تقرير فلسطين الميداني من أخباركم – أخبارنا
تتزاحم صور الأطفال الشهداء والجرحى في قطاع غزة على الشاشات، حتى باتت أجسادهم الممزقة مشهدًا اعتياديًا في كل نشرات الأخبار وعلى مدار الساعة، وفي كل مشهد منها آهات الأطفال وبكاءهم تعكس الرعب الذي عاشوه لحظة القصف.
لكن مشاهد أخرى، عكست الرعب بصورة صمت مطبق على وجوه الأطفال، رجفة وعينان تحدقان على اللا شيء، وأطفال آخرون أغلقوا أعينهم للأبد بعد أن توقفت قلوبهم خوفًا ورعبًا من هول صوت ومشهد الصواريخ التي تهوي عليهم.
لا يقتصر الأمر على أطفال غزة، ففي الضفة الغربية حيث يعيش الأطفال حالة احتكاك يومية بجنود الاحتلال الاسرائيلي المدججين بأسلحتهم، حالة مشابهة من الخوف والرعب، فقد يصحو الطفل على جندي يقف فوق رأسه ليعتقل والده، أو قد ينهش كلب يرافق جنود الاحتلال جسده الطري بعد اقتحام منزله ليلا لاعتقال أحد أفراد العائلة، أو أن يعترض الجنود طريق الأطفال وهم ذاهبون لمدارسهم، كخاطفي الأرواح والأحلام.
منذ اسبوع، توقف قلب الطفلة الرضيعة آلاء عن النبض وغاب عن الحياة رعبا من صوت صاروخ ألقته طائرات الاحتلال في محيط منزلها بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وودعت عائلتها وعالمها الذي لم ترَ منه إلا الحرب والقتل والدم .
وفي المخيم نفسه، استشهدت الطفلة ندى الشهر الماضي (4 اعوام) أوقف صوت صواريخ الاحتلال عداد سِنيها لتغادر الحياة. ولم تفلح محاولات الطواقم الطبية لإنعاش قلبها الصغير ذلك اليوم، ولم تنجح محاولات والديها تهدئة روعها وحجب الخوف والرعب عنها عندما استهدف منزل في الشارع الذي تقطن فيه، فطارت روحها إلى بارئها.
في المقابل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في تصريح لها، إن الاحتلال الإسرائيلي يقتل طفلا واحد كل 30 دقيقة في غزة، مؤكدة أن 17400 طفل شهيد ارتقوا منذ أكتوبر 2023.
ميدانيا، يتواصل القصف العنيف على مدينتي بيت لاهيا وجباليا شمال القطاع، مع إحكام الحصار عليهما لليوم الـ56 على التوالي. وطالبت حركة حماس بتحرك دولي عاجل لوقف المجازر والتجويع بحق سكان هذه المناطق. وفي بلدة القرارة شمال خان يونس، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون جراء استهداف مجموعة من المواطنين.
وذكرت انباء أن مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون لا تزال حتى الآن ممنوعة لحد كبير من تلقي المساعدات الإنسانية لأسابيع وسط استمرار الأعمال العدائية العنيفة، موضحة أنه خلال آخر الـ 72 ساعة، كانت هناك أمطارا غزيرة مع نزول ملحوظا في درجات الحرارة، حيث لجأت آلاف الأسر للنزوح والتحرك بشكل عاجل للمناطق المحاصرة تواجه الآن برد الشتاء وأمطاره دون توفر بطانيات أو فرشات أو ملاجئ تحميهم من المياه.
وقصفت الطائرات الاسرائيلية برج المستقبل في النصيرات وسط القطاع، وأسفر القصف عن استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين في بلدة عبسان شرقي خانيونس.
وتزامن ذلك مع معارك ضارية بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في مدينة خانيونس، حيث أجبرت قوات الاحتلال السكان على النزوح إلى مدينة رفح عبر بوابات أقامتها لتفتيش النازحين واعتقال العديد منهم.
كما نسف جيش الاحتلال مباني سكنية في حي الجنينة شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع، وفي جباليا شمالي القطاع.
أعلنت الصحة امس الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44,330 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت الصحة في تقريرها اليومي، أن حصيلة الجرحى ارتفعت إلى 104,933 جريحًا، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر خلال الساعات الـ24 الماضية، أسفرت عن استشهاد 48 مواطنا، وإصابة 53 آخرين.
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس ، إجلاء 17 مريضا وجريحا من قطاع غزة.
وأوضح غيبريسوس في منشور على منصة “إكس”، أن المرضى الـ17 جرى إجلاؤهم إلى الأردن، حيث سيتم نقل 12 منهم إلى الولايات المتحدة لاستكمال علاجهم.
وأشار إلى أن 6 مرضى يحتاجون إلى علاج للسرطان، بينما يحتاج بقية من تم إجلاؤهم إلى علاج من إصابات الحرب.
وأكد أن ما لا يقل عن 12 ألف مريض وجريح في قطاع غزة، بحاجة إلى إجلاء عاجل للعلاج.