كتب مسعود محمد لـ ” أخباركم – أخبارنا”

يشهد شمال سوريا منذ سنوات تصاعدًا في الصراع بين الفصائل المتنافسة، سواء كانت محلية أو مدعومة خارجيًا، على السيطرة على المناطق الاستراتيجية مثل حلب وريفها. هذا الصراع الممتد يعكس تعقيدات الحرب السورية وتداخل المصالح الإقليمية والدولية. كان تسليم مطار حلب لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) واحدة من المحطات البارزة التي أعادت تشكيل خريطة النفوذ العسكري والسياسي في المنطقة.

يتناول هذا التقرير المحاور التالية:

1. تقدم المعارضة السورية في مناطق حلب ومعرة النعمان وأهمية الطرق الحيوية.
2. الأحياء التي تسيطر عليها قسد في حلب وتأثيرها على موازين القوى.
3. صراع قسد مع الفصائل السورية المعارضة ودور تركيا والقوى الإقليمية والدولية.
4. تطور جديد: تسليم مطار حلب لقسد.

1. تقدم المعارضة السورية وأهمية طريق M5

شهدت الأشهر الأخيرة تقدمًا للفصائل السورية المعارضة في مناطق حلب ومعرة النعمان، حيث تسعى المعارضة للسيطرة على الطرق الحيوية مثل طريق M5 الدولي، الذي يعتبر شريانًا اقتصاديًا حيويًا يربط شمال البلاد بجنوبها.

• أهمية طريق M5:
  • يستخدم الطريق لنقل البضائع والإمدادات، وقطع الطريق يعوق حركة النظام وحلفائه، بما في ذلك “حزب الله”.
  • يمنح السيطرة عليه ورقة ضغط استراتيجية في أي مفاوضات.
• أثر التقدم:
  • تمكنت المعارضة من قطع خطوط الإمداد الحيوية لقوات النظام في الشمال، مما أربك خططها العسكرية.

2. الأحياء التي تسيطر عليها قسد في حلب

تحتفظ قسد بسيطرة قوية على عدد من أحياء حلب، أبرزها:

• حي الشيخ مقصود وحي الأشرفية: يتمتعان بموقع استراتيجي شمال المدينة.
• السكن الشبابي وأجزاء من حي بني زيد: تقع على خطوط التماس مع الفصائل المعارضة.
• بالإضافة إلى سيطرتها على ريف حلب الشمالي، بما في ذلك مدينة تل رفعت.

تُعتبر هذه المناطق قواعد أساسية لقسد، وتلعب دورًا في تأمين خطوط إمدادها العسكرية.

3. صراع قسد مع الفصائل السورية المعارضة

خلفية الصراع:

• بدأ الصراع مع توسع قسد في مناطق شمال سوريا بعد 2015، مدعومة من التحالف الدولي، ما أثار حفيظة الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا.
• تركزت المواجهات في مناطق مثل عفرين، تل رفعت، وأحياء حلب الشمالية.

المواجهات البارزة:

• معركة الشيخ مقصود (2016): اشتباكات عنيفة بين قسد والفصائل المعارضة.
• عملية درع الفرات (2016-2017): استهدفت تركيا وقوات المعارضة “قسد” بشكل مباشر.
• معركة عفرين (2018): خسرت قسد السيطرة على عفرين لصالح الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا.

الدور التركي:

• تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب (YPG)، العمود الفقري لقسد، امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK) وتتعامل معها كتهديد أمني.

4. تسليم مطار حلب لقسد: التطور الأخير

في تطور غير متوقع، أشارت تقارير حديثة إلى تسليم مطار حلب لقوات سوريا الديمقراطية (قسد). هذا التسليم:

• يعكس تحولًا استراتيجيًا في التحالفات الإقليمية.
• يمنح قسد نقطة استراتيجية لتعزيز وجودها في شمال سوريا.
• يتيح لها الإشراف على واحدة من أهم المرافق الحيوية في المنطقة.

تداعيات هذا التسليم:

• سياسيًا: يعزز موقع قسد في المفاوضات السياسية.
• عسكريًا: يمنحها منصة لوجستية لدعم عملياتها في ريف حلب.
• اقتصاديًا: يمكنها من الاستفادة من العائدات التجارية والنقل الجوي.

الصراع في شمال سوريا لا يزال مفتوحًا على احتمالات عدة، حيث تواصل القوى المتصارعة التنافس على المواقع الاستراتيجية. تقدم المعارضة في حلب ومعرة النعمان، صراع قسد مع الفصائل المدعومة من تركيا، وتسليم مطار حلب لقسد، هي نقاط محورية تعكس تعقيدات المشهد السوري وتداخل الأجندات المحلية والإقليمية والدولية.