تقرير فلسطين الميداني من أخباركم – أخبارنا
أجساد نحيلة خارت قواها جوعًا وعطشًا وخوفًا، أيادٍ ترتجف من البرد تحمل أوعية فارغة، بانتظار وجبة تسكب لهم من تكية هنا، أو ربطة خبز من مخبز وحيد يزدحم أمامه الآلاف في طوابير لا نهاية لها أملًا بالحصول على رغيف يسد جوع أطفالهم.
هكذا يبدو حال نحو مليوني نازح في قطاع غزة، يتقاسمون الجوع والعطش والقهر في ظل حصار مطبق، يحرمهم من كل شيء، حتى رغيف الخبز وشربة الماء. تتعالى صرخات الجوع في كل مكان في غزة، فقد بات الشمال والجنوب في الضيق ذاته، في ظل إغلاق المعابر ومنع المساعدات الغذائية وغيرها من الدخول والوصول للقطاع.
“هذه آخر وجبة من الخبز في منزلي الذي أصبح اليوم في الشق الآخر من القطاع، نحن الآن في جنوب القطاع، لا نجد حتى رائحة هذا الخبز، هذا المنشور ليس للاستعطاف، بل للتذكير بأننا نعيش في مجاعة خانقة”، بهذه الكلمات عبر مواطن فلسطيني في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عن أقسى اللحظات التي يواجهها هذه الأيام.
وطال الجوع بطون الصغار والكبار، الذين أصبحوا يبحثون عما يسد جوعهم: “لا يتبقى عندي خبز، والطحين أكلناه وهو مسوس وريحته نتنة، والآن لا يوجد إلا المكمل الغذائي المخصص لطفلي لأسد به جوعي، كنت مجبورة إني آكله لأني ما بعرف أنام من الجوع، اضطررت أقلص عدد الوجبات اليومية لوجبة واحدة منذ بداية الحرب، ولكن الآن بالكاد نجدها”.
قهر وذل وجوع… هذا هو حال الغزيون…والافق..غامض.
في المقابل، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، إن الوضع في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة “مأساوي”.
وأوضح غيبريسوس في منشور على منصة “إكس” امس الاثنين، أن 14 شخصاً أصيبوا في الـ 48 ساعة الماضية جراء هجوم مكثف شنّه الجيش الإسرائيلي على المستشفى، مشيرًا إلى أن مدير المستشفى، الطبيب حسام أبو صفية، وبعض الأطباء كانوا من بين المصابين.
وأضاف: “الوضع في المستشفى مأساوي للغاية، وما زال هناك العديد من المصابين في المستشفى وغرف العناية المركزة”.
ودعا إلى وقف الهجمات على مستشفى كمال عدوان فوراً، وتوفير ممر آمن للبعثة الإنسانية لنقل الطواقم الطبية والإمدادات اللازمة للمرضى المتبقين.
ولليوم الـ 50 يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حصار شمال قطاع غزة والإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري ضد المواطنين المدنيين في ظل ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم بحقهم.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء امس الاثنين، الطفل محمد إبراهيم صلاح من بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية. وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وتمركزت في منطقة “أم ركبة” جنوب الخضر، وداهمت عدة منازل وفتشتها قبل أن تعتقل الطفل صلاح بعد تفتيش منزل والده.
يُشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من 11 ألفًا و500 مواطن من الضّفة بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
من جهته، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد الرحمن شديد، أن جريمة الاحتلال الإرهابي بإعدام شاب وطفل في بلدة يعبد القسام قضاء جنين، سيزيد من إصرار شعبنا المرابط على خيار المقاومة والتصدي للاحتلال. وشدّد على أن جرائم الاحتلال والاقتحامات والتوغلات المستمرة وسياسة الاغتيالات والإعدامات، التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى كسر المقاومة وحاضنتها الشعبية وإيقاف مدها بالضفة هي محاولات ستبوء بالفشل، ولن تجلب له إلا مزيداً من الذعر الأمني والتخبط الميداني.
وتتواصل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة لليوم الـ 416 على التوالي، في ظل استمرار ارتكاب المجازر بحق المدنيين في مختلف أنحاء القطاع.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني، إن الاحتلال يمنع طواقمه من العمل في المناطق الشمالية للقطاع لليوم الرابع والثلاثين. وأشار الدفاع المدني لاحتمالية توقف خدماته بشكل كامل في مدينة غزة بسبب نفاد الوقود.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي وجريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة قد ارتفعت إلى 44 ألفًا و235 شهيدًا، بالإضافة لـ 104 آلاف و638 مصابًا بجراح متفاوتة.
واستشهد 5 مواطنين مدنيين وأصيب عدد آخر جراء استهداف الاحتلال مجموعة مواطنين في منطقة النزلة في جباليا شمال القطاع. بينما ارتقى مدنيان وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين أمام بوابة مستشفى الإندونيسي.
وأفاد مستشفى العودة، بوصول 6 مصابين جراء استهداف قوات الاحتلال المواطنين في منطقة بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وأُبلغ عن مصابين في قصف مدفعي إسرائيلي على مواطنين في شارع كشكو في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
وذكر “الدفاع المدني” أنه انتشل شهيدين وإصابتين من منطقة مصبح شمالي رفح بعد استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلية لهم وتم نقلهم لمجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة.
واستشهد مواطن بقصف من مسيرة إسرائيلية شمال مخيم البريج، وسط القطاع. وقال مراسلنا إن طواقم الإسعاف لم تتمكن من انتشاله لخطورة المكان.
وقصفت مدفعية الاحتلال المخيم الجديد غربي النصيرات، تزامنًا مع استهداف الطيران الحربي الطابق الأخير لعمارة العنزي غرب المخيم الجديد.
وأطلق الطيران المروحي “الأباتشي” النار باتجاه المناطق الشمالية لقطاع غزة. بينما أطلقت آليات الاحتلال، النار بشكل متقطع، شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واستهدفت مدفعية الاحتلال منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، والنازحين في بيت لاهيا. بالإضافة لقصف منزلا شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة.
كما أطلقت مسّيرات الاحتلال النار، ظهر اليوم، وقنابل شديدة الانفجار شمال غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما أطلقت آليات الاحتلال النار في محيط شارع القرم على صلاح الدين جنوب شرق جباليا شمال غزة.