خاص اخباركم: في ظل الانسداد الداخلي القائم لحل الأزمة الرئاسية في لبنان يبقى خط الحوار الجدي الوحيد القائم في هذه المرحلة حوار بكركي-حزب الله وذلك بعدما وصل الحزب إلى قناعة تامة مفادها أن البطريركية المارونية هي المفتاح الاساسي لفتح باب قصر بعبدا أمام اي شخصية مارونية خصوصا وأن الراعي يملك علاقات أكثر من مميزة مع الاطراف الداخلية والاقليمية وتحديدا مع المملكة العربية السعودية صاحبة الدور الإقليمي الحاسم في اختيار الرئيس اللبناني مع طهران.
وفي التفاصيل تقول المعلومات أن الحزب يعمل منذ فترة على خطين ، الخط الأول هو خط حارة حريك-جونيه، والخط الثاني هو خط حارة حريك -حريصا حيث يتحرك مسؤول ملف العلاقات مع المسيحيين في الحزب الحاج محمد سعيد الخنساء (أبو سعيد)بتكليف من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ،على الخط الأول عقد أبو سعيد عدة لقاءات مع المحامي وليد غياض المقرب جدا من الراعي في جونيه وتحديدا في منزل النائب فريد الخازن، وهو النائب الوحيد في كسروان من كتلة المردة التي يترأسها طوني فرنجية نجل المرشح سليمان فرنجية وقد جرى البحث مطولا في موضوع الأزمة الرئاسية وأسباب رفض بكركي والكتل المسيحية الكبرى لوصول فرنجية إلى بعبدا ،حيث شرح غياض للخنسا الأسباب مشددا على أن تجربة الرئيس السابق ميشال عون المدعوم من حزب الله هي سبب الرفض وليس هناك من اسباب لرفض شخص فرنجية الذي ينحدر من عائلة سياسية عريقة ، أما مسؤول حزب الله فقد أوضح أن الحزب غير مسؤول عما جرى في عهد عون وأن بعض المقربين منه يتحملون مسؤولية كبيرة فيما وصلت إليه الأمور مشددا على أن الظروف اختلفت والحزب مستعد للتعاون إلى أقصى الحدود من أجل إيصال رئيس بأسرع وقت ممكن لأن الفراغ بدأ يؤثر على مؤسسات الدولة كلها وبشكل مباشر.
وتضيف المعلومات، أن الحزب-وفي خطوة لإعادة الثقة- سلم غياض ما سمي(ورقة -مشروع ) تتضمن نقاطا عن نظرته إلى لبنان من النواحي السياسية والاقتصادية وإذ يؤكد العارفون أن الورقة لم تتضمن أي مس باتفاق الطائف لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر يشددون على أن الحزب طلب دراستها والتعمق بها وإبلاغ الحزب برأي بكركي بها .
أما في حريصا فقد التقى الخنسا السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجا وسلمه (ورقة-المشروع) التي أعطيت لبكركي مشددا على أن الحزب يريد أفضل العلاقات مع الفاتيكان وليس لديه أي مشكلة للتحاور معه في كل المجالات، وقد كان السفير مهتما ووعد بالاطلاع على الورقة – المشروع وإبداء الرأي فيها بالتنسيق مع بكركي.
وبحسب المعلومات فإن تحرك حزب الله باتجاه بكركي والسفارة البابوية جاء بناء لنصيحة ايرانية حملها وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان لقيادة حزب الله على أن يترك التوقيت للحزب.