أخباركم – اخبارنا
أكدت أوساط سياسية مطلعة أن اللقاء المرتقب بين الزعيم وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب بات قريباً، ومن المتوقع أن يُعقد خلال الأسبوع المقبل.
تأتي زيارة جنبلاط إلى معراب انطلاقاً من سعيه لترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية للخروج من النفق المظلم الذي يعيشه لبنان. كما تهدف إلى استباق أي تطورات سلبية محتملة على الصعيدين السياسي والأمني، عبر إطلاق ديناميكيات جديدة للحوار البناء بين القوى الفاعلة.
ووفقاً لمصادر مقربة من الحزب التقدمي الاشتراكي، تتمحور أهداف جنبلاط الرئيسية حول الحفاظ على السلم الأهلي في ظل الانقسامات السياسية والطائفية المتصاعدة، من خلال السعي إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف السياسية لتجنب أي احتقان قد يهدد الاستقرار الوطني. كما يرى جنبلاط أن الحوار مع الأطراف التي تختلف في الرأي ضرورة وطنية في هذه المرحلة الدقيقة والمهمة من تاريخ لبنان. كذلك يُولي جنبلاط أولوية لإعادة بناء المؤسسات الوطنية، مع التركيز على الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الضرورية للنهوض بالدولة.
وتلفت المصادر إلى أن لقاء معراب الذي كان مقرراً قبل اتفاق وقف إطلاق النار يكتسب أهمية كبرى في ظل الاستحقاقات المهمة التي تنتظر لبنان، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية، مروراً بقدرة لبنان على تنفيذ التزاماته حول تثبيت سيادة الجيش على الأراضي اللبنانية كافة، وصولاً إلى مصير سلاح حزب الله، إضافة إلى التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تفاقمت نتيجة العدوان.
وسط ذلك، يحمل اللقاء المرتقب بين جنبلاط وجعجع أبعاداً تتجاوز اللقاء الثنائي، إذ قد يشكل بداية لمسار جديد من التعاون بين القوى السياسية على قاعدة المصالح الوطنية المشتركة. وإذا ما استُثمرت هذه اللقاءات في تعزيز السلم الأهلي وخلق مناخ من الثقة المتبادلة بين القوى السياسية، فقد تحمل المرحلة المقبلة تطورات إيجابية. مع ذلك، سيكون التحدي الأكبر هو قدرة القيادات السياسية على ترجمة هذا التقارب وغيره إلى خطوات عملية تخدم المصلحة الوطنية العليا، وتساهم في إنقاذ لبنان من دوامة الأزمات المتتالية.