خاص – “اخباركم اخبارنا”: على بعد اقل من عشرين يوماً على نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، خرج النائب الثالث السابق للحاكم والخبير الاقتصادي المخضرم الدكتور غسان عياش عن صمته و”هدوئه وديبلوماسيته المعهودة”، ليطلق موقفاً لافتاً مثقلاً بالرمزية وحافلاً بالانتقاد لأداء سلامة، خلال الثلاثين عاماً على قبضه خلالها وبقوة، على زمام “الامرة النقدية والمالية” للبلاد خصوصاً لجهة امرين:
الاول: “استسلام” سلامة واذعانه لمطالب الحكومات المتعاقبة بتمويل كل مشاريعها وانفاقاتها ومصرفاتها التي ادت في نهاية المطاف الى تبديد ودائع المودعين في المصارف، خصوصا انه (سلامة) اعطى هذه الحكومات “اكثر مما تطلب”.
الثاني: أمّن سلامة الذي امنت له الحصانة وتولت الدفاع عنه إبّان ولايته حفنة من السياسييين والاعلاميين، “سوف يتخلون عنه بسبب انقطاع المنافع”.
وفي ما يلي نص بيان عياش الذي تلقفته صفوة من المشتغلين بالشأن الاقتصادي، وبادروا الى تعميمه ليكون كما قال احدهم “بمثابة وداع تأنيبي للحاكم سلامة ولادائه”.
قال عياش:
“في آخر زيارة لي الى الحاكم رياض سلامة سنة 1993 ذكرني بلقائي معه بمناسبة التسلم والتسليم بين الحاكمين سنة 1993.
قال لي يومها ما هو اصعب ما ينتظره، فأجبته: العلاقة المتعبة مع الحكومة في شأن تمويل الخزينة. قال انه بقي يتذكر كلامي دائماً عندما يتلقى طلبات تمويل من الحكومة، مع العلم انه عالج هذه المشكلة باعطاء الحكومة اكثر مما تطلب. كانت نبوءة. واليوم له عندي نبوءة جديدة، وهي: عندما تنتهي ولايته ويترك مكتبه، على الارجح في نهاية تموز، سوف يخسر تأييد ودفاع الاصوات المأجورة التي تدافع عنه في وسائل الاعلام الذين يبيعونه تأييدهم اليوم من سياسيين واعلاميين الذين سوف يتخلون عنه بسبب انقطاع المنافع”.