أخباركم – أخبارنا
استنكر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، في بيان ، انتهاك العدو الصهيوني حرمة المراكز الدينية من مساجد وكنائس ودور عبادة في المناطق المستهدفة، من خلال تدمير مسجد بلدة شقرا الأثري والأضرار الكبيرة التي طالت كنيسة سيدة الانتقال وبيت الرعية في النبطية. واعتبر أن “استمرار العدو في استهداف تلك الأماكن، وهو ما يخالف الشرع والقوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية، يؤكد نوايا العدو في حربه الوحشية وتجاهله للقرارات الدولية التي من المفترض أن تردعه عن ارتكاب جرائم الحرب والإبادة والتدمير الممنهج للقرى والمباني السكنية”.
ودعا أبي المنى “المجتمع الدولي وعواصم القرار والمنظمات الدولية والإنسانية إلى تكثيف جهودها لوقف العدوان، الذي يستمر منذ شهرين، والذي يجب بذل كل الجهود اللازمة لوقفه”.
وخلال تلبيته دعوة للقاء ديني في مؤسسة العرفان التوحيدية في السمقانية بالشوف، شدد أبي المنى على أن “الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان اليوم مصيرية جداً بالنسبة لنا ولمستقبل مجتمعاتنا على مختلف الأصعدة”. وأضاف: “يتطلب هذا من الجميع التعاطي بحكمة وعقلانية، ومن خلال الوعي الكافي، الذي يجب أن يكون عليه أبناء طائفة الموحدين، فلطالما كانت ولا تزال واضحة في مسارها التاريخي والحضاري، وفي دورها الوسطي والجامع، الذي تنتهجه في كل مراحل الحياة، وتعكس إيمانها بهذا الوطن ووحدته، والتطلع إلى قيام دولته التي تُرضي أهلها وشعبها”.
كما رعى أبي المنى ندوة عبر تطبيق “زووم” تحت عنوان “التكافل الاجتماعي بعناوين: الاستغناء والعطاء والصبر”، حضرها حوالي 400 شخص من داخل لبنان وخارجه. وقال شيخ العقل في كلمته الافتتاحية: “مهما كانت الحاجة للعلوم نافعة وللتطور التكنولوجي كبيرة، فإن الحاجة الأهم هي لتثقيف الروح ولتهذيب النفس ولترويض الجوارح، لمواجهة التحديات الكثيرة والخطيرة، وفق قول السيد المسيح: ‘ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟” . وأضاف: “ما أحوجنا اليوم للتكافل الاجتماعي في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها”.
وتابع: “نحن الموحدون لم نعتد على الضعف أمام التحديات، ولم نعتد على الهروب من مواجهة الأزمات، بل كنا دائماً نتصدّى للعواصف بالحكمة والوعي والثبات في العقيدة والأرض، معتمدين على هذه الثلاثية الراسخة”.
كما دعا أبي المنى إلى تعزيز صمود أهلنا في القرى الحدودية، من إبل السقي إلى الماري والفرديس وغيرها، بالوقوف المعنوي والروحي أولاً، والدعم المادي إذا لزم الأمر. وأعلن عن إنشاء “خلية الصمود” في المجلس المذهبي لمواكبة الأوضاع المتطورة، وللسعي إلى تأمين مستلزمات الإعانة من الجهات الدولية الداعمة والهيئات الوطنية، بالإضافة إلى تبرعات الميسورين لصندوق دار الطائفة.
وختم الشيخ أبي المنى قائلاً: “نقول لأهلنا الذين يتعرضون لشظايا الحرب في تلك القرى، وكذلك في الشويفات والساحل ومناطق أخرى: اثبتوا في أرضكم وفي إيمانكم، ولا تدعوا أصوات القذائف والانفجارات والغبار والدخان تصم آذانكم عن سماع نداء الأرض والوطن والتاريخ، فأنتم أبناء هذه الأرض منذ مئات السنين ولن تكون هذه الأرض إلا لكم ولأبنائكم من بعدكم”.