كتبت ريما يوسف لــ ” أخباركم – أخبارنا”
كشف موقع “أكسيوس” الأميركي، عن كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار “كان إنجازًا دبلوماسيًا صعب المنال، ولكن منعه من الانهيار قد يكون في نهاية الأمر أكثر صعوبة”.
وأوضح الموقع: “ستُكلف الولايات المتحدة الآن بالحفاظ على الهدوء على طول إحدى أكثر الحدود تقلبًا في الشرق الأوسط، بين إسرائيل ولبنان، في أثناء فترة انتقال الرئاسة، وفي خضم أزمة إقليمية أوسع نطاقًا لم تنته بعد”. مضيفًا: “تطلب الاتفاق أشهرًا من المفاوضات المعقدة، والتي شارك فيها الرئيس المنتخب ترامب وفريقه، الذي سيرث الاتفاق، في الأيام الأخيرة”.
وأشار التقرير إلى أنه “في حالة نجاحه، فإن الاتفاق سينهي عامًا من إراقة الدماء، ويسمح لمئات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود بالعودة إلى ديارهم”. متابعًا: “لكن الاتفاق يعطي الولايات المتحدة مهمة شاقة تتمثل في مراقبة الانتهاكات، وربما كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعهد حتى قبل الانتهاء من الاتفاق بالتخلي عنه إذا تجاوز حزب الله أحد الخطوط الحمراء العديدة”.
وذكر موقع “أكسيوس”، أنه “بعد يوم واحد من إعلان مبادرة وقف إطلاق النار الأميركية الفرنسية في أيلول/سبتمبر الماضي، فاجأت إسرائيل البيت الأبيض والعالم باغتيالها أمين عام حزب الله حسن نصر الله”. وتابع الموقع: “بينما لم يذرف الرئيس بايدن وكبار مستشاريه أي دموع على مقتل نصر الله، فإن قرار نتنياهو إبقاء بايدن في الظلام خلق توترات”، حسبما قال مسؤولون أميركيون لموقع “أكسيوس”.
وواصل التقرير سرد مخطط زمني للاتفاق، بالقول: “لكن بحلول منتصف تشرين الأول/أكتوبر، بدأ مستشار بايدن البارز عاموس هوكشتاين العمل مع كل من إسرائيل ولبنان لوضع مسودة معايير اتفاق وقف إطلاق النار. وفي 31 تشرين الأول/أكتوبر، قبل أيام قليلة من الانتخابات الأميركية، سافر هوكشتاين إلى إسرائيل، والتقى نتنياهو”. وقال نتنياهو له، بحسب مسؤول أميركي حضر الاجتماع، “أعتقد أن هناك نافذة”. وقال المسؤول الأميركي “لقد شهدنا في ذلك الوقت تغييرًا في الموقف وانسجامًا في كل من إسرائيل ولبنان بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار”.
وبعد خمسة أيام من الانتخابات، التقى رون ديرمر، الوزير الإسرائيلي المقرب من نتنياهو، بترامب في مار إيه لاغو. وبينما كانا يتجولان معًا في ملعب ترامب للغولف، أخبر ديرمر ترامب عن المفاوضات بشأن لبنان، وفقًا لمصدرين مطلعين على المحادثة. ولم يبد ترامب أي اعتراضات، بل وأشار حتى إلى دعمه لعمل نتنياهو مع بايدن للتوصل إلى اتفاق قبل 20 كانون الثاني/يناير. وناقش ديرمر الاتفاق مع لبنان على مدى اليومين التاليين مع هوكشتاين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومستشار بايدن الأعلى لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك.
وفي تلك اللحظة رأى هوكشتاين “ضوءًا في نهاية النفق” وقرر إطلاع فريق الأمن القومي التابع لترامب على أن الاتفاق من المرجح أن يُتَوَصَّل إليه خلال أيام، وفقًا لمسؤول أميركي.
وأوضح التقرير “كانت إحدى النقاط الخلافية الكبيرة الأخيرة هي ما إذا كانت إسرائيل تتمتع بالحق في الرد على انتهاكات حزب الله”. ونصحت فرنسا القادة اللبنانيين بعدم قبول هذا البند؛ لأنه يشكل انتهاكًا لسيادة لبنان، بحسب مسؤول أميركي. وقال المسؤول لـ”أكسيوس”: “كان من الممكن أن يؤدي هذا إلى إفشال الاتفاق برمته”.
وقال المسؤول إن وزير الخارجية توني بلينكين سحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جانبًا في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، وأبلغه أن الموقف الفرنسي يعرض الاتفاق للخطر. وقال المسؤول الأميركي، إن ماكرون وافق خلال هذا اللقاء القصير على أن تتوقف فرنسا عن إيصال هذه الرسالة إلى لبنان، لكن مسؤولًا فرنسيًا نفى ذلك.
وبحلول يوم الخميس الماضي، كان الاتفاق قد اكتمل تقريبًا. ولكن بينما كان هوكشتاين يجتمع مع نتنياهو، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضده. وكان “نتنياهو غاضبًا” للغاية، وخاصة بعد أن قالت فرنسا إنها ستنفذ مذكرة الاعتقال، وانشغل تمامًا عن مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان.
