تقرير لبنان السياسي من أخباركم – أخبارنا
كل المؤشرات تدل على ان الامور ليست ذاهبة نحو تسوية او وقف للنار بين اسرائيل ولبنان. رغم الاجواء الايجابية الحذرة التي يصر المعنيون بالمفاوضات في بيروت، على إشاعتها، الا ان وقائع الميدان كلها، تعاكس هذه المناخات، أو أقله تؤشر الى ان المفاوضات من اجل التوصل الى وقف النار – والتي يصعب التكهن في مدتها الزمنية – ستحصل تحت قصفِ ودمارِ آلة القتل الاسرائيلية التي ستجرف كل ما او من يعترض اهدافها، مِن الجنوب حيث بات الجيش العبري على مرمى حجر من الليطاني، وصولا الى قلب العاصمة بيروت، وليس ضاحيتها الجنوبية فقط، مستهدفا كل قيادات الحزب العليا.
ليش قادة حزب الله بالاحياء المكتظة؟
وتعليقا، كتب عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش عبر منصة “أكس”: ليش قادة حزب الله العسكريين يلي مفروض يكونوا بالجبهات أو بأنفاق رعد ٤ ورعد ٥… عم بكونوا بالأحياء المكتظة بالمدنيين متل حي البسطا”؟.
بدوره، كتب النائب وضاح الصادق على “اكس”: أهل بيروت يعيشون حالة رعب كبيرة. واجبنا كنواب، ومسؤولية كل الفعاليات البيروتية، ومسؤولية دار الإفتاء، وقبل الجميع كافة القوى والأجهزة الأمنية هي تأمين حماية بيروت. وعلى الحزب اتخاذ القرار الأخلاقي والشجاع بتحييد بيروت وحماية سكانها والنازحين فيها على حد سواء. بيروت ليست منطقة عمليات، بل هي حاضنة لأهلنا النازحين فقط لا غير”.
التزام واشنطن بالحل السياسي
من جهة ثانية، اعلن البنتاغون ان وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن أكد التزام واشنطن بحل دبلوماسي في لبنان يسمح بعودة المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود كما شدد لنظيره الإسرائيلي في اتصال معه على أهمية ضمان سلامة وأمن القوات المسلحة اللبنانية وقوة “اليونيفيل”.
بدوره، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس ان الجيش ضرب 70 في المئة من قدرات حزب الله الصاروخية معتبرا ان تطبيق الإتفاق مع لبنان أهم من الإتفاق بحد ذاته.
ميقاتي لميلوني ” ما حدث غير مقبول”
سياسيا، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا برئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني، معبّرا عن “تضامنه ازاء الاعتداء الذي تعرضت له قوات اليونيفيل بالامس وادى الى اصابة اربعة جنود ايطاليين”.
وقال رئيس الحكومة لميلوني:” أود أن أعرب عن تضامني العميق مع إيطاليا، وآمل الشفاء العاجل للجنود المصابين. إن ما حدث أمر غير مقبول ومع ذلك، فنحن ملتزمون استكمال التحقيقات وسنطلعك على النتائج فور انتهائها. إن الحكومة اللبنانية تدين هذا الحادث بشدة وستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل”.
اضاف:” آمل ألا يؤثر هذا الحدث المؤسف على تصميمكم على دعم لبنان أو على دوركم الحيوي في مساعدتنا على تحقيق وقف إطلاق النار”
بو حبيب لانتخاب رئيس و اعطاء اصوات الاعتدال فرصة
من جهته، غادر وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب صباح امس بيروت متوجّها الى روما للمشاركة في الاجتماع الوزاري الحواري لدول حوض البحر الابيض المتوسط، وإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في حاضرة الفاتيكان، ولحشد الدعم أيضا” للموقف اللبناني الداعي الى الوقف الفوري لاطلاق النار، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكامل مندرجاته.
وإجتمع بوحبيب في حاضرة الفاتيكان بأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين حيث وضعه الوزير بوحبيب في اجواء المفاوضات الأخيرة، والمساعي لوقف إطلاق النار، والتطبيق المتوازن لقرار مجلس الامن ١٧٠١، وعزم لبنان على تعزيز وجود الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني وصولا الى الحدود. وقد تناول البحث آخر التطورات خاصة في ظل التصعيد الخطير الإسرائيلي، وأحداث الأيام الأخيرة.
وقد توافق الطرفان على اهمية اعطاء اصوات الاعتدال والعقل فرصة بدلاً من ترك الساحة للتطرف، واهمية وقف إطلاق النار. كما تباحثا بالوضع العام وتوافقا على ضرورة الاسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية نظرا للانعكاس السلبي للفراغ الرئاسي على التحديات التي يواجهها لبنان. وإستفسر الكاردينال بارولين بإهتمام عن النزوح في جنوب لبنان، وشدد على أهمية الحفاظ على الوجود المسيحي في قرى الجنوب.
في المواقف، سأل عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي “ما وظيفة سلاح “حزب الله”، مشدّدا على أن “الحزب” يدعي انه للمقاومة ولكن مضت ٢٤ سنة ولم يطلق اي طلقة لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر لذا إنتفى دوره العسكري”، مضيفاً “كل ما يقوم به هو تأمين جبهة مشتركة بين إسرائيل و إيران وفرْضُ هيمنته على الداخل. لذا مكان سلاح “الحزب” حيثُ وُضع سلاح “القوات” اي ان يُسلّم الى الجيش اللبناني. فإما أن يسلّم هذا السلاح أو انه ينوي الانقضاض على الداخل”.
تابع “إن “الحزب” بحجة المقاومة جلب النار والدمار على كل الوطن. لقد ظهر انه غير قادر وعاجز وجلب الويلات على اللبنانيين. كان يجب على “الحزب” أن يسلّم سلاحه منذ زمن بعيد، فلقد دمر البلد منذ العام ٢٠٠٦”. وعما يحكى أن إطلالة الامين العام لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم حملت إيجابيات عدة، قال بو عاصي في حديث تلفزيوني “من حقي ان اشكّك بالمواقف الأخيرة للشيخ قاسم بناء على ممارسات “الحزب” طيلة ٤٠ عاماً. الكلام لا يكفي ونريد أفعالاً. لا يكفي ان يقول انه يريد الانسحاب من جنوب الليطاني، فالمطلوب ان يعود حزباً سياسياً وينتهي من لعب دور عسكري”.