملونة. وحمل عنوان “الوضع الميداني في جنوب لبنان يوم الاحد 17 تشرين الثاني الجاري”.
وجاء في التقرير المعطيات الاتية:
- ان معظم القرى الحدودية (اللبنانية ) صارت ضمن نطاق توغل العدو بعد مرور اكثر من 50 يوماً منذ انطلاق العمليات العسكرية (البرية) لقوات العدو.
- تمكن العدو من التوغل براً على مختلف المحاور بعمق يتراوح بين 1 الى 4 كيلومترات.
- تمكن العدو من تحقيق خرق واضح في منطقتين اثنين، هما :
1- جنوب الخيام في القطاع الشرقي بعمق نحو 5 كيلومترات.
2 – الوصول الى حدود قرية شمع في القطاع الغربي اي بعمق يقارب 6 كيلومترات.
ويزيد التقرير، ومع ذلك فانه لاتزال هناك مقاومة في معظم القرى التي توغلت اليها قوات العدو.
ويخلص التقرير الى استنتاج فحواه ان الاسرائيلي يسعى في توغله الى بلوغ نهر الليطاني.
وعلى الرغم من كل هذه “التراجعات”، يحرص (ا ل ح ز ب) على الا يبدو متفاجئاً من هذا التحول الميداني، ويقول عبر مصادر قريبة منه، انه ما زال يرى ان كل تقدم حققه العدو ليس حاسماً، الى درجة انه يمكن له ان يفرض شروطه ويتم استثماره في جولات التفاوض غير المباشر والدائرة منذ ايام عدة وانتجت “مسودة الورقة الأميركية”.
وبين التقييم والتقدير الذي يعطيه (ا ل ح ز ب)، وبين دعوة اسرائيل لمستوطنيها النازحين الى العودة آمنين الى بيوتهم، على اعتبار ان الخطر الذي اجبرهم علىى النزوح والهجرة قد ولى وانتهى، ثمة رأي استراتيجي يقدمه الباحث الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس فرحات، الذي يقول: ان التصريحات الاسرائيلية تبين ان ثمة تقدماً احرزته القوت الاسرائيلية على الحدود عبر نقاط عدة، لكن الاسرائيلي يبدو متخبطاً ومتناقضاً، وهو يتحدث عن العمق الذي بلغه والعمق الذي يطمح الى بلوغه اخيراً.
ورداً على سؤال يجيب العميد فرحات: على رغم هذه الخروق لا يبدو لنا ان عند اسرائيل خطة محددة وثابتة تكشف على اساسها الهدف الحقيقي لمناورتها البرية تلك، بل ان ما تنفذه وحداتها براً يندرج في خانة محاولات الخرق بقصد تشكيل رأس جسر لتوسع عبره لاحقاً من تمددها وانتشارها.
وقال فرحات ان التقدم الذي حققته اسرائيل براً لحد الآن ينحصر في القرى الامامية المتاخمة للشريط الحدودي، وخصوصاً عديسة وكفركلا، والتسلل عبر الوديان والشروع بنسف الابنية والبنى التحتية بذريعة انها تدمر منشآت عائدة للحزب، وفد تصرف الاسرائيليون على اساس انهم “طهروا الارض” من اي وجود لمقاتلي (ا ل ح ز ب)، لكنهم ما لبثوا ان فوجئوا بنحو 90 صاروخاً تطلق على العمق الاسرائيلي وتحديداً على خليج حيفا، من منصات موضوعة في هذه القرى التي اعلنوا بأنهم سيطروا عليها.
وخلص الى استنتاج فحواه الاتي: لقد اعلنت اسرائيل عن تدمير منصات اطلاق صواريخ، لكن عدد انطلاق الصواريخ يصل احياناً الى 200 صاروخ يومياً ولا تقل عن 100، يدل على امرين: اولاً استعجال الاسرائيلي لاعلان الفوز، وثانياً ان شبكة الانفاق التي كشف (ا ل ح ز ب) احياناً عنها ما زالت قائمة ولم ينجح العدو حتى الان في تقويضها.