واستغرق الأمر ثلاثة أيام أخرى، ووساطة بايدن بين نتنياهو وماكرون، وتهديد هوكشتاين بالانسحاب، قبل أن تعود المفاوضات إلى مسارها الصحيح. وتم التوصل إلى اتفاق مساء الأحد، ووافق عليه مجلس الوزراء الإسرائيلي بعد 36 ساعة.
ووفق “أكسيوس”، قدم هوكشتاين يوم الإثنين، إحاطة ثانية لفريق ترامب وأخبرهم عن الالتزامات التي تعهدت بها الولايات المتحدة كجزء من الاتفاق، وخاصة الإشراف على آلية المراقبة وتوجيه قدرة إسرائيل على الرد على الانتهاكات. وقال مسؤول أميركي، إن “فريق ترامب اتفق على أن هذا أمر جيد لإسرائيل ولبنان وللأمن القومي للولايات المتحدة، وأن القيام بذلك الآن، وليس لاحقًا سينقذ أرواحًا”.
وزعم مسؤول في فريق ترامب الانتقالي أن “حزب الله وافق على الصفقة بعد فوز ترامب؛ لأنه كان يعلم أن شروط الصفقة ستصبح أكثر صرامة في عهد ترامب”.
ويقول المسؤولون الأميركيون، إن الخطوة التالية هي انتقال الجيش اللبناني إلى جنوب لبنان، والتأكد من تحرك الحزب شمالًا وإزالة أي أسلحة ثقيلة متبقية. وأضاف الموقع نقلًا عن مسؤول أميركي أن “الجيش اللبناني هذه المرة في وضع أقوى، وأن حزب الله أصبح ضعيفا عسكريًا وسياسيًا، وأن الولايات المتحدة ستكون أكثر مشاركة بشكل نشط”.
وأكد الموقع على أنه “لن يكون هناك أي قوات أميركية على الأرض في جنوب لبنان”، ورغم ذلك فإن “ضباط الجيش الأميركي سيعملون انطلاقًا من السفارة في بيروت بالتنسيق مع مسؤولين فرنسيين وإسرائيليين ولبنانيين، ومن الأمم المتحدة. وسوف يتلقون الشكاوى ويعالجون الانتهاكات”.
وزعم “أكسيوس”: “يمنح الاتفاق إسرائيل حقًا بالرد على التهديدات الأمنية المباشرة من الأراضي اللبنانية”، لكن المسؤولين الأميركيين يأملون أن يخفف نظام المراقبة من الحاجة إلى القيام بذلك.
وقال مسؤول أميركي “نريد أن يكون لدينا رسائل حية للتأكد من أنه كلما حدث انتهاك خطير سيُتَعَامَل معه على الفور. وإذا لم يُتَعَامَل معه، وتطور إلى تهديد مباشر، فسوف تضطر إسرائيل إلى معالجته”. وختم تقرير “أكسيوس”، بالقول: “في غضون ثمانية أسابيع، سيكون وقف إطلاق النار الهش هذا من اختصاص ترامب”.
وكشفت القناة 13 الإسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، عن بنود اتفاقية بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن وقف الحرب على لبنان، في ورقة أطلقت عليها تحت اسم “وثيقة ضمانات أميركية”، وهي وثيقة جانبية إضافية على نص اتفاق وقف الحرب مع حزب الله اللبناني.
وفي نص الوثيقة الجانبية، كان أبرز ما في الضمانات الأميركية “منح إسرائيل حق الرد على أي تهديدات قد تكون وشيكة من لبنان”، بالإضافة إلى عزم واشنطن على المشاركة مع إسرائيل في تبادل المعلومات الاستخباراتية الحساسة التي تتعلق بالانتهاكات، و”التعاون مع إسرائيل لكبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في لبنان، بما في ذلك منع نقل الأسلحة والمساعدات أو أي أنشطة أخرى تنطلق من الأراضي الإيرانية”.
كما جاء في الورقة الأميركية: “تحتفظ إسرائيل في جنوب لبنان بحقها في التحرك ضد أي انتهاكات للالتزامات في أي وقت، أما خارج المنطقة الجنوبية، فتحتفظ إسرائيل بحقها في التحرك ضد تطور أي تهديدات تستهدفها إذا كان لبنان غير قادر أو غير راغب في إحباط هذه التهديدات، بما في ذلك إدخال أسلحة غير قانونية إلى لبنان عبر الحدود والمعابر”.
وأقرت الورقة بضرورة إبلاغ إسرائيل اتخاذ أي خطوات “إن كان ذلك ممكنًا (…) ستُنفذ الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق لبنان لأغراض استخباراتية ومراقبة واستطلاع فقط، وستُنفذ بطريقة لا تكون مرئية للعين المجردة قدر الإمكان، ودون كسر حاجز الصوت”.
من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء، إن الأيام الستين المقبلة حاسمة لتحديد ما إذا كانت أهداف الحرب الإسرائيلية في الشمال قد تحققت. وقال كاتس في مؤتمر للصناعات الدفاعية: “خلال الستين يومًا القادمة سنرى ما إذا كان هدف الحرب في الشمال كما هو محدد قد تحقق”. وأضاف أنه “ينوي قيادة الجهود الرامية إلى فرض جميع شروط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله للسماح لسكان شمال إسرائيل بالعودة إلى منازلهم”.