كتبت عايدة الاحمدية لـ “أخباركم – اخبارنا”
في ظل تصعيد ميداني غير مسبوق، يبقى الأمل معقودًا بالتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، خاصة في ظل المعلومات المتداولة عن تفاهمات حدثت حول نقاط خلافية عدة. ولكن رغم ذلك، لا يزال هناك شك كبير حول مسألة تنفيذ الاتفاقات المتبادلة بين الطرفين. فبينما تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تفاهمات جديدة مع لبنان، تبقى المخاوف قائمة بشأن نوايا إسرائيل الحقيقية وتنفيذ الاتفاقات.
وفي إطار التفاهمات الجديدة التي تم التوصل إليها وفقًا لما نقلت القناة 14 الإسرائيلية مؤخرًا، حيث أعلنت أن هناك تفاهمات لوقف التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان، أبرزها الحفاظ على حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في حال خرق حزب الله الاتفاق، بالإضافة إلى السماح بعودة السكان اللبنانيين غير المسلحين إلى بلدات جنوب لبنان. كما تم الحديث عن انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني ونزع سلاحه في المناطق الواقعة بين النهر والحدود الإسرائيلية.
ورغم هذه التفاهمات، فإن مصادر إسرائيلية تؤكد أن التنفيذ الفعلي يبقى مهددًا بالتعقيدات الميدانية والسياسية. اذ اشار مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن هناك تقدمًا في المفاوضات مع لبنان، لكنه أكد في ذات الوقت أن هناك قضايا ما تزال بحاجة إلى معالجة، مما يعكس أن الاتفاقات لم تصل بعد إلى مرحلة الحسم.
بالتوازي مع الحديث عن التفاهمات، تبرز أصوات في إسرائيل تحذر من التسرع في التوصل إلى اتفاق مع لبنان. وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، اعتبر أن الاتفاق مع لبنان يعد “خطأ كبيرًا”، مؤكدًا أنه كان من الأفضل القضاء على حزب الله بشكل كامل، مشيرًا إلى أن مثل هذه الاتفاقات قد تمثل “فرصة ضائعة” لإضعاف حزب الله بشكل نهائي.
بن غفير لم يكتفِ بذلك، بل ذهب إلى أبعد من ذلك محذرًا رئيس الوزراء من المضي قدمًا في الاتفاقات قائلاً: “يجب أن نستمر حتى النصر المطلق”. هذه التصريحات تُظهر أن هناك تباينًا في المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث يفضل بعض المسؤولين استمرار العمليات العسكرية حتى القضاء التام على التهديدات، بينما يرى آخرون أن التوصل إلى حل سياسي قد يكون في صالح إسرائيل على المدى البعيد.
نتنباهو يطلب مهلة اربعة اسابيع
الى ذلك افادت معلومات صحفية ، أن الإدارة الأميركية ابلغت جهات مهمة في لبنان ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس مستعدا لإيقاف العدوان على لبنان حاليا، وغير موافق على الطرح الأميركي لوقف اطلاق النار بصيغته الحالية ، مطالبا بتعديل القرار ١٧٠١ بشكل جذري، وإرفاقه بقرار جديد يتضمن كل المطالب غير المدرجة في القرار القديم، وأشارت الى ان نتنياهو طلب مهلة لا تقلّ عن أربعة أسابيع لإتمام مهمته للقضاء على حزب لله وإعادة المستوطنين الى الشمال
في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن هذه التفاهمات حول جبهة الجنوب اللبناني يظل التساؤل قائمًا: هل هي خطوة نحو حل طويل الأمد أم مجرد تكتيك مراوغ لكسب الوقت؟
التوترات على الأرض، بالإضافة إلى الجدل الداخلي في إسرائيل، تشير إلى أن الطريق نحو الحل ليس سهلاً. مع ذلك، يبدو أن الأطراف المعنية باتت أكثر انفتاحًا على التوصل إلى تسويات قد تضمن الاستقرار ، حتى وإن كانت بعض القوى الإسرائيلية ما تزال تفضل الاستمرار في العمليات العسكريةحتى القضاء نهائيا على حزب الله.
في نهاية المطاف، قد تكون هذه التفاهمات مجرد بداية لمسار طويل ومعقد نحو الحل، حيث ستظل جميع الأطراف تحت اختبار صبرها وقدرتها على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، في وقت يبقى فيه الشك في النوايا الإسرائيلية حاضراً بقوة، خاصة بعد المسار الذي اتبعته خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.