أخباركم – أخبارنا
كتب الاعلامي عمر حرقوص عبر صفحته للتواصل الاجتماعي فيسبوك: شارع المأمون اللي بيوصل على “فتح الله” أو سابقاً “الأرزوني”، هوي مدرسة “الغول” اللي تعلمت فيها الدرس والسلاح وحب بنت الجيران ببناية ساكن فيها الدكتور محمد دقيق وكمان عشت المشاكل بالشارع، وهونيك رحت على معمل الأدوات المطبخية اللي اشتغلت فيه بصناعة “مناقر الكوسا” و”سياخ شك اللحمة” وملاقط الفحم عند قاسم نعيم من ميس الجبل وجارتهم “ام طوني”، كمان محل “الهمبرغر” عالزاوية قبل المدرسة، اللي تدمر بتفجير محاولة اغتيال شفيق الوزان، ورجع فتح وبقي أطيب “برغر” ببيروت، هيدا الشارع لما نطلع من حوض الولاية من أوله في محل السمانة اللي ريحته بهارات بتذكرني بزمن طفولتي كأني ماشي بحي مرعش ببرج حمود، كل ما مشيت بشارع المأمون في ذاكرة بتلحقني وزاوية من الطفولة والمراهقة، وفيه الزواريب الصغيرة اللي بتودي عبيوت رفقاتنا بالمدرسة أو اللي كانوا معنا بالحزب الشيوعي وكنا نجتمع عندهم ونشرب الشاي ونناقش نظرية “حزب العمال والفلاحين وصغار الموظفين”. رفقاتنا اللي هربوا من بيوتهم الحلوة، وكنا وقت الملاحقات نروح نمشي بسرعة نرسم مطرقة ومنجل عالحيطان ونهرب من “الظلاميين” لحتى ما ينتبهوا انه مرقنا من هونيك وما حدا بيقدر يقبعنا من تاريخنا، وبعدين لما تخانقوا “الأخوة” صرنا نخبي شبابهم للجهتين لأنهم رفقاتنا وأهلنا.
هوي الشارع ذاته اللي فيه “القبيسي” تبع كشافة الرسالة عمو لرفيقنا اليحفوفي، وفيه موقف السيارات اللي عملوه “ثكنة” وأكل ضابط المخابرات السورية جامع جامع فيه بدن مرتب، وحلقوا له شواربه من اليمين وحواجبه الشمال، ورجع بعدين هجم عالشارع وجمع 24 شب من رفقاتنا بمدخل بناية وأعدمهم بالرصاص ورماهم جنب مستشفى بيروت.
كنا نمشي بالشارع من أوله لآخره بين طلعة برج ابو حيدر ونزلة البسطة التحتا، نضحك ونشم ريحة طبخ الملفوف عابق بالحي وبياعين الخضرا بسوقهم الصغير جايين من ميس وضيع تانية، شارع القهوة عالمفرق مقابل مخفر البسطة وتوزيع جريدة “هبت” تبع سبق الخيل اللي كان عندها ناس يشتروها أكتر من اللي بيشتروا جريدة النداء، شارع الناس البسيطين اللي احتفلنا بأول عرس لرفيقنا حسين الكهربجي اللي اشتغل بعدين بالهيئة الصحية ودبكنا بعرسه رغم انه كان في مؤمنين ما بيسمعوا موسيقى وبيعتبروا رقص الدبكة فعل حرام.
هيدا الشارع الصغير هوي دنيا كبيرة