
كتبت ناديا شريم: مروان طالب لبناني ، أنهى دراسته الثانوية في العام 2021،ولأنه يحب عالم التجارة حمل شهادته وتوجه إلى أحد الجامعات الخاصة في بيروت للتخصص في إدارة الأعمال لأنه ما زال مصرا على تحقيق أحلامه في بلد بات حلم أكثرية شبابه الهجرة.
دخل مروان الجامعة ليسأل عن الاقساط فكان الجواب 5000 دولار على السعر الرسمي اي7,500000 ليرة لبنانية طار مروان من فرحته حيث الحلم بدأ يتحقق في جامعة خاصة معروفة بشهاداتها المحترمة داخل لبنان وخرجه.
أنهى مروان السنة الأولى بعلامات جيدة وتسجل في الجامعة للعام الثاني وهو العام الحالي أي 2022 -2023 وكانت المفاجأة بأن رفعت الجامعة اقساطها بعد الفصل الاول دون أي مشاورات مع الطلاب إلى 5000 دولار كاش أي ما يقارب 450 مليون ليرة لبنانية بحجة أن المصاريف وتكلفة الصيانة ورواتب الدكاترة أصبحوا بالدولار ولا تستطيع الجامعة رفض مطالبهم.
أمام هذا الواقع لم يتسجل مروان في الجامعة لانه عاجز عن تسديد القسط الجامعي المطلوب رغم أنه ينتمي إلى عائلة كانت ميسورة ماديا قبل انهيار العملة اللبنانية وكان خياره ترك الجامعة والتفتيش عن عمل ،والتوقف عن الأحلام كالكثيرين من شباب لبنان الذي انكسرت احلامهم على أبواب الجامعات الخاصة.
واليوم ومع انتهاء العام الدراسي فكر مروان بالتوجه إلى الجامعة اللبنانية ذات المستوى العالمي أكاديميا لكنها ما زالت تعاني من ضائقة مالية كبيرة قد تمنعها من البقاء في المستوى نفسه من حيث التصنيف محليا وحتى عالميا .
مشكلة مروان هي مشكلة أكثرية الشباب اللبناني الذي يعيش بين حالتين ، أما السفر والانتساب إلى احدى الجامعات في الخارج مع ضرورة أن يعمل لان اهله في لبنان عاجزين عن مساعدته،اما الانتساب إلى الجامعة اللبنانية حيث المصير المجهول ،خصوصا وأن الأموال التي رصدت للجامعة في موازنة العام 2023 لا تفي ابدا بالغرض وتمنع معظم المسؤولين فيها من ممارسة التدريس لان بعض الرواتب لا تصل إلى 150 دولارا في الشهر.
فهل يعي المسؤولون في لبنان مدى خطورة ضرب الجامعة اللبنانية وهي التي قال عنها الرئيس الراحل فؤاد شهاب”انها جامعة الفقراء”،وما مصير الشباب الفقراء؟