أخباركم – أخبارنا
كتب ماهر أبو شقرا عبر منصة X: يتصرّف نبيه برّي وكأنّه وزير خارجية حزب الله وليس رئيس المجلس النيابي اللبناني. لا بأس، فذلك كان دائماً دور حركة أمل ورئيسها في لعبة تقاسم الأدوار بين الثنائي حزبالله – أمل منذ خروج الاحتلال السوري من لبنان.
إنّ تولّي رئيس حركة أمل مهمّة التفاوض لإنهاء هذه الحرب، بدلاً من أن يتولّاها رئيس الجمهورية بالتعاون مع الحكومة بحسب المادة 52 من الدستور اللبناني، فهذا يعني اعترافين خطيرين وحاسمين:
🔺الاعتراف بأنّ الدولة في لبنان مغيّبة، والدستور معلّق؛
🔺الاعتراف بأنّ الحرب هي بين حزبالله-إيران من جهة والعدو الإسرائيلي من جهة أخرى، وكأن باقي المجتمع اللبناني غير معنيّ بموضوع الحرب وغير مخوّل بالخوض في غمار التفاوض لإنهائها من خلال مؤسسات الدولة التي تمثّل مجتمعنا اللبناني بأكمله. الأمر الذي يضعف الشعور بوحدة مجتمعنا، ويزيد الشرخ بداخله، ويساهم بتعزيز الشعور بالاغتراب عن قضية جبل عامل والتهديد الصهيوني التاريخي.
إنّ هذه الاعترافات هي حتماً لا تخدم لبنان. إنّما هي تخدم أهداف النظام الصهيوني والنظام الإيراني، كالتالي:
🔺 إنّ النظام الإيراني يريد أن يكون لبنان أرضاً سائبة بلا دولة ولا مؤسسات ولا دستور، بل منصة جغرافية يحترق فيها مجتمعنا فداء لمصالح النظام الإيراني.
🔺أمّا النظام الصهيوني فإنّ أحد أهدافه الأساسية في هذه الحرب هو إضعاف شعور مجتمعنا بوحدته وتضامنه، وتعزيز اغتراب باقي مجتمعنا عن قضية جبل عامل، وعن النكبة اللاحقة بأهله وأهل البقاع وضاحية بيروت الجنوبية.
أخيراً، لا بدّ من التذكير والتشديد على التالي:
🔺يجب أن تنتهي هذه الحرب بأسرع وقت،
وإنّ إنهاؤها يتطلب قرارات جريئة وحاسمة تصون أرضنا وتحمي مجتمعنا، فمجتمعنا وأرضنا هما الأولوية التي لا تعلو عليهما أولوية، وهما أهم بكثير من العنجهيات الفارغة الهادفة لتحصيل مكاسب ضدّ الآخرين في الداخل.
🔺على جميع القوى والقيادات السياسية، واللبنانيين واللبنانيات بشكل عام، أن يكونوا على قدر المسؤولية الكبرى، وأن يواجهوا مخطط العدو الصهيوني بالتمسّك بوحدة مجتمعنا وبالحفاظ على الدولة وما تبقى من مؤسسات.
🔺على رئيس المجلس النيابي أن يقوم بدوره وأن يلتزم بواجباته الدستورية، وذلك بالدعوة لانعقاد المجلس النيابي في جلسات متتالية، حتى انتخاب رئيس للجمهورية قادر على إدارة المرحلة وبمواصفات تمكّنه من التفاوض مع الخارج والتعامل مع الداخل، ومن ثم تشكيل حكومة طوارئ مصغرة مهمتها حماية مجتمعنا. قد تطول هذه الحرب ، ونحن بحاجة لسلطة تنفيذية تعبّر عن مصالح مجتمعنا في هذه المرحلة الحرجة.
إنّ الواقع الذي نعيشه اليوم يقول لنا بوضوح وإلحاح أنّ لبنان لا يمكن أن يخرج من الوضعية الراهنة المولدة للكوارث والأزمات بهذا النظام السياسي الذي يديره أمراء العشائر الطائفية.
إنّ مشروع بناء الدولة القادرة والعادلة وذات السيادة الكاملة يجب أن يبدأ اليوم قبل الغد.
🔺الدولة القادرة على حماية المجتمع والأرض ولجم أمراء العشائر الطائفية،
🔺الدولة العادلة مع كلّ مجتمعها وجميع مناطقها،
🔺الدولة ذات السيادة الكاملة على أرضها وأمنها وقرارها السياسي.
لمجتمعنا القوة،
لأرضنا الحياة،
ولبلدنا الكرامة.